ككل سنة، انطلق طواف المغرب للدراجات في نسخته الثلاثين من مدينة ابن سليمان، في سابع أبريل الجاري، وهو السباق الذي اعتادت الجامعة الملكية للدراجات تنظيمه منذ مدة طويلة، ويجمع نخبة من الدراجين والمتسابقين من مختلف العالم، ويصنف من طرف الاتحاد الدولي لسباق الدراجات ضمن سلسلة المدار الإفريقي درجة 2.2. ويعود أول طواف للمغرب إلى سنة 1937 في فترة الحماية الفرنسية، والذي عرف مشاركة مجموعة من الدراجين من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمغرب. واستطاع أحمد الجلاحلي أن يحل في الصف الثالث في النسخة الثانية سنة 1938 خلف الإسباني ماريانو كانياردو، المتوج باللقب في الدورتين الأولى والثانية؛ فيما جاء الفرنسي لوي أيمار في المركز الثاني. سنة 1959 تأسست الجامعة الملكية للدراجات، وكانت مساندة للأبطال المغاربة، ودعمت البطل المغربي المرحوم محمد الكرش، الذي ترسخ اسمه في ذاكرة كل المغاربة كواحد من أبطال المغرب في سباق الدراجات، إذ حصل على لقب طواف المغرب ثلاث مرات (سنوات 1960 و1964 و1965)، وكان منافسا قويا للدراجين الإسبان والفرنسيين، قبل أن ينافسه على هذا اللقب المغربي الآخر عبد الرحمن الفارق، صاحب لقب سنة 1969، متبوعا بالسويسري والتير بوركي، والكرش الذي احتل المركز الثالث. بعد غياب عن "البوديوم" دام أربع سنوات، واحتكار من قبل دراجي الاتحاد السوفياتي، شهدت سنة 1981 ميلاد نجم مغربي جديد في هذه الرياضة، إذ سطع نجم مصطفى النجاري، قائد المنتخب الوطني المغربي آنذاك، ومديره التقني الحالي، باحتلاله الصف الثاني خلف التشيكي لاديسلاف فيريباور، وتراجع في النسخة الموالية سنة 1983 باحتلاله المركز الثالث. طواف المغرب الذي يجرى على أزيد من 1540 كيلومترا، تغطي مدنا ومناطق في مختلف أرجاء الوطني، اصطدم ببعض الإكراهات، منها خلافات بين بعض الأعضاء الجامعيين؛ ما فرض وقف تنظيمه منذ سنة 1993 إلى غاية سنة 2001، ليعود بعدها بقوة ويشكل واحدا من التظاهرات الرياضية التي لا محيد عنها بالمغرب، لكن دون أن يولد أبطالا في اللعبة، إذ شهدت سنة العودة تتويج النيوزيلندي ناثان داهلبرغ بلقبه. فيما كان آخر تتويج للمغرب بهذا اللقب سنة 2011 بعد احتلال محسن الحسايني المركز الأول وإعادته إنجاز المرحوم الكرش، وهو ما حفز عادل جلول على محاولة الفوز بهذا السباق، لكنه احتل المرتبة الثانية في النسخة الموالية خلف الجنوب إفريقي رينارد يانس فان رينسبورغ؛ فيما عرفت نسخة 2014 عودة الحسايني إلى البوديوم ثانيا خلف الفرنسي جوليان لوبي. وفي نسخة هذه السنة استطاع المنظمون أن يحصلوا على ثقة الملك محمد السادس من خلال الرعاية الملكية، بعدما انتظروا لسنوات قبول ذلك؛ فيما يأمل محمد بلماحي، رئيس الجامعة الملكية لرياضة الدراجات، أن يتم نقل السباق على الهواء مباشرة في القنوات العمومية، حتى تتسنى لجميع المغاربة متابعة هذا الإرث الرياضي الذي يعمر منذ سنة 1937. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com