احتفل مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني بآخر كتابات الدكتور حمو النقاري "روح التفلسف"، من خلال مناقشة كل من الدكتور عبد الحي أزرقان، والدكتور فؤاد بن أحمد. وترأس جلسة القراءة الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب، الذي نوّه بحمو النقاري، صاحب المؤلفات الكثيرة في المنطق، بالإضافة إلى كتاباته في الفلسفة، وأبرزها هذا الكتاب الذي يدعو إلى استجلاء روح الفلسفة. واستهل أزرقان، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، جلسة القراءة التي احتضنتها كلية العلوم بالرباط، مبينا أن ما يميز الفكر الفلسفي كونه ممارسة فكرية مستقلة تبحث على أخذ المسافة إلى أقصى حد يتعامل معه المفكر. وبعد تحليل مفهوم الروح في الفلسفة الغربية انتقل أزرقان للحديث عن مفهوم التفلسف، منوها باختيار النقاري لعنوان كتابه أن يكون "روح التفلسف" لا "روح الفلسفة"، مبرزا أن لا وجود للفلسفة خارج الفعل. وانتقلت الكلمة بعد ذلك للقارئ الثاني، فؤاد بن أحمد، أستاذ الفلسفة ومناهج البحث بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، الذي ذكر أن التفلسف لا يتخذ صورته التراكمية إلا بانتقال المتفلسف من منصب القارئ إلى منصب المنتج؛ ومن ثم فلا كتابة تفلسفية من دون قراءة. وأكد ابن أحمد أن كتاب "روح التفلسف" يضبط الإيقاع بين نغمة فلسفية غربية بنفس هايدغري، ونغمة عربية أثيلة، متابعا بأن الفعل الفلسفي يرتكز على الاستدلال واللغة، كما أشار إلى مجموعة من عناصر فعل التفلسف التي جاءت في الكتاب معمقا النظر في كثير منها. ومن جهته أكد حمو النقاري، أن الكتاب مدخل لقضايا علمية كثيرة ستأتي بعده، كما بين أن المؤلف يقدم مجموعة من المفاهيم التي نجد لها تطبيقات قبلت في الفكر الفلسفي الغربي ولم تقبل في الفكر الفلسفي المعاصر. وذكر المتحدجث أن دراساته القادمة ستكون بيانا تطبيقيا، مؤكدا أنه رام تجريد القول في هذه الآليات وتقديمها في بنيتها الآلية، لأن توظيف العقلانية التفلسفية وإعمالها هو الذي يعطي للتفلسف حرية.