تفاعلا مع تخوفات أبداها عدد من المهتمين بالشأن الفلاحي، خاصة مستهلكي التين الشوكي، بعدما راجت أخبار حول تعرض نبات الصبار لمرض غريب، أشارت المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الدارالبيضاء- سطات إلى أن زراعة الصبار تتميّز بمقاومتها للأمراض والحشرات، غير أنها أصبحت معرّضة، منذ شهر شتنبر من سنة 2014، لآفة الحشرة القرمزية التي انتشرت بسرعة مثيرة على صعيد منطقة دكالة. وأوضحت المديرية الجهوية، عبر بلاغ توصلت به هسبريس، أن سلسلة الصبار، أو التين الشوكي، تعد من أهم سلاسل الإنتاج في منطقة دكالة، وكانت دائما تستخدم كسياج للحقول والبيوت القروية، وتقدر المساحة المغروسة ب 1000هكتار تقريبا؛ حيث برمجت وزارة الفلاحة زراعة بساتين شاسعة من الصبار، أنجز منها 500 هكتار، في إطار مشروع الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، بهدف استبدال زراعة الحبوب البعلية. وبعدما أشارت المديرية إلى أن إنتاج التين الشوكي يشكل موردا ماليا مهما للمزارعين في المناطق الهامشية، خصوصا خلال فصل الصيف، أكّد البلاغ على أن الحشرة القرمزية التي انتشرت في الآونة الأخيرة تسببت في أضرار كبيرة على مدى النفوذ الترابي لإقليم سيدي بنور، كما وصل مداها إلى المناطق المتاخمة لأقاليم أخرى، كالرحامنة. ونظرا لخطورة الوضع، يضيف البلاغ، دأبت لجنة تقنية مكونة من ممثلي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، بشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية، ودعم من السلطات المحلية، على القيام بعدة زيارات ميدانية للتشخيص والتعريف بالمشكل، من جهة، وتحديد وسائل المحاربة الضرورية، من جهة ثانية. وأوضحت المديرية أن عدم وجود أي مبيد حشري، مرخص له على المستوى الوطني، جعل التعليمات مقتصرة على توعية المزارعين بالالتزام باقتلاع ودفن أو حرق جميع النباتات المصابة، "ومع مرور الوقت، بدأت تتجلى عدم جدوى هذه التوصية لمواجهة اجتياح الحشرة القرمزية؛ إذ تم اتخاذ تدابير عاجلة، انطلاقا من منتصف شهر أبريل، في محاولة للحد من أضرار تلك الحشرة"، بحسب البلاغ. ويرتكز برنامج العمل على محورين رئيسيين، وفق البلاغ، وهما "قلع ودفن وحرق النباتات المصابة، ثم التدخلات بالمبيدات الكيميائية قصد الاختبار التقني"، مشيرا إلى أن إنجاز البرنامجِ يتم من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية، والجماعات المحلية المتضررة من تلك الآفة، بدعم من السلطات المحلية لعمالة سيدي بنور. وعن الحصيلة المؤقتة للعمليات المذكورة، أوضحت المديرية الجهوية للفلاحة أن التدابير لا تزال جارية، وتتطلب اعتماد موارد كبيرة من قبل جميع الشركاء. وأفاد البلاغ أن المساحة المقتلعة ناهزت 10.000 متر من الصبار، على عرض متفاوت من مترين إلى أكثر من 4 أمتار في بعض الحالات، كما أن التدخلات الكيميائية كانت موكولة لفريق من المكتب الوطني للسلامة الصحية الذي أقدم على إجراء عدة تجارب ميدانية لدراسة فعاليات بعض المبيدات الحشرية، بهدف الترخيص لتسويقها. وأورد البلاغ أن اجتماعا عُقد أواخر يونيو الماضي، بمقاطعة التنمية الفلاحية لسيدي بنور، خُصّص لعرض حصيلة برنامج محاربة الحشرة القرمزية، ودراسة إستراتجية المكتب الوطني للسلامة الصحية لمعالجة تلك الآفة، وحضره كل من المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي، والمدير المركزي للمكتب الوطني للسلامة الصحية، والعديد من ممثلي مؤسسات وزارة الفلاحة والغرفة الفلاحية والسلطات المحلية. وفي ما يتعلق باحتمالات انتشار الأمراض التي قد يسببها ذلك النوع من الحشرات، ختمت المديرية الجهوية للفلاحة بلاغها بالتأكيد على أن مصالح وزارة فلاحة والصيد البحري أطلقت حملات تحسيسية وتواصلية، للتأكيد على عدم تواجد أي تأثير سلبي لهذه الحشرة الضارة على صحة المواطنين والحيوان وعلى المزروعات الأخرى.