أفادت مصادر إعلامية موريتانية بأن سيارة رباعية الدفع تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية توغلت داخل منطقة "ازكولا" التابعة للأراضي الموريتانية، حيث أقدم ثلاثة مسلحين على الاعتداء بالضرب والجرح على عدد من المنقبين عن الذهب، قبل تهديدهم بالسلاح الرشاش وإجبارهم على مغادرة المكان. ووفق شهادات متفرقة، فقد غادرت المركبة المنطقة مباشرة بعد الواقعة، من دون أن يُسجل أي تدخل أو تحرك من السلطات المحلية لمتابعة الحادث أو ملاحقة المتورطين، الشيء الذي أثار استغراب المنقبين وخلف تساؤلات حول غياب التعاطي الرسمي مع الجرائم الإرهابية المتكررة. وتشكل هذه الحادثة حلقة جديدة في سلسلة توترات تعرفها منطقة التماس بين الأراضي الموريتانية والمنطقة العازلة، حيث باتت المواجهات بين المنقبين الموريتانيين ومسلحي الجبهة تتحول إلى نمط متكرر من الاعتداءات المتبادلة. وقد سبق لمجموعات من المنقبين أن أقدمت على مهاجمة عناصر من البوليساريو وسلب أسلحتهم، في حين ردّت الأخيرة بعمليات مماثلة شملت السطو على سيارات ومستخرجات من الذهب الخام، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني بالمنطقة. وتثير هذه الأحداث المتلاحقة تساؤلات ملحة حول دور الجيش الموريتاني في تأمين الحدود وحماية المواطنين داخل نطاقهم الترابي، خاصة مع تزايد الشكاوى من عدم التدخل لاحتواء الوضع أو وقف حالة الانفلات الأمني بالمنطقة. ويرى مراقبون أن استمرار هذا الوضع بدون معالجة قد يؤدي إلى تفاقم التوترات وتحويل المنطقة إلى بؤرة نزاع غير معلن، مما يفرض مراجعة سريعة لآليات المراقبة والتدخل، تجنبا لأي تداعيات تهدد سلامة المدنيين واستقرار الشريط الحدودي.