إكراهاتٌ جمَّة تتظافرُ لتقصمَ ظهرَ المهاجرِ المغربِي في إسبانيا، فزيادةً على مكابدة البطالَة، يتلمسُ السبل الممكنَة لبقائه بصورةٍ نظاميَّة على التراب الإسبانِي، فيمَا يستلزمُ تجديد أوراق الإقامَة الاستفادةِ من عقد عمل بالمملكة الإيبيريَّة، الأمر الذِي شرعَ الأبواب أمام مافياتٍ في منطقة "كاتالونيا" لتتاجر في مأساتهم وتبيعهمْ عقودَ عملٍ "مزيفة" مقابل أموال مجزيَة. تمثيليَّة للمهاجرِين النظاميين الذِين انصرمت آجال عقود عملهم نظمت، تحت لواء الكونفدراليَّة الوطنيَّة للشغل، وائتلافٍ للمغاربة في بلديَّة "مرتارِيلْ"، كشفُوا فيه أنَّ مافياتٍ إسبانيَّة قدْ تطلبُ من المهاجر المغربِي الذِي انتهَى عقدُ عمله ما بينَ 8000 إلَى 11 ألف يورُو، أيْ 11 مليُون سنتِيم، نظير تمكينه من عقد عمل، بالنظر إلى صعوبة إيجاد عقد عمل بصورةٍ عاديَّة، فِي خضمِّ الأزمَة التِي تئنُّ إسبانيَا تحتَ وطأتها ورفعتْ البطالة إلى معدلاتٍ قياسيَّة. والإشكالُ كما يبسطهُ المغاربة في لقائهم، بكتالونيا، هُو أنَّ منْ يفضلُون البقاء في إسبانيا، متحدِّين الأوضاع الصعبَة، قدْ لا يحصلُون على عقود، وإنْ أوجدُوا عملًا، حيثُ إنَّ مقاولاتٍ إسبانية تفضلُ عدم زيادة أعبائها وإثقال كاهلها بالضرائب، بسبب التصريح بما تشغلُ من عمالٍ، وهُو ما دفعهم إلى البحث عنْ صيغة يأملُون أنْ تتبناهَا السلطاتُ الإسبانيَّة لتقطعَ الطريق على المافيا، وذلكَ عبر تمكينهم من "أوراق إقامة دون عقود عمل"، تراعِي الظرفيَّة التِي تجتازُهَا البلاد، وعلى اعتبار أنَّ ثمةَ مهاجرين قضوْا سنواتٍ طوال بكتالونيا، ولا يستقيمُ أنْ يضحُوا بني عشيَّة وضحاهَا أشخاصًا غير نظاميين على ترابها. "جئنا إلى هذه البلاد بحثًا عنْ حياة وعمل أفضل، فإذا بنا نجدُ أنفسنا أمام قوانين تتعارض مع حقوق الإنسان"، هكذَا قدمَ مهاجرُو الكاتلان معاناتهم مع تأمين عقود العمل، وهو ما دفعَ هيئاتٍ كثيرة في إسبانيا إلى إبداء تعاطفهَا معهم مثل فيدراليَّة الجمعيات المهنيَّة للمقيمين في برشلونة، من أجل إيجاد سبل للضغط على الحكومة الكاتلانيَّة والبلديَّات، لإيجاد حلول ممكنة لمأزق المهاجرين المغاربة. ائتلافُ المغاربة دعَا "الكاتالانيين" إلى التضامن، والمشاركة معهم في وقفةٍ تروم الضغط على صناع القرار وأعضاء البرلمان الكاتلاني، لإدانة تنكر الدولة الإسبانيّة لهم في فترة حرجة أملتها الأزمَة الاقتصاديَّة التي تضربُ الإسبان جميعًا، ويصعبُ عليهم أنْ يغادرُوا مع عائلاتهم صوب المغرب، بعدما أرسوْا حياتهم فيهم، آملِين انفراجًا قريبًا، إزاء مواجهتهم مرصاد المافيات وعراقيل الدولة أمام من رغب منهم في تجديد أوراق الإقامَة، ولا عقد عمل في حوزته.