تخوض فعاليات أمازيغية تحدي إدماج اللغة في كل الأنشطة الرياضية بالمغرب، مراهنة على تجاوز "عثرات" عديدة رصدتها على امتداد السنوات الماضية وأعادتها واقعة غياب حروف تيفيناغ عن حافلة المنتخب الوطني المغربي إلى الواجهة. وراسلت فعاليات عديدة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مطالبة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في أنشطة الجامعة، مؤكدة وجود أوجه تقصير في تنظيم اللقاءات الكروية وكذا في استقبال الفريق الوطني بعد عودته إلى أرض الوطن. وعبرت فعاليات عديدة عن امتعاضها من غياب الأمازيغية عن حافلة المنتخب المغربي، مؤكدة أن الأمر يجرح "الشعور الوطني"، خصوصا أن المغرب اعترف بدستورية اللغة الأمازيغية وإنجاز المنتخب الوطني يعني جميع المكونات الثقافية للبلد. واعتبرت الفعاليات الأمازيغية، ضمن بيان لها، أن أقمصة اللاعبين في الفريق الوطني للذكور والإناث ومختلف الفرق المغربية المتنافسة في البطولة الوطنية تدخل ضمن رموز الدولة المغربية ومؤسساتها، وكذلك الحافلات التي تنقل اللاعبين وجميع الوسائل والأدوات المستعملة من طرف الجامعة. وشدد البيان على أنه من الناحية الإعلامية يجب عدم الاكتفاء باصطحاب الصحافيين الرياضيين باللغتين العربية والفرنسية، حيث ينصّ القانون التنظيمي على ضرورة استعمال اللغتين الرسميتين في وسائل الإعلام ضمن مختلف البرامج التي تبثها القنوات المغربية، مشيرا إلى أن أغلب اللاعبين والطاقم المرافق لهم يتحدثون بلغاتهم الأم الأمازيغية. وفي السياق، تنص المادة ال28 من القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية على كتابة باللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، العلامات الخاصة بمختلف وسائل النقل التي تقدم خدمات عمومية أو التابعة لمصالح عمومية، ولاسيما منها السيارات والناقلات التي تستعملها المصالح العمومية، ولاسيما منها المكلفة بالأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة وسيارات الإسعاف. أحمد عصيد، الفاعل الحقوقي والباحث في الثقافة الأمازيغية، أكد أنه من الطبيعي أن تتخذ الجمعيات الأمازيغية موقفا صارما احتجاجيا أمام سلوك جامعة كرة القدم المغربية بسبب التغييب التام للغة الأمازيغية الرسمية في كل أشغالها ورموزها، خاصة أن نجاح الفريق الوطني وتألقه في مونديال قطر قد جعل المغرب في الواجهة. وأضاف عصيد، في تصريح لهسبريس، أن "هذا الأمر يقتضي أن يظهر المغرب بهويته الحقيقية المعلنة في الدستور، خاصة بمكونيها العربي والأمازيغي، وهذا ما لم يحدث للأسف رغم أنه مضت على إقرار القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية أربع سنوات"، وزاد: "ما زالت الجامعة لا تكترث بالدستور وبالقانون؛ وهو ما دفع بالجمعيات إلى التنبيه إلى هذا الخرق الذي على الجامعة تداركه".