اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الخميس بمجموعة من المواضيع من أبرزها سيناريو انسحاب محتمل للولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ ، وهجوم كابول، والتفكير الذي أطلقته المفوضية الأوروبية حول مستقبل منطقة الأورو. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للموقف الأمريكي المعادي لاتفاق باريس حول المناخ، واعتماد ميزانية سنة 2017 في إسبانيا. وكتبت (الباييس) حول المعلومات المتعلقة برغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مشيرة إلى أن موقف البيت الأبيض دفع بلدان أخرى لتجديد التزامها بهذا الاتفاق، إذ أعربت أوروبا والصين على وجه الخصوص عن رغبتهما المشتركة في الحفاظ على الاتفاق حول المناخ، الذي انتقده الرئيس الامريكي دونالد ترامب. وفي سياق متصل، أوردت (الموندو) أن الرئيس الامريكي قرر مغادرة الولاياتالمتحدة لاتفاق باريس حول المناخ، قائلا إنه سيعلن موقفه بشأنه هذه المسألة في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الاتفاق حول تغير المناخ يتمتع حاليا بدعم 195 بلدا عضو في الأممالمتحدة، أي مجموع بلدان المنظمة باستثناء سورية ونيكاراغوا. أما (أ بي سي) فأشارت إلى أن الحكومة تمكنت من تمرير مشروع ميزانية 2017 بمجلس النواب (الغرفة السفلى) ب176 صوتا مؤيدا مقابل 172 صوتا ضد، مشيرة إلى أن الموافقة على الميزانية فسح أفقا أمام السلطة التنفيذية إلى غاية سنة 2019 على الأقل وبعث رسالة إلى أوروبا بشأن استقرار ومصداقية إسبانيا. وفي بلجيكا، سلطت الصحف الضوء على النقاش الجديد حول مستقبل منطقة الأورو، الذي أطلقته المفوضية الأوروبية، حيث كتبت (لوسوار) في هذا الصدد أن الوثيقة التي تتضمن أرضية النقاش تتضمن الأفكار التي من شأنها أن تجعل من منطقة الأورو فضاء للنمو، وتنظيم أفضل لانتقال السيادة الذي بدأ قبل سنوات. من جانبها، ترى (لاليبر بلجيك) أن تمت مجموعة من العراقيل التي تقف في وجه هذا الاندماج، مشيرة إلى أن الاقتراحات الأكثر طموحا التي قدمتها المفوضية تتطلب تعديلا للمعاهدة وهي خطوة لا تثير كثيرا من الحماس بالنظر لصعوبتها. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالاعتداء الارهابي بشاحنة مفخخة الذي وقع بكابول وأسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا و350 جريحا على الأقل. فكتبت صحيفة (نويه رور تسايتونغ ) أن الهجوم العنيف الذي استهدف المنطقة الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية وشمل السفارة الألمانية يجسد ان ما يقع في أفغانستان له تداعيات وخيمة على المجتمع الدولي ، الذي عليه أن يبذل جهدا أكثر لكسر دائرة العنف معتبرة أن دخول قوة دولية كبيرة مرة أخرى إلى البلاد والبقاء بشكل دائم هناك قد يهدئ الوضع. من جهتها كتبت صحيفة (رويلينغر غينرال أنتسايغر) أن التكهنات حول منفذي هذا الهجوم تفيد بأنه من توقيع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" إذ أن العديد من المؤشرات تشير إلى ذلك ثم إن التنظيم هو المسؤول عن كل الفوضى التي تقع في الغرب وسينتج عن ذلك ردود فعل عنيفة مذكرة أن طالبان كانت قد أعطت مؤخرا الانطباع أنها ستبدأ ربما حوارا مباشرا مع حكومة كابول مذكرة أن قلب الدين حكمتيار، الذي ظهر مرة أخرى على الساحة حث كل الأطراف بما فيهم متمردي طالبان إلى المصالحة والسعي لتحقيق السلام وإيقاف إراقة الدماء معتبرا أن إرسال المزيد من قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان ليست حلا . صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) كتبت في تعليقها ان مقر السفارة الألمانية تعرض لهجوم قوي أمس في عاصمة أفغانستان من خلال الاعتداء بشاحنة مفخخة في حي ديبلوماسي مشيرة إلى أن الصور التي تم تداولها على الإنترنت تظهر مدى الدمار الذي خلفه هذا الانفجار الذي كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير لو تم قبل بضعة أشهر، وقبل أن يتم تجديد واسع النطاق لمقر السفارة من أجل زيادة أمن الدبلوماسيين ، خاصة بعد الهجوم على القنصلية الألمانية في شمال أفغانستان في مزار شريف في نونبر من العام الماضي. وفي سويسرا علقت الصحف على سيناريو انسحاب محتمل للولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ وأثره على التزام المجتمع الدولي في هذا المجال. وكتبت (لا تريبيون دو جنيف)، تحت عنوان "وإذا كان دونالد ترامب يقول وداعا لاتفاق باريس؟"، أن الإدارة الأمريكية لا زالت منقسمة حول قضية المناخ، مشيرة إلى أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية، ريكس تيلرسون، يحاول إقناع ترامب بالتراجع عن خروج الولاياتالمتحدة من هذا الاتفاق، فيما مستشاره، ستيف بانون، يؤيد هذا الانسحاب. من جهتها أوردت (24 أور) أن الرئيس ترامب يلقي بنوع من التشويق على قراره بشأن الاتفاق الذي وقعه سلفه باراك أوباما حول مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وأنه نأى بنفسه عن قادة مجموعة السبعة برفضه دعم المعاهدة التي اعتمدها 195 بلدا. وفي سياق متصل ذكرت (لوتون)، تحت عنوان "ترامب على استعداد لتنفيذ تهديداته"، أن الأمر يتعلق ب"صفعة لسابقه، ولكن أيضا إشارة سلبية للغاية بالنسبة للبلدان الموقعة الأخرى"، مضيفة أن " الرئيس الجمهوري الذي لم يخفي عدم اهتمامه باتفاق باريس، سيخلق زلزالا عالميا". وفي البرتغال تركز اهتمام الصحف حول الهجوم الدامي الذي هز العاصمة الأفغانية أمس الأربعاء، وقرار الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من اتفاق باريس. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس)، تحت عنوان "أكثر قوة، حركة طالبان تدين هجوم كابول"، أنه كان صباح إرهاب في كابول، بعد انفجار قنبلة كانت مخبأة في شاحنة نظافة حوالي الساعة الثامنة و20 دقيقة بالتوقيت المحلي، مشيرة إلى أنه استخدم حوالي 1500 كلغ من المتفجرات في هذا الاعتداء، الذي خلف أزيد من 90 قتيلا. وأضافت اليومية أن معظم الضحايا مدنيون كانوا في طريقهم للمدرسة أو العمل وأن الانفجار وقع خلال ساعة الذروة في منطقة مزدحمة وتضم عددا من السفارات والمساكن، مشيرة إلى أن أي جهة لم تتبنى الهجوم، وأن حركة طالبان نفت ضلوعها في هذا الاعتداء وأكدت إدانتها لجميع الهجمات التي ليس لها أهداف محددة وعلى المدنيين. من جهتها أوردت (جورنال دي نوتيسياس) أنه بحسب عدد من وسائل الاعلام الأمريكية فإن ترامب قرر انسحاب بلاده من اتفاق باريس حول تغير المناخ الذي وقعه سلفه باراك أوباما سنة 2015، مضيفة أنه رغم كون معالم هذا الخروج لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن فوكس نيوز وموقع أكسيوس أكدا اتخاذ ترامب قرار الخروج من هذه المعاهدة. واهتمت الصحف الايطالية بدورها بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ. وكتبت (المساجيرو) أن موقع أكسيوس الإعلامي الأميركي ذكر أن دونالد ترامب على وشك إعلان انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، بعد أن أشار الأربعاء الماضي إلى أنه سيعلن عن قراره "في الأيام المقبلة". وأشارت إلى أن المفوضية الأوروبية اعتبرت أن انسحاب الولاياتالمتحدة سيكون مؤسفا مشددة على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ موقف رائد في هذه الملف، وذلك بتعاون مع شركائه "في إفريقيا وآسيا". من جهتها أوردت (ريبوبليكا) أن الأوروبيين والصينيين سيوقعون غدا الجمعة ببروكسل سلسلة من الخطط المشتركة لدعم اتفاق باريس، وسيدعون قادة العالم للوفاء بالتزاماتهم، مذكرة بأن اتفاقية باريس، التي اعتمدها 200 بلدا خلال المؤتمر 21 للأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تضع الأساس لتحكم في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالحملة الانتخابية البرلمانية في المملكة المتحدة، وموقف الأحزاب من عدد من القضايا التي تهم الناخبين، وهجوم كابول. وعادت (الغارديان) لمناظرة (بي بي سي) التلفزيونية التي جمعت قادة سبعة أحزاب سياسية باستثناء رئيسة الوزراء المحافظة، تيريزا ماي، التي اختارت عدم المشاركة في هذه المناظرة التلفزيونية في وقت زاد فيه تقلص الفجوة بين المحافظين والعمال في استطلاعات الرأي. وأوردت (التايمز) استطلاع معهد يوجوف الذي أعطى تقدما بثلاث نقاط فقط للمحافظين على حزب العمال المعارض الذي حقق أفضل نتيجة في استطلاعات الرأي منذ سنة 2014. وتطرقت (الاندبندنت) للشاحنة المفخخة التي انفجرت في الحي الدبلوماسي بكابول مخلفة مقتل 90 شخصا على الأقل وأزيد من 400 جريح، مشيرة إلى أن الانفجار وقع قرب مدخل محصن إلى السفارة الألمانية على طريق مزدحم، وأن الانفجار كان قويا لدرجة أنه هز جزءا كبيرا من المدينة. وفي فرنسا، تركز اهتمام الصحف برد فعل الأوروبيين على مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاسيما بشأن حلف شمال الأطلسي واتفاق باريس حول المناخ، والانتقادات تجاه ألمانيا. وتسائلت (لوفيغارو) إن كان ترامب يريد فعلا الخروج من اتفاق باريس حول المناخ الذي احتقره، أو هل سينسى الأوروبيين "الشقيق الأمريكي الكبير"، مشيرة إلى أن هذا الأمر يبقى غير مؤكد بين ضفتي الأطلسي، وإن اتسعت الفجوة بينهما بشكل كبير في الأيام القليلة الأخيرة. من جهتها كتبت (ليبيراسيون) أن الجولة الأخيرة للرئيس الأمريكي أظهرت تنقيصه من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وربما من اتفاق المناخ الذي وقعه سلفه السنة الماضية.
