خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية اهتمامها للحديث عن تطورات التحقيق في حادث أورلاندو وتداعياته على الساحة السياسية الأمريكية، والنقاش الدائر بكندا حول أنبوب الغاز (إينيرجي إيست)، وتأثير التغيرات المناخية على كيبيك. وكتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن زعماء الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، أجمعوا على إدانة ردود الفعل الصادرة عن المرشح المحتمل للحزب الجمهوري للرئاسيات الأمريكية، دونالد ترامب، بشأن اعتداء أورلاندو. وأضافت الصحيفة أن كلا من الرئيس باراك أوباما، ورئيس مجلس النواب، بول ريان، شجبا التصريحات الصادرة عن الملياردير ترامب الذي جدد دعوته إلى منع دخول المسلمين إلى التراب الأمريكي، عقب حادث إطلاق النار بأورلاندو الذي خلف مقتل نحو 50 شخصا. واعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم المشترك من قادة الحزبين على دونالد ترامب يبرز التحديات الكبيرة التي تعترض هذا "الوافد الجديد" الذي يقوم بخطواته الأولى في السباق الرئاسي. وذكرت الصحيفة أن دونالد ترامب ما زال يأتي في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي الصادرة أخيرا، وراء المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، بالرغم من أن هذه الأخيرة يتعين عليها عقد سلسلة لقاءات في سبيل توحيد الحزب بعد المعركة الطويلة مع خصمها في الانتخابات التمهيدية، بيرني ساندرز. وفي معرض تعليقها على خطاب ترامب عقب اعتداء الأحد الماضي، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قطب العقار يحاول اللعب على وتر الخوف لدى الأمريكيين عوض تهدئة الأمور، وذلك من خلال "شيطنة جماعة دينية بأكملها". وأضافت أنه في الوقت الذي يتفادى فيه الزعماء السياسيون استعمال خطاب يحرض على الانقسام والعمل على توحيد المتعاطفين معهم وخصومهم على السواء، يذكي السيد ترامب فكرة أن الولاياتالمتحدة بلغت مرحلة وجودية وأنه الوحيد القادر على إنقاذ البلد. في السياق ذاته، كشفت صحيفة (واشنطن بوست) أن التحقيقات أماطت اللثام عن كون زوجة منفذ الاعتداء توجد تحت مجهر الشرطة الفيدرالية (إف بي آي)، حيث يشتبه المحققون في كونها على علم بمخططات زوجها. ووفقا لمصادر أمنية، لاحظت الصحيفة أن الزوجة رافقت زوجها منفذ العملية على الأقل مرة واحدة إلى الملهى الليلي حيث ارتكب جريمته، معتبرة أن الأمر كان يتعلق بدراسة المكان قبل المرور إلى التنفيذ. بكندا، كتبت صحيفة (جورنال دو مونريال) أن تكتل الكيبيك والحزب الأخضر الكندي قدما، أمس الثلاثاء إلى مجلس العموم بأوتاوا، ملتمسا موقعا من طرف 25 ألف مواطن بكيبيك يحتجون على تمرير أنبوب النفط (إينرجي إيست) من إقليمهم، لافتة إلى أن وزير الموارد الطبيعية، جيم كار، وفي رده على الموضوع اكتفى بالإشارة إلى أن دراسة المشروع ما زالت جارية. وأضافت أن السيد كار صرح بأن المكتب الوطني للطاقة سيدرس المشروع لمدة تصل إلى 21 شهرا، وهي المدة التي يتعين على الكنديين وعمد المدن ورؤساء حكومات الأقاليم وزعماء المعارضة والنواب الفيدراليين أن يدلوا خلالها بآرائهم في المشروع. في موضوع آخر، أبرزت صحيفة (لو دوفوار) أن تأثيرات التغيرات المناخية قد تكون مدمرة ومكلفة جدا على آلاف الكيلومترات من السواحل بإقليم كيبيك حسب الخلاصات التي توصلت إليها ثلاث دراسات علمية نشرت أمس الثلاثاء، مبرزة أن الرسالة التي أطلقتها الحكومة في ضوء هذه النتائج كانت واضحة : هناك ضرورة ملحة للتحرك على نطاق واسع من أجل تفادي وقوع الأسوأ. من جانبها، تطرقت صحيفة (لو دوروا) إلى أن لجنة برلمانية نصحت الحكومة الليبرالية بقيادة جوستان ترودو، بتقديم في أجل 18 شهرا لمشروع استباقي حول المساواة في الأجور، والذي سيتم تطبيقه في الإدارات العمومية الخاضعة للحكومة الفيدرالية والقطاعين العام والخاص. وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة أعدت 31 توصية تقترح من خلالها إلغاء القانون القديم حول المساواة في التعويضات، الذي تمت المصادقة عليه سنة 2010 من طرف الحكومة السابقة، وإحداث لجنة ومحكمة للمساواة في الأجور، وهما مؤسستان منفصلتان يتعين على الحكومة منحهما اختصاصات واضحة، بما في ذلك سلطة الأمر بصرف التعويضات. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه ابتداء من يوم غد الخميس سيكون لمكسيكو سيتي نظام جنائي جديد، وهو نموذج يقر رئيس محكمة العدل العليا بالعاصمة، إدغار إلياس أزار، بأنه يواجه قيودا في الميزانية والبنيات التحتية وفي حال تطبيقه "ستنشأ بالتأكيد العديد من المشاكل"، معتبرا أنه "قد يجد في المؤسسات أيضا العديد من الحلول". وأكد القاضي في مقابلة مع الصحيفة أنه ستكون هناك عدالة مختلفة تماما لأن القاضي سيدخل في حوار مع الأطراف المتنازعة، وسيصدر قراره بشكل علني، بالإضافة إلى أنه لن يكون وحده أثناء تنفيذ كافة إجراءات التقاضي، بل سيكون إلى جانب ثلاثة قضاة مختلفين لذلك "فإنه من المستحيل تقريبا أن تقع أعمال فساد". من جهة أخرى، أبرزت صحيفة (ال يونيفرسال) أنه من أجل تنسيق المبادرات بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني للمضي قدما في القضاء على تشغيل الأطفال، والذين يبلغ عددهم 2.5 مليون قاصر، تم إحداث البرنامج الوطني للوقاية والقضاء على تشغيل الأطفال وحماية العمال المراهقين في السن القانونية، والذي سينشر في الجريدة الرسمية الأسبوع الجاري. وفي هذا الصدد، قال إغناسيو روبي سالازار، نائب وزير العمل المكلف بالرعاية الاجتماعية، في مقابلة مع الصحيفة، إن هذا البرنامج يضم العديد من الجوانب المتعلقة بالوقاية من تشغيل الأطفال، والتي سيتم من خلالها تطوير إجراءات محددة ملموسة ولتفادي ولوج القاصرين إلى نشاط للعمل. وببنما، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أنه في خضم حالة الطوارئ المعلنة من أجل مواجهة بؤرة انتشار فيروس إنفلونزا أ (أش1 إن1)، تأتي استقالة وزير الصحة، خافيير تيريينتيس، لتضفي مزيدا من الحيرة على المواطنين، معتبرة أن توقيت الاعلان عن الاستقالة "سيء للغاية" وسيزيد الغموض الذي يلف حالة قطاع الصحة بالبلد. وبعد أن أشارت إلى أن دوافع الاستقالة ما زالت غير معروفة، لاحظت الصحيفة أن وزير الصحة المستقيل أقر بأن البلد لم يكن مستعدا لمواجهة انتشار فيروس الإنفلونزا بهذا الشكل "المثير للقلق"، لافتة إلى أن السلطات تحاول استدراك الوضع باستيراد كميات كبيرة من لقاح هذا النوع من الإنفلونزا. في السياق ذاته، أكدت صحيفة (لا برينسا) أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا أصبح مضطرا للإعلان عن تعديل وزاري "جزئي" بعد استقالة وزيرة الصحة، مضيفة أن هناك عددا من المناصب السامية في الحكومة ما زالت شاغرة ويتعين على الرئيس الإعلان عن خلف للمسؤولين المغادرين، بعدما قارب على الانتهاء من سنته الثانية من ولايته الرئاسية. أما بالدومينيكان، فقد توقفت صحيفة (إل نويبو دياريو) عند الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، على هامش مشاركته في الدورة ال46 للجمعية العامة لمنظمة الدول الأمريكية التي تحتضنها سانتو دومينغو، مشيرة إلى أن كيري أكد على ضرورة مكافحة السلطات للتمييز على أساس العرق أو الأصل وبضرورة تصديها للمخاطر الناتجة عن وجود أشخاص من أصول هايتية عديمي جنسية رغم ولادتهم بالبلد إثر صدور قرار للمحكمة الدستورية المثير للجدل سنة 2013 الذي يحدد شروط الحصول على الجنسية. من جهتها، أشارت صحيفة (هوي) إلى أن خمسة مرشحين رئاسيين سابقين الذين شاركوا في الانتخابات العامة ليوم 15 ماي الماضي، والذين يمثلون الحزب الثوري العصري، والتحالف الديمقراطي، وحزب الوحدة الوطنية، وأليانس باييس، والحزب الديمقراطي المسيحي، شاركوا مع أنصارهم في مسيرة باتجاه مقر وزارة الخارجية، حيث تنعقد أشغال الدورة ال46 للجمعية العامة لمنظمة الدول الأمريكية، لافتة إلى أن مرشحي المعارضة السابقين قدموا إلى ممثل المنظمة بالدومينيكان، نيستور منديز، نيابة عن الأمين العام، رسالة احتجاجية بمزاعم تزوير شابت عملية الانتخابات العامة، والتي أسفرت عن فوز الرئيس دانيلو ميدينا بولاية ثانية وحصول حزب التحرير، الحاكم، على الأغلبية المطلقة بمجلسي النواب والشيوخ ورئاسته لأغلبية المجالس البلدية.