وجوه مستبشرة، وأخرى عابسة يائسة، وثالثة مترقبة، هكذا تبدو ملامح عشرات الطلبة والطالبات المتوافدين على كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدارالبيضاء التابعة لجامعة الحسن الثاني، للقيام بعملية التسجيل وإعادة التسجيل برسم الموسم الجامعي 2015/2016 في مختلف الشعب والمسالك الجامعية المتوفرة في الكلية. التسجيل بين هذا وذاك بوابة الكلية، على اتساعها، تكاد لا تستوعب حركة الطلاب الدؤوبة في كل الاتجاهات، دخولا وخروجا في سباق مع الزمن، حيث سبق لإدارة الكلية أن حددت مبدئيا 15 من سبتمبر الجاري كآخر أجل في المرحلة الثانية للقيام بعملية التسجيل، بيد أن هذا الأجل يبدو غير كاف بالنسبة لكثير من الطلبة، نظرا لكثرة الوثائق المطلوبة، كما يؤكد أنس مشكور، عن مكتب التعاضدية، التابع للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، مضيفا في حديث لهسبريس أن "الاستقطاب هنا بالكلية لا يراعي محل سكن الطلبة، وبعد المسافة". من جهة ثانية، يقول مشكور، الذي يقوم بمعية طلبة آخرين في لجنة استقبال الطلبة، بتقديم استشارات حول عملية التسجيل والوثائق المطلوبة، "هذه لائحة تضم حوالي 130 طالبا، يتوزعون بين طلبة حاصلين على باكالوريا قديمة وموظفين وطلبة آخرين من مدن مختلفة، قاموا بعملية تحويل ملفاتهم إلى هذه الكلية، وكلهم، للأسف، مهددون بالحرمان من متابعة دراستهم الجامعية، بسبب الآجال القصيرة التي حددتها الإدارة في أربعة أيام فقط، من 3 إلى 7 شتنبر"، كلام مشكور تؤيده بديعة، التي تأخرت كثيرا في حسم توجهها الجامعي، ليبقى حلم متابعة دراستها في شعبة الانجليزية معلقا، حتى إشعار آخر. وفي الوقت الذي يرى عدد من الطلبة أن الدخول الجامعي لهذه السنة يمر بشكل عادي، اعتبر عبد الرحيم، طالب في السنة الثانية لمسلك الصحافة والإعلام بالكلية، أن "إجراءات التسجيل وإعادة التسجيل معقدة وتثير الاشمئزاز"، متسائلا عن جدوى إعادة التسجيل، وكثرة الوثائق الإدارية. وخلص عبد الرحيم إلى أن"الجامعات المغربية مطالبة بتبسيط إجراءات التسجيل، والاستفادة من التكنولوجيا من خلال توفير منصات الكترونية، تُغني الطالب عن "الطلوع والهبوط"، وفق تعبيره. الإدارة ترد انشغالات وتساؤلات الطلبة وضعتها هسبريس على طاولة الحوار الذي أجرته مع الكاتب العام لكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، عبد الرحمان بلا الباشا، الذي قال إن الدخول الجامعي يمر في "ظروف عادية، على غرار السنوات الماضية"، مضيفا أن الكلية "فتحت التسجيل على مرحلتين أمام الطلبة، الأولى امتدت من13 إلى 24 يوليوز الماضي، وكانت مفتوحة في وجه الطلبة الحاصلين على باكالوريا 2014 و2015، فقط، ومرحلة ثانية من 3 إلى 15 شتنبر الجاري وكانت مفتوحة أمام جميع أصناف الطلبة، جددا وقدامى وموظفين". في سياق آخر، رد بلا الباشا على اتهام الطلبة للإدارة بتضييق مدة التسجيل أمام طلبة الحالات الخاصة- وهم الطلبة الحاصلون على باكالوريا قبل سنة 2014 والطلبة الذين يريدون تحويل ملفاتهم من جامعة لأخرى إضافة إلى الموظفين- بالقول: "الكلية حددت الفترة من 3 إلى 7 شتنبر لطلبة الحالات الخاصة للتسجيل، ثم أضافت يوما آخر لاستكمال تسجيل بعض الطلبة، ومرة أخرى، وبعد عدة اجتماعات رسمية، تَقَرر تمديد المدة إلى 11 شتنبر، كفرصة ثالثة وأخيرة"، وزاد الكاتب العام موضحا "نحن ملتزمون بتزويد الوزارة المختصة بلوائح كل الطلبة المسجلين قبل تاريخ 21 من الشهر الجاري، لأن ذلك سَيُساعد الطلبة في الحصول على منحهم في وقتها". أرقام وطموحات الكاتب العام قدم في معرض حديثه عن الدخول الجامعي الحالي عدة أرقام وإحصاءات، حيث أشار إلى أن عدد الطلبة المسجلين حتى تاريخ 15 شتنبر بلغ 1361، تتصدر شعبة الانجليزية اللائحة ب419 طالبا، متبوعة بالدراسات الإسلامية ب 308 طلبة، ثم شعبة اللغة العربية بحوالي 200 طالب، فيما يبلغ عدد الأساتذة حاليا بالكلية، بحسب المتحدث ذاته، 138 أستاذا، أما باقي الموظفين، فلا يتجاوز عددهم 73 موظفا، ما يمثل "نقصا حادا ينبغي تجاوزه"، يورد الكاتب العام، مضيفا أن "الكلية بجميع شعبها، لا تتوفر سوى على موظف واحد يسهر على نظام مسك النقط". وحول جديد الكلية في المستقبل القريب، قال عبد الرحمان بلا الباشا إن "العمل جاري حاليا لتعزيز قنوات التواصل مع الطلبة، بتطوير الموقع الإلكتروني الحالي، والانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي"، وأضاف أن "إدارة الكلية تعمل بتنسيق مع الجهات المختصة، على وضع علامات تشوير داخلية وخارجية، لتسهيل الولوج إلى مرافق الكلية"، أما من ناحية التكوينات، فأعرب بلا باشا عن أمله في أن "تَتَوَفّق مساعي الكلية في فتح مسلك خاص باللغة الأمازيغية وإجازة مهنية في علم النفس، الموسم القادم".