عرض لأبرز اهتمامات الصحف الأوروبية

ركزت الصحف الاروبية الصادرة اليوم الاربعاء، أبرز اهتماماتها على الوضع في العراق، وتطورات الازمة الاوكرانية.
كما تناولت عددا من المواضيع الاجتماعية منها اضراب مستخدمي قطاع السكك الحديدية بفرنسا، والمشاورات الجارية حول تعيين الرئيس المقبل للجنة الاروبية، والاتصالات التي يجريها زعيم القوميين الفلامان بارت دو ويفر الفائز الكبير في الانتخابات الجهوية والفيدرالية التي جرت في 25 ماي المنصرم ، من اجل تشكيل حكومة جديدة في بلجيكا.
ففي بريطانيا، اهتمت الصحف بالوضع المتفجر في العراق حيث استولى الجهاديون على مدينة الموصل ثاني اكبر مدينة في البلاد مما دفع السلطات العراقية لأن تطلب من البرمان إعلان حالة الطوارئ.
وحسب (الغارديان) فإنه بعد سيطرة الجهاديين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق، على مدينة الموصل، تم الإفراج عن الف سجين فيما أخلت الوحدات العسكرية والسكان المدينة أمام تقدم المقاتلين الاسلاميين.
وأضافت الصحيفة أن الإسلاميين عززوا موقعهم بسيطرتهم على الموصل، وأضحوا بالتالي يسيطرون على عدد من المدن الاستراتيجية ومنها الفلوجة وكركوك والرمادي مركز اقليم الانبار.
أما صحيفة (الدايلي تيليغراف) فتطرقت من جهتها لهجمات الاسلاميين في العراق مؤكدة ان سقوط مدينة الموصل احد معاقل القاعدة ،يشكل تحديا كبيرا للحكومة العراقية التي تحاول منذ أزيد من سنتين احتواء المتمردين الاسلاميين.
في السياق ذاته علقت الصحف الالمانية علي الأحداث التي وقعت في الموصل حيث سقطت خلال اليومين الأخيرين في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
في هذا الاطار عبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) عن اعتقادها أن هذه التطورات ربما "ستجعل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي يشعر بأسف كبير الآن لأنه رفض أن تنشر الولايات المتحدة، على المدى الطويل، آلاف الجنود في مناطق بالعراق" مشيرة إلى أن الجنود الأمريكيين كان بإمكانهم مساعدة المالكي اليوم على مواجهة المقاتلين المتطرفين الذين يحاولون تحويل أجزاء من العراق إلى إمارة إسلامية.
وتعتبر الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي لن يكون بمقدوره مواجهة هذه التطورات التي يمكن أن تغرق البلاد في الفوضى.
من جانبها، عبرت صحيفة (دير تاغسشبيغل) عن قلقلها من أن تكون عملية السيطرة على الموصل فقط خطوة أولى من مخطط لا يعرف مداه مشيرة إلى أن المجتمع الدولي سبق وأن قرر ألا يتدخل بشكل مباشر في الحرب الأهلية في سورية المجاورة مما شجع على وجود فراغ أكسب الجماعات المتطرفة الإرهابية القوة ومكنها من الحصول على الأسلحة.
وترى الصحيفة أن تنظيم (داعش) يشكل خطرا يهدد استقرار العراق واستقرار كامل المناطق المجاورة.
وبخصوص الأزمة الأوكرانية، سلطت الصحف الالمانية الضوء على اجتماع وزراء خارجية روسيا وألمانيا وبولندا الذي انعقد في سانت بطرسبرغ لبحث حلول تضع حدا لهذه الأزمة وذلك بعد أيام من أول لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قادة الغرب ومع الرئيس الأوكراني الجديد.
وعلقت صحيفة (بيرلينغ تسايتونغ) أن الاجتماع أعطى الانطباع بأن تغيرا كبيرا طرأ على الموقف الروسي إزاء أزمة أوكرانيا من خلال مؤشرات عدة منها نبرة الصوت، واختيار الكلمات، وأيضا مكان انعقاد الاجتماع، كان كل شيء له معنى.
وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن هذه الأجواء هي التي دفعت بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ، إلى الحديث عن "ظهور ضوء خافت في نهاية النفق" ملاحظا أن كل الأطراف مستعدة للتحرك من أجل وقف تصعيد الأزمة في أوكرانيا وأن أجواء جديدة حلت محل هذا التصعيد الذي أصبح ممكنا وقفه.
أما صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه) فأبرزت أن وزير الخارجية شتاينماير، توجه إلى روسيا، لبحث المزيد من السبل لتهدئة الأزمة الأوكرانية إلى جانب نظيريه البولندي رادوسلاف سيكورسكي والروسي سيرغي لافروف مشيرة إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
واعتبرت الصحيفة أن الاجتماع المندرج في إطار الجهود الدبلوماسية لمعالجة الوضع الصعب في شرق أوكرانيا ، يأتي بسبب غياب خطة واضحة للسلام حتى الآن ووقف القتال الدموي بين الانفصاليين وجيش السلطات الأوكرانية.
وبخصوص الموضوع نفسه ذكرت صحيفة (نيزافيسمايا غازيت) الروسية أن السفير الروسي في أوكرانيا ميخائيل زورابوف يشارك في عمل مجموعة الاتصال إلى جانب سفير أوكرانيا في برلين بافل كليمكين والممثلة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا السفيرة هايدي تاليافيني.
وأشارت الى أن بوروشينكو دعا من جانبه أعضاء المجموعة للاجتماع بشكل يومي من أجل تنسيق وتعديل الخطط بشكل سريع، مشيرة الى أن الخبراء في كييف يرون أن بوروشينكو قرر انتهاج الطريق المقترح من قبل القادة الأوروبيين والخاص بالتفاوض مع موسكو.
من جانبها، اعربت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) عن عدم ثقتها بوعود رئيس أوكرانيا الجديد بوقف الحرب في شرق البلاد قبل نهاية الأسبوع. وقالت "تعد وزارة الدفاع الأوكرانية بتسديد 500 دولار كراتب اعتبارا من 15 يونيو لكل جندي يشارك في العمليات القتالية في جنوب - شرق البلاد مع ضمان كافة التعويضات والإضافات والمكافآت.
وفي موضوع آخر قالت صحيفة ( كوميرسانت) أن موسكو تنوي استئناف التعاون مع باكستان في المجال العسكري التقني وتزويدها بمروحيات "مي 35" الضاربة. وأضافت الصحيفة إن هذه الصفقة ترفع الحظر عن التعاون الأمني مع احدى الدول المحورية في المنطقة عشية انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مشيرة الى أن ثمن التعاون الاستراتيجي مع باكستان قد يكون غاليا بالنسبة إلى موسكو، علما أن موقف المجتمع الهندي من تلك الصفقة سيكون سلبيا على الارجح.
أما بإسبانيا فركزت الصحف اهتمامها على قرار رئيسة الحزب الاشتراكي الأندلسي ورئيسة إقليم الأندلس، ذي الحكم الذاتي، سوزانا دياز عدم الترشح لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي.
وكتبت صحيفة (إلموندو) في هذا الصدد أن دياز تراجعت عن الترشح لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، مشيرة إلى أن الزعيمة الاشتراكية ترغب في الاهتمام بشؤون هذا الإقليم المستقل الذي تولت رئاسته منذ تسعة أشهر.
وأضافت أن دياز، الأوفر حظا في شغل منصب الأمين العام بعد إعلان الزعيم الحالي للحزب ألفريدو بيريز روبالكابا عدم التقدم للانتخابات الحزب المقبلة، تطمح من خلال قرارها إلى تعزيز موقف حزبها في الأندلس، بعد فشله في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وذكرت صحيفة "إلباييس"، في السياق ذاته، أن قرار سوزانا دياز يفتح الطريق أمام إدواردو مدينا، الأمين العام للفريق الاشتراكي في مجلس النواب، الذي سيعلن ترشحه في غضون 48 ساعة القادمة.
وقالت اليومية إن مدينا، الذي لم يخف نيته قيادة الحزب الاشتراكي، سيطلع بعد غد الجمعة المناضلين الاشتراكيين والعموم عن رؤيته وعن برنامجه من أجل الحصول على 10 آلاف صوت المطلوبة للترشح لهذا المنصب.
المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي كتبت تحت عنوان "بارونات الحزب الاشتراكي يحترمون قرار سوزانا دياز" أن قرار رئيسة إقليم الأندلس كان مفاجئا لعدد من قادة الحزب الاشتراكي الذين أيدوا ترشيحها.
وفي فرنسا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع ذات الطابع الاجتماعي، ومنها الاضراب الذي يشنه مستخدمو قطاع السكك الحديدية ،واختبار القوة بين أرباب العمل والنقابات حول احداث حساب بشأن الاعمال المضنية.
وكتبت صحيفة (لاكروا) أن الحكومة ستعيش اسبوعا للحراك على الجبهة الاجتماعية على الخصوص من خلال اضراب لمستخدمي قطاع السكك الحديدية ،وتظاهرة لسائقي سيارات الاجرة مشيرة الى أن الطابع المشترك لهذه الاحتجاجات يكمن في كونها تأتي بسبب مشاكل قديمة.
وأضافت أن هذه الحركات الاحتجاجية تأتي أيضا بسبب ضعف هيآت الوساطة ومن ضمنها الشركاء الاجتماعيين وارباب العمل والنقابات مؤكدة على دور البرلمان الذي لم يستطع ان يفرض نفسه كمكان تحدد فيه المصلحة العامة بعيدا عن المنافسة الحزبية.
من جهتها قالت صحيفة (لوموند) أن الامر يتعلق أساسا بتطبيق ميثاق المسؤولية وباختبار القوة بين ارباب العمل والنقابات حول احداث حساب للاعمال المضنية ابتداء من فاتح يناير 2015 مشيرة الى ان الحوار الاجتماعي معطل.
من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى الاجراءات التي ستتخذها الحكومة من اجل تطبيق ميثاق المسؤولية والتضامن ،مبرزة بشكل خاص الاعتمادات الضريبية على تنافسية التشغيل (20 مليار أورو) وانخفاض التكاليف وضرائب المقاولات ب6،5 مليار السنة المقبلة .
وبخصوص الاسر ، تضيف الصحيفة، هناك على الخصوص ، 2،5 مليار ستخصص للتخفيض من اشتراكات الاجراء بالنسبة للاجور المتدنية.
وفي سويسرا خصصت الصحف تعاليقها للمشاورات الجارية حول تعيين الرئيس المقبل للجنة الاروبية على خلفية الانتقادات الموجهة للوزير الاول السابق باللوكسومبورغ جان كلود جانكر المرشح القوي لهذا المنصب.
واعتبرت صحيفة (لوتون) أنه بغض النظر عن الشخص تشهد المفاوضات الجارية صراعا بين اروبا ذات وجهين الاولى لها توجه فيدرالي والثانية تحن الى الزمن القديم وتمثلها فرنسا وبريطانيا.
وترى الصحيفة أن عدم انتخاب جانكر سينظر اليه على انه انتصار لدولة اقل تحمسا لاروبا الا وهي بريطانيا مضيفة أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تضطلع رغما عنها بدور الموازن بين رؤيتين متواجهتين لاروبا.
من جانبهما اعتبرت صحيفتا (24 ساعة) و(لومتان) ان ميركل قدمت دعما حاسما لمرشح اللوكسومبورغ رئيس الحزب الشعبي الاروبي من اجل ترؤس اللجنة الاروبية .
وفي بلجيكا واصلت الصحف التعليق على الاتصالات التي يجريها زعيم القوميين الفلامان بارت دو ويفر الفائز الكبير في الانتخابات الجهوية والفيدرالية التي جرت في 25 ماي المنصرم ، من اجل تشكيل حكومة جديدة.
في هذا السياق كتبت صحيفة (لوسوار) أن دو ويفر سيواصل طيلة اسبوع آخر مهمته الرامية الى رسم معالم حكومة فيدرالية مشيرة الى أن زعيم التحالف الفلاماني الجديد يبحث عن شركاء من الجانب الفرانكوفوني من اجل التوصل الى تحالف يستبعد الحزب الاشتراكي.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن دو ويفر يعمل من اجل تشكيل حكومة يمينية او من يمين الوسط .
من جهتها قالت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن دويفر سيحاول العمل على أن تتوفر بلجيكا خلال السنوات الخمس المقبلة على حكومة يمينية مضيفة في هذا الصدد أنه مستعد لتقديم تنازلات كبرى من اجل استبعاد الحزب الاشتراكي