أشعل فوز المنتخب المغربي الأول لكرة القدم على منتخب جزر القمر، مساء أمس الأحد في المباراة الافتتاحية لكأس إفريقيا للأمم 2025، موجة من الفرح والاحتفالات بفاس، حيث تجمّع مئات المشجعين بالمنطقة المخصصة للمشجعين المحاذية للحديقة النباتية لمتابعة أطوار اللقاء. ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة التي أعلنت انتصار "أسود الأطلس"، تعالت هتافات الفرح والأهازيج والتصفيقات في هذا الفضاء المفتوح، الذي تحوّل إلى مسرح حقيقي للاحتفال الشعبي. وتحت أمطار متواصلة، بدت منطقة المشجعين بفاس لوحة نابضة بالحماس الجماهيري، حيث امتزجت المظلات المفتوحة بالأعلام المرفوعة في مشهد يعكس فرحة جماعية عارم. ولم تثن الظروف المناخية المشجعين عن مواصلة الغناء والتصفيق، إذ أشعلوا الأجواء بحماسهم وهتافاتهم الممجدة ل"أسود الأطلس". وكانت مظاهر الفرح جلية بشكل خاص لدى الأطفال، الذين تقاسموا هذه اللحظة الاحتفالية مع عائلاتهم، وهم يركضون بين الصفوف، بعضهم يضع العلم على كتفيه وآخرون يحملون كرة، يرددون أسماء اللاعبين، ويقلدون حركات نجومهم المفضلين، ويلعبون تحت المطر، مانحين منطقة المشجعين طابعا احتفاليا شعبيا يجمع بين مختلف الأجيال. وتحت هذه الأمطار الخفيفة، واصل المشجعون، وهم يحملون مظلاتهم، تحدي التقلبات الجوية لمساندة المنتخب الوطني حتى آخر لحظة. وشكلت الشاشات العملاقة بالمنطقة نقطة تجمع لحشود غفيرة، يوحدها الشغف نفسه والأمل ذاته في أن يحقق المغرب انطلاقة موفقة في المنافسة القارية. وقال محمد، طالب بفاس: "كانت لحظة لا تُنسى. وحتى تحت المطر، لم يرغب أحد في مغادرة منطقة المشجعين، كنا نريد أن نعيش هذا الفوز معا". وفي الشوارع والساحات المجاورة، كما في عدد من أحياء العاصمة العلمية للمملكة، سادت أجواء حماسية خاصة داخل المقاهي وعلى طول المحاور الرئيسية، ممتدة إلى وقت متأخر من الليل احتفالا بهذا الفوز الأول ل"أسود الأطلس". وبفاس، جرى التعامل مع هذا الانتصار الافتتاحي كإشارة قوية لما تبقى من المنافسة، وبداية واعدة لكأس إفريقيا للأمم عنوانها الوحدة والأمل.