مراكش تحت أضواء وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية: السياحة، العوائد الاقتصادية وآفاق النمو

تزور وكالة الأنباء الأميركية العريقة «أسوشيتد برس» (AP) مدينة مراكش يوم 28 سبتمبر لإعداد تقرير موسع يسلّط الضوء على الدينامية السياحية الكبيرة التي تعرفها المدينة الحمراء. ويشارك في هذا العمل الإعلامي الخبير السياحي الزوبير بوحوت، الذي سيقدم قراءة شاملة لأداء القطاع وانعكاساته الاقتصادية على مراكش وعلى المغرب ككل.
ينطلق التصوير من ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمراكش ورمز تراثها الحي، حيث تلتقط الكاميرات حيوية المكان المفعم بالحكاواتية والفنانين والباعة، فيما يعبّر الزوار عن انطباعاتهم حول أجواء المدينة العتيقة وأسباب انجذابهم إلى عاصمة السياحة المغربية. ويبرز هذا الاستهلال البعد الثقافي والتاريخي لمراكش وقدرتها على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
بعد ذلك يتواصل التصوير في أزقة المدينة القديمة، مروراً بمسجد الكتبية والممرات التقليدية، ليعكس كيف يظل التراث العريق رافعة أساسية لجاذبية مراكش ودعامةً رئيسية لنموها الاقتصادي المستمر. كما يتوقف الفريق عند أحد الرياضات التقليدية، حيث يشرح أحد الملاك كيف يؤثر تزايد أعداد السياح على أساليب الاستقبال وإدارة المنشآت السياحية، في صورة تجسد أصالة الضيافة المغربية ودورها في تجربة الزائر.
ويختتم التقرير جولته في «إم أفينيو – M Avenue»، واجهة الحداثة في مراكش، حيث يستعرض الزوار ما يستهويهم في هذا الفضاء العصري من مطاعم ومتاجر وفعاليات حضرية، في مشهد يجمع بين التراث العريق وروح الابتكار التي تمنح المدينة تفردها الاقتصادي والثقافي.
في هذا السياق، يقدم الخبير الزوبير بوحوت الأرقام الرئيسية للقطاع السياحي بمراكش، التي استقبلت سنة 2024 أكثر من ثلاثة ملايين سائح وسجلت ما يزيد عن عشرة ملايين ليلة مبيت، بارتفاع نسبته 10% في عدد الوافدين و13% في عدد الليالي مقارنة مع 2023. وعلى الصعيد الوطني، استقبل المغرب 17.4 مليون زائر، أي بزيادة قدرها 20% خلال عام واحد. كما يسلّط الزوبير بوحوت الضوء على مواسم الذروة، خاصة في فصلي الربيع والخريف، حيث يتجاوز معدل إشغال الفنادق 75% وترتفع مدة الإقامة إلى أكثر من ثلاث ليالٍ.
ويضع الخبير الزوبير بوحوت هذه المؤشرات في إطارها الأوسع، مبرزاً التحولات التي يعرفها النسيج الاقتصادي المحلي من حيث تطوير جودة الخدمات، وتنوع العروض، وتعزيز تجربة الزوار، ما يعكس حيوية قطاع يساهم بعمق في رسم ملامح الاقتصاد المراكشي.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة «أسوشيتد برس»، التي تأسست عام 1846، تُعد من أعرق وكالات الأنباء في العالم وأكثرها تأثيراً. يقع مقرها في الولايات المتحدة، وتضم 145 مكتباً محلياً و95 مكتباً دولياً في 72 دولة، وتشغّل أكثر من أربعة آلاف موظف بينهم ثلاثة آلاف صحفي. وتُوزع محتوياتها بخمس لغات – الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية – على نحو 1500 صحيفة أميركية وآلاف المحطات الإذاعية والتلفزيونية، فضلاً عن امتلاكها أوسع شبكة رقمية لنشر الصور وخدمة إخبارية على مدار الساعة، ما يجعلها مرجعاً عالمياً في سرعة وجودة المعلومة.