في عمق الصحراء الشرقية المغربية، حيث الرمال الذهبية تمتد إلى ما لا نهاية، احتفل زوجان من ألمانيا بزفافهما بطريقة أمازيغية، وسط تقاليد قبائل أيت خباش. هذا العرس الفريد من نوعه، الذي جمع بين الثقافة المغربية الأمازيغية والرومانسية الألمانية، ترك انطباعا لا ينسى لدى جميع الحاضرين. الزوجان الألمانيان "GIETZ SASCHA" و"HIRMER SACHAROW SOFIA"، اللذان اختارا رمال مرزوكة بالجنوب الشرقي للمغرب لتكون مكانا لحفل زفافهما، عبرا عن شكرهما لأهل المنطقة على كرم الضيافة والترحيب الحار، موردين: "شعرنا بأننا في بيتنا"، و"المغرب بلد الضيافة والكرم". حفل الزفاف، الذي حضره أصدقاء وأقارب السائحين وعدد كبير من أهل القبيلة، كان فرصة لتبادل الثقافات واكتشاف ما تكتنزه الثقافية الأمازيغية المغربية المتنوعة. "كنا سعداء برؤية الفرحة على وجوه الناس، وهذا يدل على أن المغرب بلد منفتح على العالم"، قال أحد أفراد القبيلة. الزوجان اختارا تقاليد قبائل أيت خباش لتكون جزءا من حفل زفافهما، ما أضفى لمسة فريدة على الاحتفال، الذي سيبقي محفورا في ذاكرتيهما بمداد من ذهب، حسب تصريحهما أمام جمع غفير من أهل القبيلة. كما قالت العروس: "كنا نريد أن نعيش تجربة فريدة ومميزة، ووجدنا في المغرب، وبالضبط بمرزوكة والتقاليد الأمازيغية، ما يلبي رغباتنا". ويرى عدد من أصدقاء الزوجين الألمانيين أن العرس التقليدي، الذي نظم وسط الرمال بعرق الشبي، كان مشهدا رائعا يصعب نسيانه. "الطبيعة الصحراوية والسماء الزرقاء والرمال الذهبية كلها عناصر ساهمت في جعل حفل الزفاف لا ينسى"، قال صديق للعريس. كما عبر الزوجان عن إعجابهما بالثقافة المغربية الأمازيغية، والضيافة التي تلقياها من أهل المنطقة، مؤكدين أن المغرب بلد جميل ومتنوع وأنهما سعيدين بزيارته، وأن زواجهما سيبقى ذكرى جميلة في حياتهما، خاصة أنه نظم في بلد الثقافات والتعايش بين الشعوب، وموردين أنهما سيكونان خير سفيرين لهذه المنطقة والمغرب عموما في ألمانيا. حفل الزفاف كان أيضا فرصة للتعرف على تقاليد وعادات قبائل أيت خباش بمرزوكة، وتبادل الخبرات والثقافات، حسب أحد أصدقاء السائحين، مضيفا: "تعرفنا على الكثير من العادات والتقاليد المغربية الأمازيغية، وكنا سعداء بذلك"، وزاد أن "تنظيم العرس في هذه المنطقة وبهذه التقاليد والعادات والجميلة سيكون حلم كل ألماني وصله هذا الخبر المفرح". مبارك أوسيدي، مهني في قطاع السياحة ومقيم بألمانيا، قال إنه نظم حفل الزفاف من أجل إسعاد السائحين أولا ومن أجل تقريب السياح من تقاليد وعادات أعراس قبائل أيت خباش، مؤكدا أهمية التبادل الثقافي والتعاون بين الشعوب، وتابع: "نحن سعداء بزيارة السياح إلى هذه المنطقة، ونعمل ما في وسعنا لإرضائهم حتى يكونوا خير سفراء لبلدنا المغرب". وأضاف أوسيدي، في تصريح لهسبريس، أن الزوجين أكدا أن تجربتهما في منطقة مرزوكة كانت فريدة ومميزة، وأنهما سيتذكرانها دائما، وسيعودان إلى المنطقة كل ما سنحت لهما الفرصة، لأنهما شعرا بالراحة والترحيب هنا، مؤكدا أن "الحفل كان مشهدا رائعا يصعب نسيانه، وسيظل محفورا في ذاكرة الحاضرين، كما سيظل ذكرى جميلة في قلبي العروسين، وسيحكيان عنه لأبنائهما وأحفادهما، وقد عبرا عن أنه كان تجربة فريدة ومميزة، جمعت بين الثقافة المغربية والرومانسية الألمانية". يطو بيهي، فاعلة جمعوية بمرزوكة، قالت إن العرس الذي نظم للزوجين الألمانيين كان فرصة رائعة لتقديم وعرض تقاليد وعادات قبائل أيت خباش للسياح، مضيفة أن الزوجين استفادا بشكل كبير من هذه التجربة، حيث تعرفا على تفاصيل العرس الأمازيغي من البداية إلى النهاية. وأكدت بيهي، في تصريح لهسبريس، أن العرس مر بطريقة تقليدية خالصة، دون أي تأثيرات خارجية، ما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين السياح وأهل القبيلة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأنشطة يساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للمغرب وتقاليده الغنية. وأضافت المتحدثة ذاتها أن هذا الحدث كان فرصة لتبادل الخبرات والثقافات بين السياح والسكان المحليين، وساهم في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.