العرائش أنفو نوال الوزاني وقفتُ أمامها والصمتُ حائر عيونٌ كثائرٍ تحدقُ في الغيوم تحمّدتْ في حضرةِ الظهر فارتدّ ظلّي الصورةُ تحكي… ترتجف كأني أراها تبكي صهيلُ السؤالِ في مقلتيها كسيفٍ يشقُّ جدارَ الكلام وفي صدرها جمرُ أنينٍ يُصلّي… يُمجّدُ وجعَ المقام ملامحَ وجهٍ تبعثرت شعرها المنثور فوق الرُكام سؤالٌ… دُميتها بجانبها اختارت سكوتها والخبز اليابس المكسور صورةٌ حُبلى هزّت الكونَ صمتًا تناجي هل من رحمةٍ؟ علّنا طفلةٌ في عيونِ البراءة نار… تطالعني رغم زجاج الشتاء كأنها تسألني بأيّ ذنب؟ صمتُك النازف أبلغُ من فم العَلنِ هل هدى الحطامُ سريرَكِ الآن ؟ أم كنتِ تلعبين بين القذائف والصور؟ علّموكِ الخوف قبل الأناشيد وخطواَ في كراستكِ الحزن خلف الزجاج أنوارُ بيتكِ انطفأت شيءٌ من الموت يحكي البقايا ترابكِ يُغنّي وان غاب لحنا أأنتِ الوطنُ المنكسرُ في القصيدة؟ أأنتِ صلاةٌ تأخّرتْ عن السجود أم شمسُ شهيدٍ تمزّقَ منها الأذان؟ وحدكِ تُشبهين فلسطين وجهًا حين يُصلبُ القمرُ على الأسلاك حين يبكي الزيتون في جذوره وترتعد أسماء المدن في المعاجم الباهتة ثوبُكِ المغبرّ يحمل عطر المعابر وصمتكِ… هو النشيد الذي نسي أن يُغنّى أكنتِ تلعبين؟ أم كنتِ تقرئين السلام على أرواح إخوتكِ وأنتِ ترتّبين الدُمى المقطّعة كما تُرتب الأمهاتُ جثث الراحلين؟ يا طفلةَ القصف، يا مريمَ هذا الجيل، وجهُكِ أعذبُ من الطين وأصدق من نشرة الأخبار يا طفلةً لم تُخطئ سوى أنها كانت ... طفلة