انتهزت امباركة بوعيدة، رئيسة جهة مجلس جهة كلميم- واد نون، منصة المنتدى الجهوي لمنتخَبي حزب التجمع الوطني للأحرار، الدي انعقد اليوم السبت بعاصمة جهتها، لتبعثَ رسائل كثيرة في "بريد الخصوم من داخل المجلس" وتطمئن الساكنة والمنتخبين، قائلة إن "تشويشهم لم ينجَح في ثنَيْ حزب الأحرار ومنتخبيه بالجهة عن تدشين مسار التنمية من بابه الكبير". "هذه المسألة- في إحالة إلى أزمة البلوكاج الذي عاشته الجهة لأشهر- هي وراءَنا اليوم، وبالتالي يجب تغيير الثقافة لدى مناضلات ومناضلي التجمع، مع كشف حقيقة جهة كلميم- واد نون التي بدأت اليوم"، مؤكدة أن المجلس الذي ترأسه "له مساهمَة وازنة في عدد من المشاريع، باعتبارنا أول جهة تتعاقد مع الدولة حول مشروع تنمية جهويةPDR ، وهذا ليس مجرد كلام كما يدّعي الخصوم". وفي كلمة لها، بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش وقيادات الحزب جهويا ووطنياً، خلال افتتاح "منتدى المنتخبين الأحرار بكلميم"، أضافت بوعيدة أن "مجلس الجهة بدأ بتفعيل عدد من الإنجازات، رغم أن هناك عمليات تشويش كثيرة- مع الأسف- تُصعّب الأمور وتخلق مغالطات عند الجميع... والسكوت عن تشويشهم ليس علامة ضُعف أو علامة رضا". بوعيدة: "شراكات قوية ومشاريع مهيكلة" وقالت بوعيدة إن "جهة كلميم- واد نون عقدَت شراكات قوية ومهيكِلة، في إطار النهوض بالتنمية داخل الجهة، بأكثر من مليارَيْ درهم بالنسبة للتجهيز وتعزيز البنيات التحتية، خاصة الطرق"، مشيرة إلى "القطاع الصحي الذي يشهد المشاريع الكبرى، في مقدمتها كلية الطب والمستشفى الجامعي الجهوي"، وأكدت أنه "المجلس الوحيد الذي يُحاول أن يدعم شراكات قوية على صعيد الجهة، وهذه أولوية نُعطيها لهذه المشاريع ما بين 40 و50 في المائة". رسائل بوعيدة القوية إلى خصومها السياسيين بالمجلس توالتْ بقولها: "بدأنا مسار التنمية من أجل مواجهة التحديات القوية التي تعرفها الجهة، ونريد تحقيق توازن مجالي أكثر"، مشددة على "ضرورة التعامل بطريقة منصِفة ومتساوية مع مجالس الجهات بهدف استدراك التأخر الحاصل بين جهات المملكة، ومن بينها جهة كلميم- واد نون". المنسقة الجهوية لحزب "الأحرار" قالت أمام المنتخبين إن "جهة كلميم- واد نون لا تُطالب بأكثر من حقوق المجلس الذي تقوده في تنمية مجالية متوازنة"، دون أن تخشى دعوة الحكومة ل"الرفع من الدعم المخصص لمجالس الجماعات الترابية، وإعادة النظر في قُدراتها المالية بسبب العجز المالي الذي تعانيه مع تجاوز الخلط في بعض الصلاحيات التي تربك عمل المجالس المحلية". بايتاس: تجربة منتديات المنتخبين "فريدة" مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب "الحمامة"، ثمّن "فكرة وفلسفة المنتديات المنتخبين التي وصلت المحطة الثامنة"، وقال: "في جميع التجارب اللي عْرفتها بلادنا سياسياً مكاينش شي حزب فكَّر في عقد لقاء المنتخبين بداية من السنة الأولى بعد الانتخابات"، معتبرا أنها "فرصة للتفكير ونقاش الحلول ونْعرفو الإشكالات، وننفذُو هاد الإشكالات فيما تبقى من هذه الولاية الحكومية". وقال بايتاس إن "أعضاء الجماعات الترابية والغرف والجهات والمجالس الإقليمية هم من يلتقُون مع المواطنين"، مضيفا أن "المحطات المتبقية من المنتديات ستجعلنا نستخلص الدروس التي تتعلق بالتمويل والشراكات والتنمية، ويتبنّاها البرلمانيون وجميع المؤسسات كي يدافعوا عنها". وأشاد بايتاس ب"مستوى النقاش داخل الورشات"، قبل حديثه عن الشأن الوطني قائلا: "بسبب تأخر التساقطات للسنة الرابعة على التوالي كتعرفو التداعيات والإمكانيات المالية للي كتخص. المشاريع الخاصة بقطاع الماء قريبة كلّها تكمل"، مشيرا إلى مشاريع "سدود ومحطات تحلية المياه البحر بالجهة التي ستعطي دفعة كبيرة". وجدد القيادي التجمعي المنحدر من أحد أقاليم جهة كلميم قوله إنها "الحكومة الأولى في تاريخ المملكة منذ الاستقلال إلى اليوم التي ستقدم تعويضات عائلية للأسر بشكل مباشر، للمواطنين المستضعفين والمحتاجين.. شي حد آخر كيقول شي كلام آخر يقول اللّي بغا.. إلا أن المحصّلة يُكتب لهذه الحكومة هذا الإنجاز". "المقاربة التنموية التشاركية حاضرةٌ عند المنتخبين التجمعيين لأننا نشأنَا من الميدان وخرجْنا من الواقع بصعوباته"، يقول بايتاس، مؤكدا أنه "يتفهّم انتقاد العمل الحكومي وهذه هي الديمقراطية، ولكن نحن ماضون في تنزيل هذا المسار، مع تركيز خاص على الصحة والتعليم والشغل". ودعا المنتخبين "بشكل مستعجل إلى إعادة النظر في موارد تكوين الموارد البشرية"، مضيفا "يجب أن ننخرط في تكوين الشباب لإنجاح البرامج التنموية بالجهة ليعمّ خير هذه الاستثمارات على أبناء هذه المناطق"، وأكد أن "الالتزام بالتنمية صريح وواضح وسنُفعّله أكثر في التقائية سياسات الحكومة بالمجالس المنتخبة". المتوكل: "مزايدات لا تكبح مسار التنمية" من جهته، سار أحمد المتوكل، رئيس الفيدرالية الجهوية للمنتخبين التجمعيين بجهة كلميم- واد نون، في اتجاه الرد وتكثيف النقد ضد من وصفهُم ب"الخصوم المزايدين" على حزب "الأحرار" من "فلول العدميين الذين أثبتوا فشلهم وتوارَوْا عن الظهور أمام المغاربة لينفثوا ما يفيض عن نفسياتهم المريضة التي يخنقها الارتباك وتُعميها الأحقاد والنرجسيات". وأشار المتوكل، الذي رحب بحلول أخنوش في جهة كلميم ضيفاً عزيزا بعد أن اختارها قبل جهات أخرى عديدة، إلى أن "همّ هؤلاء الوحيد هو جرُّ البلد إلى حالة من تعميم الغضب الاجتماعي، عبر إشعال فتيل التأليب والتحريض في ملفات التعليم أو الأسعار وفي الماء والبطالة والطاقة والعدالة الاجتماعية والمجالية، وتصدير الأزمة إلى الشارع فيما يشبه التصميم على استهداف المؤسسة الأمنية". "رهانات تسعى إلى استنزاف طاقة الدولة في التحمّل، وسقطت كلها في خانة الحسابات الخاطئة، مما أعاد كيدهم في نحورهم"، يضيف المتحدث قبل أن يتابع قائلا: "لم ندخل النفق المظلم، بل واصلت الدولة الاجتماعية المضي في برنامج الحكومة التي يقودها أخنوش على وقع الوتيرة المتناغمة والسرعة الخلاقة التي أرادها الملك محمد السادس في تدبير شؤون البلد ومعالجة الأوضاع بما يدعم الانتقال إلى الأفضل".