حالاتُ استنفارٍ غير مسبوقة تعيشها هذه الأيام عدد من السجون المحلية، بعد إعلان ثلاث حالاتِ انتحارٍ متتالية في ظرف زمني قياسي لا يتجاوز الأسبوع، همت سجيناً محكوماً داخل السجن المحلي "مول البرگي" بآسفي ، ومعتقلَين اثنين ضمن الاعتقال الاحتياطي، في كلّ من السجن المحلي تولال 2 بمكناس والسجن المحلي لعين السبع. المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي يشرف عليها محمد صالح التامك، سارعت إلى إصدار بلاغ توضيحي عن الحالات الثلاثة التي هزت الرأي العام، كشفت فيه عن ملابسات الانتحار، موردة، وهي تستند على نتائج التحقيقات التي تم إجراؤها، أن الأمر يتعلق بأسباب بعيدة عن ظروف الإقامة داخل السجون ولا صلة لها بالوضعية النفسية للسجناء. وتهم أولى الحالات سجيناً، يقضي عقوبة 25 سنة من السجن النافذ بتهمة القتل العمد، حيث انتحر شنقاً داخل السجن المحلي "مول البرگي" بآسفي، بعدما ظل يهدد إدارة السجن بذلك، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، يوم الجمعة الأخيرة من فبراير الماضي، وهو في طريقه إلى المستشفى رغم تدخل مجموعة من السجناء لإنقاذه. وفي تعليقها على الحالة، قالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إن السجين المنتحر لم يسبق له أن عانى من اضطرابات نفسية "بحسب معاينات وتقرير الطاقم الطبي للمؤسسة، وكذا الأخصائي النفساني العامل بها". أما الحالة الثانية، فتخص عملية انتحار نفذها نزيل بجناح الأحداث داخل سجن تولال 2 ضواحي مكناس، الاثنين الماضي، والذي أحيل على السجن نهاية الأسبوع الماضي بتهمة السرقة، حيث عثر عليه وهو يصارع الموت صباحاً، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس، إلا أنه فارق الحياة أثناء هذه الرحلة الإسعافية. وتوضح مندوبية السجون أن هذه الحالة ومثيلتُها التي طرأت داخل السجن المحلي عين السبع، تتعلق بسجينَيْن حديثيّ العهد بالسجن، "حيث لم تتجاوز مدة إقامتهما داخله الأسبوع الواحد على ذمة الاعتقال الاحتياطي"، مضيفة أن الأسباب التي دفعتهما إلى الانتحار "لا علاقة لها بظروف الإقامة داخل المؤسستين المذكورتين.. بل هي أسباب متعلقة بمشاكل عائلية للمعنيين بالأمر". وترى المؤسسة الرسمية المشرفة على السجون في المغرب أن إدارات مؤسسات المعنية وأطقمها الطبية "قامت بكل ما في وسعها من أجل إنقاذ السجناء المذكورين"، مشيرة إلى أن اثنين منهم "توفيَا في الطريق إلى المستشفى". أما السجين الثالث السجن نزيل السجن المحلي عين السبع، فتورد المندوبية، أنه أقدم على محاولة الانتحار "على الساعة الثامنة صباحا من يوم 4 مارس الجاري"، حيث ظل طيلة اليوم المذكور بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء "ولم توافيه المنية إلا على الساعة الحادية عشرة والنصف من نفس اليوم".