جرى بمدينة فكيك التوقيع على عشر اتفاقيات شراكة إطار لإنجاز مشاريع تهم عدة قطاعات، ستساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية بالإقليم، وخلق فرص الشغل، وتحسين دخل فئة عريضة من ساكنة الإقليم، والحد من الهجرة. ويقدر الغلاف المالي لاتفاقيات الشراكة التي تم التوقيع عليها بأزيد من 72 مليون درهم، ستوفر ما يناهز 8100 منصب شغل، منها 3838 منصب شغل قار تهم فئة الشباب الباحثين عن الشغل والنساء. ووقع على هذه الاتفاقيات كل من والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، ورئيس جهة الشرق، وعامل إقليم فكيك، والمدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة وأقاليم جهة الشرق، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة، بالإضافة إلى شركاء آخرين. وقال رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعوي، في تصريح لهسبريس، إن "دعم الجهة لمشاريع التعاونيات على مستوى إقليم فكيك يأتي في إطار انخراطنا وتشجيعنا للاقتصاد الاجتماعي والتضامني نظرا للدور المتميز الذي يضطلع به هذا الاقتصاد في الحد من ظاهرة البطالة لدى الشباب والنساء، خاصة لدى ساكنة الشريط الحدودي المغربي الجزائري". وأشار المصدر ذاته إلى أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يشكل المدخل الرئيسي لمعالجة أعطاب التنمية بجهة الشرق، والناتجة أساسا عن إغلاق الحدود البرية مع الجزائر، وتثبيت ساكنة المنطقة مع توفير فرص الشغل لها، وعدم ارتهانها باقتصاد الحدود. ومن بين هذه المشاريع، هناك تسعة تهم الأنشطة المدرة للدخل وتتعلق بتثمين الثروات والمنتجات المجالية التي يزخر بها إقليم فكيك، منها مادة "أزير" بمنطقة تالسينت وبومريم التي تمتد على مساحة 200 ألف هكتار والتي تمثل 44% من مساحة "أزير" على الصعيد الجهوي، وكذا تربية النحل وتثمين مادة العسل بالمنطقة نفسها التي تتوفر على مراعي للنحل تزخر بمختلف الأعشاب الطبية والعطرية، بالإضافة إلى الزيتون الذي تزخر به دائرة بني تدجيت بالخصوص، والتي تعرف توسعا مهما للأراضي المغروسة، وكذلك ارتفاع حجم الطلب على هذه المادة. كما شملت الاتفاقيات مشروع تثمين مادة "الكمون" التي بدأت تعرف زراعتها ازدهارا خاصة بمنطقة المنكوب ببني كيل ومنطقة الخط بعين الشعير؛ حيث أصبح مطلوبا على الصعيد الوطني، وكذا مواكبة مشروع إحداث المجزرة العصرية وبرمجة وحدة للدباغة ومعالجة الصوف لإنتاج الجلد وخيط الصوف بمنطقة النجود العليا التي تنشط فيها تربية الماشية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تتميز بالابتكار والخصوصية كتربية الإبل، والفلفل الأحمر، وحجر "ايش" للبناء التي ستفرض مكانتها على الصعيد المحلي والجهوي والوطني. وتضمنت الاتفاقيات الموقعة مشروع إحداث منتجع سياحي بجماعة فكيك، سينجز على مساحة 21 هكتارا، بقيمة مالية تقدر ب 28 مليون درهم، وبتمويل مجموعة من الشركاء، وهم مجلس جهة الشرق، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة وأقاليم جهة الشرق، والمجلس البلدي لفكيك.