الدار البيضاء تراهن على التكنولوجيا لإصلاح ما فسد في حركة المرور

أكد نائب عمدة مدينة الدار البيضاء المكلف بالتنقل، محمد بورحيم، أن العاصمة الاقتصادية بصدد إنهاء مخطط لوضع نظام ذكي للتشوير الطرقي وتدبير السير والجولان داخل المدينة، يقوم على تثبيت 760 كاميرا على شطرين، قبل اعتماد تطبيق خاص بالهواتف الذكية سيتيح لساكنة وزوار مدينة الدار البيضاء تتبع حالة السير داخل المدينة وتفادي الأماكن المزدحمة.
وقال بورحيم، في تصريح أدلى به لهسبريس على هامش لقاء نظمته "وفا سلف"، حول التنقل والجولان داخل الدار البيضاء، إن "هذا المشروع يتضمن شقا أمنيا وآخر موجها إلى تحسين السير، من خلال توظيف التكنولوجيا الذكية لأول مرة في المغرب، ويدخل في نطاق تحول العاصمة الاقتصادية إلى مدينة ذكية بمعايير عالمية".
ومن شأن هذا النظام المعلوماتي المتطور الخاص بإشارات المرور الذكية المساهمة في التحكم بشكل أفضل في تدفق العربات في المحاور الطرقية التي تشهد ازدحاما مروريا، وضمان سلاسة في مرور السيارات، خاصة في أوقات الذروة، وسيساعد في خفض أوقات انتظار السيارات في المحاور الطرقية، والتخفيف من مشاكل تكدس السيارات في ملتقيات الشوارع، وفق المصدر ذاته.
وأكد بورحيم أن المشروع المشار إليه "يدخل في إطار مشروع شامل للنهوض بالنقل الجماعي في المدينة الذي يضم 4 خطوط ترامواي"، وزاد: "بعد إنجاز الخط الأول الذي يجري استغلاله حاليا من طرف المواطنين البيضاويين، شرعنا في إنجاز الخط الثاني الذي تقدمت فيه الأشغال بنسبة 25 في المائة، إلى جانب الشروع العملي في إنجاز مخطط مديري لتوفير مرابض السيارات؛ علما أننا نسعى في الوقت الحالي إلى تعزيز الاستثمارات من أجل ضمان اندماج بين التنقل بواسطة الحافلات والترامواي، من أجل تيسير أمر التنقل للمواطنين في الدار البيضاء".
يوسف الضريس، المدير العام لشركة "كازاترانسبور"، أكد بدوره أن خط الترامواي ساهم بشكل كبير في حل إشكال التنقل بين مجموعة من المناطق في الدار البيضاء، مؤكدا أن الاستثمارات الحالية تسير في الاتجاه نفسه.
وتم تخصيص غلاف مالي بقيمة 4.28 مليار درهم من أجل إنجاز مشروعي إنجاز الخط الثاني لترامواي الدارالبيضاء وتمديد الخط الأول؛ وبالتالي المساهمة في حل إشكالية التنقل على مستوى محوري عين الذئاب-سيدي البرنوصي ومحطة نهاية السير الكليات-ليساسفة.
ويسعى المسؤولون في الدار البيضاء إلى ضمان نوع من التكامل بين شبكتي الحافلات وسيارات الأجرة. ويهم هذان المشروعان، اللذان يشكلان جزءا من برنامج شامل لتطوير شبكة ترامواي الدارالبيضاء، رصد له غلاف مالي قدره 16 مليار درهم، ويرمي إلى بلوغ 110 كيلومترات قابلة للاستغلال تدريجيا في أفق سنة 2022.
من جهتها قالت ليلى مامو، الرئيسة التنفيذية لشركة "وفا سلف"، إن اللقاء الذي نظمه فرع التمويلات التابع للتجاري وفا بنك يهدف إلى تدارس النقل في الدار البيضاء والوقوف على ما تم إنجازه، وكذا الرؤية المستقبلية لمجلس المدينة.
وأضافت مامو: "في إطار مواكبة مجموعة من القرارات التي اتخذت على هامش ملتقى كوب 22، وباعتبار قروض السيارات تمثل 50 في المائة من معاملات وفا سلف، فإننا نعمل على تشجيع المغاربة على اقتناء السيارات الهجينة التي لها انعكاس إيجابي على البيئة، لأننا نؤمن بأن كل بيضاوي له دور يمكن أن يلعبه في تيسير التنقل والجولان في المدينة".