أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، أبرز اهتماماتها لعدد من القضايا الدولية، من بينها الوضع في كل من أوكرانيا وسورية والعراق وفلسطين، إلى جانب مواضيع محلية أبرزها الندوة الاجتماعية الكبرى التي تفتتح أشغالها اليوم الاثنين بباريس والتنافس بين المرشحين الثلاثة لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وقضية التجسس الجديدةبألمانيا بعد توقيف عميل في أحد أجهزة الاستخبارات الألمانية للاشتباه في تعاونه مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لأزيد من سنتين. ففي السويد، تناولت الصحف الوضع في أوكرانيا عقب الهجوم الذي شنه الجيش النظامي على الانفصاليين، فضلا عن الأوضاع في كل من سورية والعراق وفلسطين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دانجنس نهيتر) أن الجيش الأوكراني شن هجمات على مدن عدة شرق البلاد، مضيفة أن القوات الأوكرانية تحاصر مدن دونيتسك ولوهانسك بعد أن طردت الانفصاليين الموالين لروسيا من مدن سلوفيانسك وكراماتورسك ودروزكيفكا وكوستيانتينيفكا. وبخصوص الوضع في كل من العراق وسورية، تطرقت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إلى إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن إقامة دولة الخلافة الإسلامية، مشيرة إلى أن التنظيم يريد إزالة الحدود التي أقامتها القوى الاستعمارية بالشرق الأوسط. وحذرت الصحيفة من حرب قد تدوم عشرات السنين بهذه المنطقة بسبب الصراعات القديمة بين مختلف الأقليات في هذا الجزء من العالم، مضيفة أن كل واحدة من الدول المجاورة تساند سواء الشيعة أو السنة دون إغفال أن روسيا والصين تصطف إلى جانب نظام بشار الأسد. أما صحيفة (أفتون بلاديت)، فذكرت، من جانبها، أن فلسطينيين اثنين قتلا في هجوم لطائرات إسرائيلية بدون طيار على قطاع غزة، مضيفة أن القتيلين عضوان في مجموعات المقاومة الفلسطينية. وأضافت أن الوضع متوتر بالأراضي الفلسطينية بعد مقتل ثلاثة إسرائيليين وفلسطيني يبلغ من العمر 16 سنة. وفي ألمانيا، ركزت الصحف اهتمامها على قضية التجسس الجديدة بعد توقيف عميل في أحد أجهزة الاستخبارات الألمانية للاشتباه في أنه تعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لأزيد من سنتين، وعلى تطورات الوضع في أوكرانيا. وبخصوص الوضع في أوكرانيا، تناولت صحيفة (دي فيلت) عملية انسحاب الانفصاليين الموالين لروسيا من اثنين من المدن الأوكرانية الشرقية، معتبرة أن تراجع الانفصاليين "يشكل، بدون شك، نجاحا كبيرا لحكومة كييف، لكنه نجاح لم يتمكن بعد من إنهاء الأعمال العدائية". وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن "صراعا من هذا القبيل يستغرق وقتا طويلا، خاصة وأن الرئيس الروسي فلادمير بوتين من الصعب تليين مواقفه، بينما في أوكرانيا هناك إرادة قوية ورغبة في التحرر من التبعية لموسكو، وهو الأمر الذي لا يرغبه بوتين الذي سيضطر في الأخير إلى القبول بالأمر". أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن مهمة الرئيس الأوكراني، بوروشينكو ستكون صعبة في المدن التي انسحب منها الانفصاليون بعد أن دمروا بنيتها التحتية، مشيرة إلى أن على الرئيس أن يعيد بناءها بسرعة والعمل على كسب الرأي العام خاصة من قبل المترددين وإقناعهم بأنهم سيكونون في أفضل حال تحت قيادة كييف وليس موسكو". وبخصوص ملف التجسس، كتبت صحيفة (لاندستسايتونغ)، في تعليقها، أنه "حان الوقت لأن تضع الحكومة الألمانية حدا لمثل هذه الممارسات"، مشيرة إلى أن أجهزة واشنطن مصرة على البحث عن المساعدة حتى داخل أجهزة ألمانيا "دون أدنى تردد" . ومن جانبها، ترى صحيفة (مونشه ميغكور) أنه ما لبث النائب العام الألماني يبدأ التحقيق في فضيحة التجسس الأولى لوكالة الأمن القومي الأمريكية التي كشفها الموظف السابق للوكالة، والتي تفيد بالتجسس على بيانات المواطنين والتنصت على هاتف المستشارة أنغيلا ميركل حتى ظهرت فضيحة جديدة ثانية. أما صحيفة (فيستدويتشه تسايتونغ) فطالبت، من جانبها، "بتوضيح ملابسات هذه القضية بشكل شامل وبأسرع وقت ممكن، خلافا لما وقع في الفضيحة الأولى للوكالة الأمريكية، لأن هناك على الأقل أدلة ملموسة، بعد التأكد من وقوع حالة تجسس وتوقيف مشتبه فيه في هذه العملية". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن الرئيس يواكيم غاوك، اعتبر أن زرع جاسوس للولايات المتحدة داخل الاستخبارات الألمانية "مخاطرة تهدد العلاقات الألمانية الأمريكية". ونقلت الصحيفة عن الرئيس الألماني قوله إن "ثبوت تجسس أحد موظفي الاستخبارات الألمانية لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكية يعني التلاعب بالصداقة بين البلدين"، مشيرة إلى أنه في ضوء هذه القضية سيكون من المنطقي إعادة النظر في طبيعة العلاقات بين ضفتي الأطلسي. وفي روسيا، واصلت الصحف تعليقها على الأحداث جنوب شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن رجال المقاومة الشعبية اضطروا إلى مغادرة سلافيانسك والانتقال إلى دونيتسك التي يخطط الجيش الأوكراني لشن هجومه الواسع عليها. وذكرت صحيفة (أربي كديلي) أن مجموعات الثوار، بقيادة وزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية ايغور ستريلكوف، غادرت بشكل مفاجئ كراماتورسك وسلافيانسك اللتين كانتا تعتبران من المعاقل الرئيسية للجمهورية الفتية وتوجهت إلى دونيتسك. ويرى الخبراء أن الجيش الأوكراني سمح لها بالخروج لكي يصبح من الممكن الاتفاق حول خطة بيوتر بوروشينكو السلمية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اتصل، بعد سقوط سلافيانسك السبت الماضي، بوزيري الخارجية الألماني والفرنسي، ودعا إلى عقد اجتماع عاجل لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، بهدف عقد هدنة بين كييف وشرق أوكرانيا. وأكدت مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين الفرنسي والألماني، وافقا على العرض، وأعربا عن الاستعداد لاستخدام الإمكانيات الموجودة لدى الدولتين من أجل المساعدة لتحديد مكان مقبول للقاء. ومن جهتها، أشارت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) إلى أن تحرير سلافيانسك أثار الفرح في نفوس السلطات في أوكرانيا، لأن من هذه المدينة بالذات انطلقت، قبل ثلاثة أشهر، الموجة الثانية من الانتفاضة بشرق أوكرانيا. ولكن الخبراء العسكريين يشيرون إلى أن الجيش الأوكراني لا يسيطر على كل أراضي مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك وعلى كل الحدود مع روسيا. وفي موضوع آخر، نشرت صحيفة (ازفيستيا) حديثا مع السفير الروسي في العراق، إيليا مورغونوف، أشار فيه إلى أن موسكو وبغداد راضيتان عن مستوى التعاون المشترك بينهما، والذي ينمو ويتطور على أساس العقود الموقعة في 2013 و2014. وذكرت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الروسية كانت قد أعلنت، في نهاية يونيو الماضي، عن إنجاز عملية توريد طائرات حربية من طراز "سوخوي-25" إلى العراق، وذلك في إطار العقود الموقعة سابقا. وفي فرنسا، شكلت الندوة الاجتماعية الكبرى التي تفتتح أشغالها، اليوم الاثنين بباريس، أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف التي أشارت إلى أن هذه الندوة مهددة بالمقاطعة من قبل النقابات. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (ليبراسيون)، تحت عنوان "الندوة الاجتماعية : تهديدات بالمقاطعة"، أن هذا اللقاء الكبير مهدد بمقاطعة النقابات، مضيفة أن الرئيس فرانسوا هولاند يعتزم تذكير أرباب المقاولات بالتزاماتهم. وقالت الصحيفة أن المركزيات النقابية الرئيسية تحتفظ بردها بشأن مقاطعة محتملة للندوة الاجتماعية الثالثة ضمن ولاية الرئيس هولاند، معتبرة أن هذا التصعيد يأتي بعد قرار رئيس الوزراء، مانويل فالس، إرجاء تعميم المشروع المتعلق بالأعمال المضنية. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لاكروا) أن هذه الندوة يجب أن تهتم بالأساس في نقاشاتها بين الحكومة وأرباب العمل والنقابات، بكل الأشخاص الباحثين عن عمل، مذكرة بأن عددهم تجاوز في شهر ماي المنصرم خمسة ملايين. ورأت الصحيفة أنه يتعين التوصل إلى حلول مستدامة للأزمة الفرنسية في ميدان الشغل، مشيرة إلى أنه يتوجب على كل الأطراف المعنية أن تبذل جهودا في هذا المجال. أما صحيفة (لاتريبون)، فأشارت، من جانبها، إلى أنه لا ينتظر من هذه الندوة الشيء الكثير، باستثناء فتح مفاوضات حول تشغيل الشباب. أما في بإسبانيا، فاستأثر التنافس بين المرشحين الثلاثة لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني باهتمامات معظم الصحف. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي) أن المرشحين لقيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يتنافسون على الأصوات لكسب ثقة مناضلي الحزب، مشيرة إلى أن بيدرو سانشيز، وإدواردو مدينا، وخوسيه أنطونيو بيريز سيقدمون هذا اليوم برامجهم الانتخابية في مناظرة مباشرة. وأضافت اليومية أنه، على بعد أسبوع من افتتاح عملية انتخاب الأمين العام الجديد للاشتراكيين الإسبان، عقب انسحاب ألفريدو بيريز روبالكابا، يعقد المرشحون الثلاثة، الذين حصلوا على الأقل على دعم 10 آلاف من نشطاء الحزب للترشح للانتخابات، لقاءات ماراطونية بكل جهات إسبانيا لشرح وجهات نظرهم حول تجديد هياكل الحزب. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاراثون) أن تجديد المشروع الاشتراكي بعد الإخفاقات الأخيرة في الانتخابات ستكون محور النقاش بين المرشحين الثلاثة، مشيرة إلى أن موقف المرشحين من النعرات الانفصالية الكاطالونية سيكون حاسما أيضا في هذه المعركة. وأضافت اليومية، في هذا السياق، أن رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، حث الأمين العام المقبل للحزب الاشتراكي على الحفاظ على نفس موقف الزعيم الاشتراكي الحالي روبالكابا الرافض لعقد استفتاء حول تقرير المصير بكاطالونيا. أما صحيفة (إلموندو)، فأوردت أن مدينا وبيدرو سانشيز دعيا المناضلين الاشتراكيين إلى التصويت بكثافة من أجل إحداث التغيير، معتبرة أن هذين المرشحين يبقيان الأقرب إلى الفوز.