السلطة تردع الفوضى بمدن الشمال

تبدو سلطات عمالة المضيق الفنيدق عازمة هذه السنة على إنجاح موسم الاصطياف، عبر حضور ميداني مكثف وتطبيق صارم للإجراءات، تفاديا لتكرار اختلالات السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، قامت لجنة مختلطة تقودها السلطة المحلية بمدينة مرتيل بمداهمة محل لإعداد وبيع "البيني" بحي الديزة الشعبي، حيث كشفت المعاينة غياب شروط النظافة والسلامة الصحية.
وأسفرت العملية عن حجز مواد غذائية لا تستوفي المعايير المطلوبة، خاصة ما يتعلق بوضع العجين داخل المبرد، واستعمال زيت القلي مرات متكررة إلى حد الاحتراق، ما يشكل تهديدا صحيا مباشرا في ظل غياب شروط النظافة وارتفاع درجات الحرارة.
كما قررت اللجنة ذاتها، في إجراء احترازي، إغلاق مقهى شهير بالمدينة إلى حين تدارك جملة من الملاحظات التي تم تسجيلها خلال الزيارة.
وفي خطوة نالت استحسان الساكنة والزوار، تدخلت السلطات لتحرير شاطئ ريستينكا من مظلات الإقامات السياحية الخاصة، بعد سنوات من احتلال غير قانوني للملك العمومي البحري، ما أعاد تنظيم الفضاء الشاطئي وضمن حق العموم في الولوج إليه.
وينتظر السلطات صيف ساخن على أكثر من صعيد، وسط تحديات تتعلق بمراقبة جودة الخدمات المقدمة في المطاعم والمقاهي، ومعالجة مشكل احتلال الأرصفة والشوارع.
كما يعول الزوار والمصطافون على التفاعل الجاد لممثلي الإدارة الترابية ورؤساء الجماعات المحلية للحد من تجاوزات "أصحاب الجيلي الأصفر" وتنظيم الفضاءات المخصصة لركن السيارات، خصوصا على مستوى بعض الشواطئ كشاطئ كابونيغرو بمرتيل، و"الريفيين" بجماعة الفنيدق الذي يعد نموذجا لهذه الإشكالات المتكررة رغم حرص مصالح الجماعة الترابية على تثبيت لافتة تنص على مجانية الركن.
وتبقى هذه الإجراءات التي باشرتها سلطات عمالة المضيق الفنيدق خطوة أولى في مسار طويل لتحسين جودة الخدمات وظروف الاصطياف بشواطئ المنطقة، التي تستقطب آلاف الزوار خلال فصل الصيف، كما تقاس فعاليتها بمدى استمراريتها، في انتظار أن تتحول هذه الدينامية الموسمية إلى سياسة دائمة تنهض بصورة المنطقة وتستجيب لتطلعات مرتاديها.