انتقادات كثيرة تلك التي وجهت للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بخصوص عطلته في المغرب، إذ شكل محور حديث الصحافة الفرنسية خلال نهاية الأسبوع المنصرم، التي اعتبرت أن إشادته بالمغرب وملكه سببها هذه العطلة. وكتبت صحيفة Le Canard enchaîné أنه إن أصبح نيكولا ساركوزي رئيسا للجمهورية مستقبلا فعليه أن ينظر بعناية لسياسة فرنسا تجاه المغرب، مضيفة: "لأن المستأجر السابق للإليزيه يستفيد حاليا من سخاء الملك محمد السادس". وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن نيكولا ساركوزي وكارلا بروني غادرا في 21 دجنبر في اتجاه المغرب على متن طائرة خاصة، أقلتهم من مطار لوبروجي شمال باريس، لتقضي العائلة الصغيرة عطلة الميلاد في القصر الملكي بمراكش، معتبرة أن الرئيس السابق كان يريد أن تبقى قصة عطلته "سرا"، إلى أن فضحته صور نشرها نجله لويس ساركوزي عبر "انستغرام"، قبل أن يحذفها. وزادت الصحيفة قائلة: "نفهم الآن لغة ساركوزي تجاه ملك المغرب خلال ندوة عقدت في أبو ظبي في 13 يناير الماضي، عشرة أيام عقب سفره إلى المغرب، حينما قال إنه ليس للعالم كله الحظ في الحصول على ملك مثل ملك المغرب"، حسب تعبيرها. وليست الصحافة الفرنسية هي الوحيدة التي وجهت أسهم انتقاداتها لزيارة ساركوزي الأخيرة إلى المغرب، بل دخلت الصحف الجزائرية كذلك على الخط. وكتبت صحيفة "الخبر" الجزائرية، معلقة على إشادة ساركوزي بالملك في مؤتمر أبوظبي: "إذا عرف السبب بطل العجب"، رابطة بين كلامه والعطلة التي قضاها بمراكش، ومعتبرة أن ما قاله الرئيس الفرنسي السابق هناك فيه "استفزاز لمشاعر الجزائريين"، على حد قولها. وكان ساركوزي قد أثنى على الملك محمد السادس خلال الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، واتهم الجزائر ضمنيا بتعطيل التنمية المغاربية، كما دافع عن مغربية الصحراء. وأكد أن موقفه، الذي يتناسب مع موقف فرنسا، واضح منذ زيارته إلى العيون سنة 1991، قائلا: "من الصعب إقناعنا بالحاجة إلى وجود جمهورية صحراوية مستقلة في منطقة معرضة للخطر الإرهابي، كما يحدث في مالي والنيجر".