أولت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الاثنين ، اهتماماتها، للملف اليوناني، الذي تعقد بشأنه اليوم قمة استثنائية ببروكسيل، والحرب على الارهاب، خاصة ضد تنظيم الدولة الاسلامية. فبخصوص الملف اليوناني، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أنه سواء توصل رؤساء حكومات منطقة اليورو أم لا إلى توافق خلال هذه القمة الاستثنائية التي تنعقد مساء اليوم ببروكسيل، بعد فشل متكرر لوزراء المالية ، في ايجاد حل للملف اليوناني الشائك، فان اثينا ستظل تؤرق الاتحاد الاوربي لوقت طويل، مشيرة الى انه لا احد يتصور معجزة لتسوية هذا الملف سواء في اطار منطقة اليورو او غيرها ، وبدعم من الاوربيين او بدونه. واضافت الصحيفة ان العلل العميقة التي تعاني منها اليونان تتمثل في كونها دولة مفترسة، تسودها المحسوبية والفساد، واقتصاد غير مبتكر، وهي امراض لم تنكشف سوى من خلال الازمة المالية لسنة 2007 ، مذكرة بانه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق قبل 30 يونيو موعد انتهاء برنامج المساعدة المالية لمنطقة اليورو ،لن يكون باستطاعة اثينا سداد 1.6 مليار يورو المستحقة عليها لصندوق النقد الدولي، فضلا عن 3.5 مليار أورو للبنك المركزي الاوربي المستحقة في 20 يوليوز. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن الامر يتعلق بقمة الفرصة الاخيرة ، متسائلة عما اذا كان هذا الموعد سيمكن حكومة اليمين الراديكالي التي يرأسها تزيبراس وممثلي الدائنين الذي يفاوضون منذ خمسة اشهر ، من التوصل الى اتفاق حول "اصلاحات مقابل الاموال"، مضيفة ان الجميع مدرك للطابع الاستعجالي لهذا الملف، حيث تتسارع وتيرة خروج الرساميل باليونان بنحو خمسة مليارات يورو خلال الاسبوع المنصرم. من جانبها، قالت صحيفة (لاكرو) انه اذا لم نمد اليد لليونان فإنها ستسقط في هاوية حقيقية، مبرزة انه من مصلحة الاوربيين مساعدة اثينا تجنبا لانهيار البنيان برمته. واضافت انه اذا كان من واجب الاوربيين مساعدة اليونان، فلأنهم مسؤولون ايضا عن الازمة التي يعاني منها هذا البلد. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (لوسوار) البلجيكية ان اجتماعا متوقعا صباح اليوم الاثنين بين اليكسي تزيبراس الوزير الاول اليوناني وجان كلود يونكر رئيس اللجنة الاروبية، ودونالد توسك رئيس المجلس الاروبي ومنطقة اليورو ، وجيروم ديجسيلبلوم رئيس المجموعة الاروبية، وكريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي ، وماريو دراغي رئيس البنك المركزي الاروبي ، مشيرة الى ان هذا الاجتماع يمكن ان يتوصل على الارجح الى قاعدة اتفاق بين اليونان ودائنيه. من جهتها ذكرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان هذا الموعد ينظر اليه من قبل تزيبراس كاختبار قبل القمة المتوقعة بداية المساء، مضيفة ان اجتماعا آخر متوقعا خلال هذا اليوم بين وزراء المالية لمنطقة اليورو. واعتبرت انه في حال عدم تقديم رأي ايجابي خلال هذين الاجتماعين بخصوص المقترحات اليونانية ، فان الحظوظ تظل ضئيلة خلال القمة من أجل التوصل الى تسوية لهذا الملف المستعجل. وفي ألمانيا، علقت الصحف على التفاؤل النسبي الذي أبداه قادة أوروبيون قبل عقد القمة الأوروبية الاستثنائية التي ينتظر أن تكون حاسمة بشأن مستقبل الديون اليونانية. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن الاتحاد النقدي الأوروبي ربما أصبح في طريقه لتسوية ملف اليونان، ملاحظة أن هناك مفارقة زمنية غريبة لدى حكومة أثينا ، إذ في بداية الأسبوع فقط كانت تهدد بالخروج ، وفي نهايته تراجعت عن "انسحابها المزعوم " من الاتحاد النقدي . واعتبرت الصحيفة أن هناك فجوة كبيرة بين التوقعات والواقع إلا أن كل الأفكار التي طرحت والجهود التي بذلت كانت من أجل تقوية الوحدة النقدية ، ولتبقى قوية حتى سنة 2017 ،لأنها ليست فقط سنة الانتخابات التشريعية العامة ، ولكن أيضا سنة استفتاء بريطانيا على البقاء أو مغادرة الاتحاد الأوروبي . من جهتها، حذرت صحيفة ( مونشنر ميركور) من سياسة أوروبا بخصوص الملف اليوناني، معتبرة أن إنقاذ اليونان بأي ثمن لن يرضي كثيرا البلدان التي عاشت أزمة اقتصادية وامتثلت لقواعد منطقة الأورو وشروطها ، وذلك تحت طائلة أن قائمة الاصلاحات التي قدمتها أثينا مقنعة . ودعت الصحيفة مجموعة الأورو إلى اتخاذ اجراءات صارمة في تقديم المساعدات تكون غير مكلفة بالنسبة لدافعي الضرائب . واهتمت الصحف من جهة أخرى بموافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم بالأغلبية على مسألة إعادة تخزين بيانات اتصال الأشخاص التي كانت موضوع خلاف في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم. واعتبرت بعض التعليقات أن الفشل في تمرير تأييد الحزب لهذا الإجراء كان سيمثل إحراجا لرئيسه سيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كما أنه كان سيثير الشكوك حول مدى الاعتماد على الاشتراكيين داخل الائتلاف في مثل هذه القضايا. وعبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) عن قلقها من هذا الإجراء الذي دعمه غابرييل، والذي يعتبر وزير العدل هايكو ماس المنتمي لحزبه من المعارضين له لكنه سيكون مضطرا لإعداد مشروع قانون لإعادة تخزين بيانات الاتصال وذلك بالتعاون مع التحالف المسيحي. واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة ترسم صورة جديدة لديمقراطية اجتماعية مغايرة ، متسائلة عن الاسباب الكامنة وراء موافقة سيغمار وحزبه . من جانبها انتقدت صحيفة (تورينغيشن لاندستسايتونغ) هذا المشروع، معتبرة أن الحكومة مقبلة على مشروع ممكن أن يهدم مصداقيتها متسائلة كيف يمكن للمواطن أن يعيش وهو يعرف أن بيانات هاتفه واتصالاته بالإنترنت ومكان وجوده مراقب بدعوى رصد الجرائم الخطيرة. أما صحيفة (براونشفايغر تسايتونغ)، فترى أن غابرييل يدرك لماذا قام بالضغط على حزبه للموافقة على هذا المشروع القاضي بتوفير الحماية والأمن للمواطنين في الأوقات العصيبة ، مشيرة إلى أن غابرييل يستعد للترشيح لمنصب المستشارية في سنة 2017. وفي الاطار ذاته، أشارت صحيفة (افتنبوستن) النرويجية إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل اليونان لم تعد تخيف بقية العالم. وأكدت أن اليونان ستكون موضوعا أساسيا في الاجتماع الذي يعقده اليوم في بروكسيل قادة دول مجموعة الاورو لإيجاد حلول حول الأزمة الاقتصادية اليونانية. وفي موضوع آخر ، أشارت صحيفة (في غي) إلى الأوضاع في المناطق التي كانت تيسطر عليها مليشيات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) سواء في العراق وسورية، مبرزة العمل الذي قام به صحافيون في مناطق نجا فيها مواطنون من مخالب هذا التنظيم الإرهابي. وأكدت أن المقابلات التي جرت مع الناجين من مدن في شمال العراق، بما في ذلك شمال الموصل، وكذا بعضهم المتواجدين في مدن تركية على طول الحدود مع سورية، أظهرت مدى حجم المعاناة التي تكبدوها جراء تصرفات هذا التنظيم الإرهابي. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن العالم قد يفقد منطقة لا غنى عنها جراء التخوف السائد من هدم مدينة تدمر التاريخية التي استولى عليها تنظيم (داعش). وأبرزت أن مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي زرعوا القنابل والألغام بالأماكن التاريخية في مدينة تدمر، ما قد يكون خطوة نحو تدمير مباني لا يمكن تعويضها والتي تعد جزءا من آثار العصر الروماني. وذكرت الصحيفة بكون هذا التنظيم الإرهابي استولى على هذه المنطقة في نهاية شهر ماي الماضي، مضيفة أن علماء الآثار يعبرون عن تخوفهم من ضياع هذا التراث العالمي الهام. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بشكل خاص باختيار الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أمس الأحد، أمينه العام، بيدرو سانشيز، مرشحا للحزب في الاستحقاقات التشريعية المقبلة المقررة قبل متم السنة الجارية. وهكذا كتبت صحيفة (لا راثون) أن سانشيز، الذي صرح أنه واثق من الفوز في الانتخابات لرئاسة الحكومة الإسبانية، قدم كبديل "التغيير المعتدل" بعد توقيع اتفاقات مع حزب اليسار المتطرف "بوديموس" عقب الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت بإسبانيا يوم 24 مايو الماضي. أما (إلباييس) فأوردت أن الزعيم الاشتراكي يبحث عن السلطة انطلاقا من منظور "الوسط والاعتدال"، مضيفة أن سانشيز، الذي قدم نفسه على أنه الزعيم السياسي الوحيد القادر على توحيد الإسبان، أبرز، خلال عرضه ترشحيه للانتخابات العامة، أن وحدة إسبانيا فوق كل الإيديولوجيات. بدورها، ذكرت (إلموندو) أن المرشح الاشتراكي دافع في كلمته، عن "الوطنية" ووعد بالقضاء على البطالة والفساد في إسبانيا، مضيفة أن الأمين العام لهذا الحزب اليساري نجح في فرض نفسه كمرشح للحزب الاشتراكي بعد أحد عشر شهرا من الشكوك والصراعات الداخلية. وتحت عنوان "سانشيز قدم نموذجا فيدراليا غير محدد"، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن الزعيم الاشتراكي شدد على وحدة إسبانيا والوطنية لÜ"تمويه اتفاقاته مع حزب بوديموس"، مشيرة إلى أن سانشيز بدأ مسيرته نحو رئاسة الحكومة الإسبانية باقتراح "الحوار والفيدرالية".