اقترب موعد إسدال الستار على منافسات الدوري الاحترافي واشتدت معه المنافسة بين جميع الأندية الوطنية، سعيا منها إلى ضمان مركز يرقى إلى طموحاتها، فمنها من تبحث عن إمكانية إنهاء الموسم في مقدمة الترتيب، وأخرى تصارع للهروب من منطقة الخطر، التي قد تؤدي بها إلى النزول إلى القسم الوطني الثاني، فيما البعض الآخر يرغب في إنهائه في متوسط الترتيب، إذ أن طموحات الأندية تتفاوت حسب تمركزها في سبورة الترتيب. وتعرف الجولة الثامنة والعشرون من منافسات الدوري الاحترافي، مواجهات نارية تجمع بين متصدري الترتيب ومتذيليه، إذ تسعى جميع الفرق إلى إنهاء هذه الجولة لحسابها، قصد الاقتراب من الظفر باللقب، أو التقدم في سبورة الترتيب، أو الهروب من أسفله، الشيء الذي جعل لجنة البرمجة تبرمج جميع هذه المباريات على التوقيت نفسه، ضمانا لمبدأ التكافؤ في ما بينها. وتعد مباراة الوداد البيضاوي، والمغرب الفاسي، من بين المباريات الحارقة التي ستعرفها الجولة الثامنة والعشرون، إذ يبحث المتصدر عن تأكيد صدارته، وتوسيع الفارق عن مطارده المباشر، من خلال تحقيق نتيجة الفوز، فيما الفريق "الفاسي" الجريح، سيستعمل جل أساليبه الممكنة لخطف الثلاث نقاط، التي ستساعده ولو قليلا في الهروب من منطقة الخطر، وتفادي النزول إلى القسم الوطني الثاني. مباراة اتحاد طنجة والكوكب لا تقل أهمية عن سابقتها، حيث سيواصل الأول الدفاع عن حظوظه في خطف اللقب لهذا الموسم بعد صعوده العام الماضي، إلى قسم الأضواء، بينما سيحاول الثاني الذي نجح في العبور إلى دور المجموعات في كأس الكونفدرالية الإفريقية، البحث عن مخرج من أسفل الترتيب، بعدما أصبح الأقرب رفقة المغرب الفاسي إلى النزول، فلا خيار له سوى تحقيق الانتصار. مباراة أخرى ستجمع بين أولمبيك خريبكة والجيش الملكي، خلال الجولة نفسها، ستعرف هي الأخرى كسابقاتها، نوعا من الندية والتنافسية، على اعتبار أن الفريق "الخريبكي" سيبحث عن فوز آخر لتعزيز رصيده، بعد تحقيقه الانتصار أمام المغرب التطواني، سعيا منه هو الآخر إلى الهروب من أسفل الترتيب، بعدما بات لا تفصله عن القسم الثاني إلا خطوات قليلة، وعلى العكس من ذلك يبحث "العساكر" عن إمكانية تأكيد صحوتهم ومواصلة التقدم، لضمان مشاركة في إحدى الكؤوس الإفريقية. مواجهة أولمبيك آسفي والرجاء البيضاوي، لا تختلف عن المواجهات السابقة، لأن ترتيب القرش "المسفيوي" يحتم عليه، خوض المباراة بجدية أكبر، للانعتاق من شبح النزول، أمام فريق يطمح من جهته إلى استعادة مركز الوصافة والمنافسة على اللقب، بعد القفزة النوعية التي قام بها، بعد قدوم المدرب رشيد الطاوسي. مولودية وجدة وبعد انطلاقة جيدة مع انطلاق الشطر الأول، يقترب من العودة من حيث أتى، إذ أن تمركزه في الصفوف الأخيرة، يجعله يبحث عن مخرج يساعده على الانفلات من إمكانية لعب الموسم المقبل، في قسم "المظاليم"، إذ سيكون حسنية أكادير خصمه خلال هذه المواجهة، والذي تعتبر وضعيته مريحة، بالنظر إلى ترتيبه في سبورة الترتيب. الشيء نفسه بالنسبة إلى النادي القنيطري، الذي يمر من مرحلة فراغ، الذي وضعيته هو الآخر مريحة، بالمقارنة مع الفرق الأخرى، سيواجه الفتح الرياضي، صاحب المركز الثاني، الذي يسعى بدوره إلى مواصلة النتائج الجدية، والبحث عن خطف لقب جديد ينعش به خزانته. باقي المواجهات، تختلف بعض الشيء عن سابقاتها، حيث سيواجه الدفاع الحسني الجديدي، الذي ضمن البقاء رسميا في القسم الأول، نظيره المغرب التطواني الذي يتوسط الترتيب، الشيء الذي سيجعل المواجهة أقل حرقة وندية، فيما شباب الريف الحسيمي، الذي بلغ رصيده 33 نقطة وضمن البقاء بشكل رسمي، سيواجه النهضة البركانية، صاحب المركز السادس، ومن الممكن أن تغيب عن هذه المواجهة الحماس وروح التنافسية، عكس المواجهات الأخرى. يشار إلى أن جميع المواجهات ستجرى، غدا الأحد، على التوقيت نفسه، وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، بين جميع الأندية التي تنافس في الدوري الاحترافي.