أجرت سرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة، التابعين لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية، بشراكة مع نظيريهما الأمريكيين، اليوم الخميس، تمرين محاكاة سيناريو واقعي للتعامل مع أزمة تنطوي على مخاطر إشعاعية، كيميائية ومتفجرة. التمرين الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات "الأسد الإفريقي" في شقها المتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وفي إطار التعاون العسكري المغربي الأمريكي في تدبير الكوارث، كان مسرحه ميناء أكادير العسكري، تحت أنظار الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب بالمنطقة الجنوبية، واللواء دانييل سيديرمان، نائب فرقة العمل الخاصة بجنوب أوروبا التابعة للجيش الأمريكي في أفريقيا. ربوتوتات ودرونات للاستطلاع وبحسب ما لاحظته جريدة هسبريس الإلكترونية، فقد استخدمت القوات طائرات بدون طيار وروبوتات في عملياتها، من خلال دمجها في إدارة حالات الطوارئ من طرف سرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة، مع اختبار إجراءات التدخل التكتيكي والتقني للمتدخلين من "SOP"، وتقييم مستوى التشغيل البيني مع مختلف المتدخلين الوطنيين والدوليين في مجال الاستجابة للمواد الكيميائية والمتفجرات. ويتعلق السيناريو الافتراضي للتمرين بهجوم على أحد أكثر المطارات الدولية ازدحاما في البلاد؛ حيث "سمع الركاب المغادرون والقادمون الذين يتوافدون إلى المحطات لرحلاتهم، انفجارا مدويا هز المحطة الرئيسية، تلته انفجارات عدة في مناطق متفرقة من المطار، وسط صرخات الذعر مع تصاعد الدخان الكثيف، مما يتطلب تفعيل إجراءات الاستجابة للطوارئ المعمول بها". وقامت القوات المسلحة الملكية أولا بتأمين موقع التدخل من قبل الدرك الملكي، قبل تدخل طائرة بدون طيار لإجراء الاستطلاع (استطلاع أولي)، ثم نشر روبوت الاستطلاع التابع لها، وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة لإجراء عمليات البحث. وبعد عملية الإخلاء الطبي الطارئ للضحايا الموجودين في المطار، ثم نقلهم إلى موقع التطهير الشامل. وبجانب إبطال مفعول العبوات الناسفة من قبل فريق التخلص من الذخائر المتفجرة، طارت طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الملكية بأحد الضحايا للعلاج. وبعد استكمال هذه المراحل، جاءت خطوة التطهير التقني لفريق التخلص من الذخائر المتفجرة، ثم الكشف والتعرف على المواد الكيميائية والإشعاعية وأخذ عينات منها وتحديد عناصرها، واستعادة المصادر الإشعاعية، إلى جانب فرز الضحايا ورعايتهم، وعملية التطهير التقني والجماعي، وأخيرا فتح تحقيق جنائي. خبرة عالية وقال المقدم أيوب العمراوي، نائب قائد وحدة الإغاثة والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة الملكية، إن "هذه الوحدة التابعة لمفتشية الهندسة تتوفر على عناصر بشرية ذات خبرة عالية، ومعدات متطورة تساعدها في تسيير جميع الكوارث الطبيعية والتكنولوجية". وأضاف المقدم العمراوي، في تصريح لهسبريس، أن هذا التمرين المشترك مع القوات الأمريكية يأتي في إطار "مكافحة أسلحة الدمار الشامل"، وفيه يتم تطبيق جميع الدروس النظرية، واستخدام أحدث الوسائل التقنية في الاستطلاع على غرار الروبوتات، والدرونات. وشدد نائب قائد وحدة الإغاثة والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة الملكية على أن "هذه التمارين تساهم في تعزيز قدرات الوحدة في التعامل مع مختلف التحديات". وشرحت الرقيب شيماء درغان، رئيسة الخلية العلمية، مهمتها الرئيسية في التمرين، التي تنحصر في "البحث بدقة عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية لطبيعة المواد الموجودة داخل منطقة الحادث، مع مراقبة أحوال الطقس، بما فيها اتجاه وسرعة الرياح، حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتحديد المناطق الآمنة"، موضحة أن "المواد السامة المحددة يتم تحليلها في مختبر متنقل". ويركز التمرين بشكل أساسي على إجراء عمليات الاستطلاع، وعزل أسلحة الدمار الشامل المرتجلة، وأجهزة التشتت الإشعاعي، وإزالة التلوث الإشعاعي والكيماوي، ويهدف إلى زيادة تعزيز القدرات التشغيلية والتكتيكية لسرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة التابعين لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية في التعامل مع أزمة تنطوي على مخاطر إشعاعية، كيميائية ومتفجرة. إشادة أمريكية بالقدرات المغربية من جانبه، قال الملازم أول خليل الدهبي، نائب قائد سرية إبطال وإزالة وتفجير الذخائر المتفجرة، إن "مهمتنا في التمرين تسير وفق مراحل جد منظمة، ودقيقة، بهدف الوصول إلى محطة التخلص من المادة الإشعاعية وتفجيرها". وأوضح المساعد رضوان بورواح أنه "بمجرد وصول سرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي إلى مكان الحادث، تقوم خلية التخطيط التابعة للسرية بعمليات استطلاع لجمع معلومات عن الحادث، قبل تحليل هذه البيانات، ومحاكاتها عبر برمجيات متخصصة"، مبينا أن هذه الخطوة "تمكننا من وضع خطط للتدخل". وأشاد مارك ملانسون، مسؤول بوكالة الدفاع والحد من المخاطر (DTRA)، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ب"التعاون مع القوات المسلحة الملكية المغربية في هذا المجال". وقال ملانسون إن "هذه التمارين نشتغل عليها مع نظرائنا المغاربة لسنوات طويلة، وهم حاليا لهم الخبرة الكافية لمواجهة مثل هذه التحديات، والكوارث"، مشددا على "رغبة الوكالة في استمرار هذه الشراكة الفريدة، مع تطويرها بما يناسب قوة العلاقات بين الرباط وواشنطن".