غادر في صمت إلى دار البقاء، عصر يوم أمس الاثنين، أحمد الزموري الذي يعدّ أحد المشاركين في إفشال المحاولة الانقلابية ضد الملك الراحل الحسن الثاني يوم عيد ميلاده سنة 1971. كما أنه كان أول من وظّف إدريس البصري، وزير الداخلية القوي الراحل، قبل أن يتنكر له هذا الأخير ويعمد إلى تهميشه. وخاطر الحاج الزموري (وسط الصورة)، الذي كان من أول خريجي مدرسة Saint-Cyr العسكرية في فرنسا، حيث حصل على دبلوم من هذه المدرسة عام 1959، بحياته وهو يواجه أوامر الكولونيل امحمد اعبابو والجنرال محمد المذبوح، أكبر مهندسي المحاولة الانقلابية الفاشلة لإسقاط نظام حكم الحسن الثاني. وكشف سمير بنيس، ابن شقيقة الراحل الزموري، بأن هذا العسكري كان من بين الأبطال الذي ساهموا في إفشال مخططات اعبابو والمذبوح، حيث إن خاله أحمد الزموري كان إبان الانقلاب يعمل مديرا لديوان قائد الدرك الملكي حاليا الجنرال حسني بن سليمان، الذي كان يشغل آنذاك منصب عامل طنجة. وتوفي الزموري، الذي كان يبلغ قيد حياته 84 عاما، وسيدفن بمقبرة الشهداء بالرباط، وهو قرير العين بعد أن ساهم قدر المستطاع في إجهاض محاولة الانقلاب بالصخيرات، والتي كانت ستفضي بالبلاد والعباد إلى أتون المجهول؛ لكن الأقدار قيضت أناسا عملوا كل من موقعه على إفشال المخطط الدموي الذي كان يحيط بالبلاد. ويتابع قريب الزموري بالقول: "بعدما نفذ الكولونيل اعبابو هجومه على القصر الملكي بالصخيرات، واستولى على الإذاعة والتلفزة المغربية، ذهب المرحوم إلى أمواج إذاعة طنجة، وقال بكل شجاعة: إن الحسن الثاني لا يزال هو ملك البلاد، وأن الملكية لن تسقط أبدا". اعبابو لم يرقه تصرف الزموري، الذي بث من خلاله الثقة في المغاربة وطمأنهم على أن الملك بخير ولا يزال يحكم البلاد؛ فجاء رده عنيفا اتجاه هذا العسكري، وخاطبه بالقول: "إذا لم تسمع الأوامر، ولم تخضع لتوجيهاتي، سأرسل طائرة تقصف مقر إذاعة طنجة، وتحولها إلى خراب". ويقول ابن شقيقة الزموري: "الراحل كان قدوة في الإخلاص للوطن والعمل بتفان من أجل خدمة البلاد"، مبديا أسفه لكون الدولة لم تعترف له بما قدمه من خدمات للوطن"، شارحا بأن "الزموري كان أحد ضحايا إدريس البصري، الذي بذل كل ما في وسعه من أجل تهميشه، وعدم السماح له بالظهور في الواجهة". ويستطرد بنيس "الزموري وظف البصري كشرطي عام 1965 حين قدم وزير الداخلية السابق إلى الرباط من إقليمتاونات"، مضيفا بأنه تعرض لتهميش كبير من لدن "الرجل القوي أيام الحسن الثاني"، وبأنه "تلقى تجاهل الكثيرين إبان الانقلاب الأول حين غامر بحياته، في الوقت الذي كان فيه اعبابو والمذبوح ينفذان مخططهم الجهنمي".