واصلت نسب الملء ارتفاعها في معظم السدود والمنشآت المائية الواقعة في النصف الشمالي من المغرب، وفق أرقام رسمية استقرأتها جريدة هسبريس الإلكترونية ضمن النشرات اليومية الصادرة خلال أسبوع كامل عن المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء. وإجمالاً ارتفعت نسبة ملء السدود المغربية من 30,79 في المائة يوم الخميس 13 نونبر الجاري إلى 31,23 في المائة المسجلة اليوم الجمعة 21 من الشهر نفسه، مع حجم مياه ارتفع إلى 5234,80 مليون متر مكعب. وتبعا لذلك سجلت الحقينة الإجمالية للسدود "تحسناً ملحوظاً" خلال هذه الفترة، إذ ارتفع المخزون المائي الوطني بنحو 74 مليون متر مكعب، وفق تدقيق للبيانات الرسمية أجرته هسبريس. وحملت الفترة بين 13 و21 نونبر الجاري أخباراً جيدة، خاصة لمناطق في حوضي "سوس- ماسة " و"تانسيفت" (وسط البلاد)، مسجلين انتعاشة ملموسة، بينما استمرت الأحواض الشمالية (اللوكوس وسبو وأبي رقراق) في الحفاظ على مستويات ملء جيدة ومستقرة. ولوحِظ أن هذه الزيادات همّت مختلف السدود، ولا سيما في أحواض "اللوكوس" و"سبو" و"أم الربيع"، وعكست بحسب الوزارة الوصية، ضمن بوابتها الإخبارية 'الما ديالنا'، "الأثر الإيجابي للأمطار الأخيرة، بما يساهم في تعزيز الموارد المائية ببلادنا، ويساعد على تلبية الحاجيات الأساسية من مياه الشرب والسقي، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتدبير الندرة". وبحسب المعطيات الرسمية سجلت ستة سدود أساساً ارتفاعاً واضحا في مخزوناتها منذ موجة الأمطار الأخيرة التي همت عددا من الجهات والأقاليم مع بداية الأسبوع الجاري، ب "حجم مائي قدره 5.25 مليون متر مكعب"، فضلا عن أخرى همّتها واردات مائية نهاية الأسبوع الفائت. وفي سياق ذي صلة يُنتظَر أن تستفيد الساكنة بالمناطق الجبلية من "آثار إيجابية" على القطاع الفلاحي والفرشة المائية، إثر تساقطات ثلجية كثيفة عرفتها خلال أيام هذا الأسبوع مناطق في إقليمإفران ('ميشليفن' وجبل حيّان)، ومرتفعات "إملشيل" بإقليم ميدلت، وكذا "جبال بويبلان" في قلب الأطلس المتوسط، فضلا عن جبال "منطقة إمليل" في إقليمالحوز. أحواض مستفيدة باستقراء المعطيات الرسمية يُلاحَظ أن ثمة "أحواضاً استفادت بشكل أكبر من التساقطات المطرية خلال هذه الفترة، وخاصة في الجنوب والوسط"؛ ولا سيما "حوض سوس ماسة"، مع ارتفاع نسبة الملء من 16.04% إلى 19.30%، وزيادة المخزون بحوالي 24 مليون متر مكعب (من 117.31 إلى 141.14 مترا مكعبا). أما "حوض تانسيفت" فشهد قفزة نوعية، إذ انتقلت نسبة ملئه من 36.36% إلى 42.81%، بزيادة في الحجم قدّرت بنحو 15 مليون متر مكعب. وفي "أبي رقراق"، الذي استمر في التحسن، ارتفعت النسبة من 63.55% إلى 64.46% (زيادة نحو 10 ملايين متر مكعب). أما حوض أم الربيع فأبان استقراء أرقام "التجهيز والماء" تحسناً طفيفاً به، "لكنه مهم نظراً للوضع الحرج، إذ ارتفع الملء من 8.63% إلى 8.85%". وفي المقابل عرفت أحواض "ملوية" و"زيز كير غريس" و"درعة واد نون" استقراراً أو انخفاضاً طفيفاً جداً. تعزيز موثوقية الرصد الجوي من جهتها أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية ب"استقرار عام في طقس نهاية الأسبوع"، قبل عودة اضطرابات جديدة مرتقبة في الأسبوع الموالي. وبخصوص دقة الرصد الجوي قال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، إن "وجود نسبة كبيرة جدا من صفحات التواصل الاجتماعي فتح المجال لكمٍّ هائل من تداول نشرات جوية من أجل خلق الإثارة و'الترند'"، منبها إلى أنه "يتم أحياناً تداول توقعات غير دقيقة على شبكات التواصل، باستغلال نتائج نماذج عددية عامة وغير دقيقة، خاصة بالنسبة للمغرب، المتميز بالخصوصية المناخية: يتأثر في آنٍ واحد بالمناخ المتوسطي شمالاً والمناخ المداري جنوباً، ما يجعل دينامية الغلاف الجوي فوق البلاد معقدة ومتقلبة، وتوقعات المدى المتوسط والبعيد أكثر تحدّياً بالنسبة للنماذج العددية العالمية". وأضاف يوعابد، شارحاً لهسبريس ضمن تصريح في الموضوع: "تلك الخصوصية تُقلّص من دقة بعض النماذج"، مؤكدا أن "مديرية الأرصاد الجوية تعمل بشكل مستمر على تعزيز موثوقية التوقعات الجوية، وذلك عبر دمج أحدث النماذج العددية العالمية مع نماذج محلية عالية الدقة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الطقس بالمغرب، إضافة إلى تقوية شبكة الرصد من محطات أوتوماتيكية ورادارات وأقمار صناعية". كما يعتمد خبراء المديرية، بحسب المتحدث ذاته، على "تحليل علمي دقيق يجمع بين بيانات الرصد وتعدد النماذج لتقليل هامش الخطأ في التوقعات قصيرة ومتوسطة المدى"، وزاد: "بفضل هذا النهج العلمي والمراقبة المستمرة تقدّم المديرية معلومات موثوقة وواقعية بعيداً عن التهويل الذي قد يظهر في بعض الصفحات غير المتخصصة". ولفت مسؤول التواصل نفسه إلى اعتماد الأرصاد الجوية المغربية أيضاً على "منهجية التوقعات المجموعاتية"، التي تقوم على "تشغيل عدة نماذج عددية في الوقت نفسه ومقارنة سيناريوهاتها، ما يسمح بتقدير أدق لعدم اليقين وتحسين توقعات المدى المتوسط والبعيد"، مردفا: "هذا الأسلوب يُعتبر اليوم من أكثر التقنيات تقدماً في التنبؤ الجوي، لأنه يقدّم رؤية شمولية بدل الاعتماد على نموذج واحد فقط". ومع انتشار صفحات على شبكات التواصل "قد تقدّم معطيات غير دقيقة أو تحمل طابع التهويل" من الضروري التأكيد، وفق يوعابد، على أن "المديرية العامة للأرصاد الجوية هي الجهة الرسمية والمصدر الموثوق للمعلومة الرصدية، باعتبارها تعتمد معايير علمية معتمدة دولياً وتحديثات مستمرة قائمة على بيانات رصد دقيقة وتحليل خبرائها المختصين".