انتفض سكان دوار اكيس، الواقع بالنفوذ الترابي للجماعة القروية إميضر بإقليم تنغير، اليوم الخميس، في وقفة احتجاج "للتنديد بوضعية أحد المسالك الطرقية التي يستعملونها للتنقل من أجل الوصول إلى مقر الجماعة، وخاصة تلك التي تستعملها الآليات الخاصة بشركة معادن إميضر، فضلا عن غياب النقل المدرسي لنقل أبناء المنطقة نحو المؤسسات التعليمية، التي يتابعون بها دراستهم الإعدادية والثانوية". وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية، المنظمة بالقرب من منجم إميضر، بعد أن وقعّ السكان المعنيون شكايات، يشيرون من خلالها إلى أن "المسلك الطرقي سالف الذكر غير صالح للاستعمال، بسبب العدد الكبير من الآليات التابعة لشركة معادن إميضر التي تسلكها يوميا، ولم تعمل الشركة المعنية على إصلاح أو ترميم هذا المسلك"، يقول السكان الغاضبون. محمد اصغروا، وهو قاطني دوار اكيس وأحد المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية، كشف، في حديثه لهسبريس، "أن السكان خرجوا اليوم للانتفاضة في وجه شركة معادن إميضر، بعد أن نفد صبرهم، من أجل المطالبة بضرورة إصلاح ما أفسدته الآليات التابعة لها، فضلا عن تنبيه المسؤولين إلى رد الاعتبار ورفع الإقصاء والتهميش المفروضين عن المنطقة منذ عقود من الزمن"، حسب تعبيره. ومن جهته، قال سعيد إوحساين، أحد المشاركين أيضا في الوقفة، "نحن هنا من أجل مطالبة مسؤولي الشركة بإصلاح المسلك الطرقي، الذي يعدّ المنفذ الوحيد للوصول إلى مقر جماعة إيمضر، ولسنا من دعاة التفرقة والفتنة"، مسترسلا بالقول: "نطالب الجهات المسؤولة بالشركة المعنية والمسؤولين الإداريين والمنتخبين بالعمل على إصلاح المسلك الطرقي، لتمكين السكان من قضاء الأغراض الإدارية والتسوق دون تعريض حياتهم للخطر"، موضحا أن "السكان لم يعودوا يثقون في الوعود الكاذبة التي يتلقونها كل مرة من لدن الجهات المسؤولة". وأضاف المتحدث أن "هذه الوقفة هي إنذار موجه إلى الجهات المسؤولة من أجل تدارك ما يمكن تداركه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة"، مشيرا إلى أن "رسالتنا هاته نريد أن تصل إلى الملك محمد السادس، ليعلم أن رعاياه بالجنوب الشرقي يعانون في صمت، وأن كل ما يأتيه من تقارير حول أوضاعنا المعيشية لا يمتّ إلى الحقيقة بأي صلة"، يقول سعيد أوحساين البالغ من العمر حوالي 80 سنة. كما طالب السكان المحتجون، القاطنون بمحيط منجم إميضر، بتوفير النقل المدرسي لفائدة أبناء المنطقة، لنقلهم إلى المؤسسات التعليمية التي يتابعون بها دراستهم الإعدادية والثانوية، وحماية الفتيات من الهدر المدرسي الذي عرف خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا بسبب غياب وسائل النقل من مساكنهن إلى المؤسسات التعليمية، مشددين على أن توفير النقل المدرسي يعد من أولويات السكان، لإنقاذ أبنائهم من شبح الانقطاع عن الدراسة واللجوء إلى بعض الممنوعات التي قد تقودهم إلى الانحراف، حسب تعبير السكان. وأجرت جريدة هسبريس الإلكترونية، منذ صباح اليوم، اتصالات بالمدير المسؤول عن شركة معادن إميضر، من أجل معرفة رأيه في الموضوع والإجراءات المتخذة من قبل الشركة في سبيل إيجاد حلول لمشاكل السكان المحيطين بالمنجم؛ غير أن هاتفه ظل خارج التغطية. من جهته، قال إبراهيم العمراني، رئيس المجلس الجماعي لإميضر، في تصريح هاتفي لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الجماعة التي يترأسها قامت مؤخرا بإصلاح بعض المسالك الطرقية التي تؤدي إلى دوار اكيس، مشيرا إلى أن المسلك الطرقي المعني بالاحتجاج يتم استعماله من لدن شركة معادن إميضر، موضحا أن ميزانية الجماعة لا تسمح بإصلاح جميع المسالك الطرقية في آن واحد. وعن النقل المدرسي، كشف المسؤول الجماعي ذاته أن الجماعة راسلت المجلس الجهوي لدرعة تافيلالت، من أجل المساهمة في اقتناء ناقلتين لتمكين تلاميذ منطقة اكيس من متابعة دراستهم، مذكرا بأن الجماعة بالإضافة إلى مساهمتها في الاقتناء ستتكلف بمصاريف تسيير الناقلتين.