احتجّ عددٌ من ساكنة حيّ بنديبان بطنجة وممثلو حوالي 15 جمعية بفضاء "غابة فرنساوي" على عملية إحاطة جزء من الغابة بسياج حديدي استعدادا لبنائه وضمّه إلى مستشفى محمد السادس. وردّد الحاضرون شعاراتٍ تطالب باحترام هذا الفضاء الأخضر والحفاظ عليه كمتنفس أخير لسكان المنطقة، محذرين من التطاول غير المشروع عليه. وفي تصريحٍ لهسبريس قال عدنان المعز، عضو مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، إن "إدارة مستشفى محمد السادس قامت بدون وجه حق بضم ذلك الجزء إلى المستشفى وإحاطته بالسياج، رغم أن الأرض تابعة للأملاك المخزنية ووزارة الصحة لا ملك لها فيها، إضافة إلى أن تصميم التهيئة أظهر أنها أرضٌ مخصصة للرياضة والتنزه". وأضاف معز: "تقول إدارة المستشفى إن هذا الجزء سيكون عبارة عن مهبط مروحيات للحالات الطارئة، وهذا مستحيل عمليا، والمستشفى نفسه غير مجهز للتدخل في مثل هذه الحالات". وفي كلمة بالمناسبة، قال ربيع الخمليشي، رئيس المرصد، إن إدارة المستشفى تريد الاستيلاء على الأرض بحجج واهية "في غياب أي منطق أو احترام للسكان"، مضيفا أنّ ترافُع المرصد وباقي الجمعيات ينطلق من الدستور "الذي ينصّ على الحق في بيئة سليمة مستدامة". وأضاف الخمليشي أنه من غير المعقول أن ينعم ساكنو الأحياء الراقية بطنجة بهكتارات من المساحات الخضراء، بينما يتم حرمان ساكنة مقاطعة كبني مكادة من متنفس صغير كغابة فرنساوي، "علما أن حصة كل مواطن من المساحات الخضراء بمقاطعة بني مكادة هي الأقل على الإطلاق على الصعيد الوطني"، بحسب الخمليشي. واعتبر الخمليشي أن الحديث عن استغلال ذلك الفضاء مهبطا للمروحيات غير معقول "في ظل خدمات صحية متدنية بالمستشفى، وفي حيّز ضيق لا يصلح لذلك"، مضيفا أن المنطقة عندما كانت تعاني من الحرائق وتمتلئ بالأزبال لم يلتفت إليها أحد، "والآن عندما بدأت عملية تهييئها وتجهيزها كفضاءٍ أخضر ظهر هذا المشروع الجديد"، كما أكد الخمليشي أن المرصد، مرفوقا بباقي الجمعيات، مستعد للجوء إلى القضاء إذا اقتضى الأمر.