بعد زيارة والدته في سجن العرجات نواحي العاصمة الرباط مرة في الأسبوع، خلال عطلته الصيفية التي يقضيها حاليا بالمغرب قادما من الولاياتالمتحدة، أخذ الطفل صادق العشابي، الابن البكر لسيدة الأعمال المغربية هند العشابي، المعتقلة على خلفية ملف مثير يهم "الخيانة الزوجية" مع زوجها السفير الكويتي، صادق صالح معرفي، (أخذ) المبادرة ليوجه رسالة مباشرة إلى الملك محمد السادس. صادق، ذو 9 سنوات الأخ الأكبر لأختين ذواتي سنة وسنتين من العمر، تحدث في شريط مصور لم يتعد الدقيقتين ونصف الدقيقة، يحمل عنوان "رسالة من طفل يائس إلى صاحب الجلالة ملك المغرب"، بلغة إنجليزية طفولية، مناشدا الملك التدخل من أجل إخراج والدته من السجن، قائلا: "صاحب الجلالة أسمعك صوتي وأناشدك مساعدتي وأن تعيد لنا والدتي". وبث ابن هند العشابي رسائل مؤثرة إلى الملك يحكي من خلالها علاقته بوالدته والمحنة التي تمر منها، وقال: "أنا وأختاي ضائعون من دون أمّي ولا يمكننا فعل أي شيء دونها"، مضيفا في عبارات معبرة أخرى: "علمتنا والدتي الصلاة وأن نكون مواطنين صالحين ومنحتنا تعليما وتربية جيدة (...) نحن فخورون أن نكون مغاربة: أنا وأمي وأختاي وعائلتي"، ليستمر في رسالته المؤثرة بقوله: "شكرا صاحب الجلالة على مساعدتي ومنح العدالة لأمي". واختتم صادق الرسالة المصورة بعبارة: "الحياة لملكي ولبلدي المغرب.. أنا وفيّ لبلدي ووفيّ لملكي"، متابعا: "صاحب الجلالة: أنت مُنقذي الوحيد، وأناشدك مساعدتي"، فيما تشير مصادر مقربة من العائلة الصغيرة لهند العشابي إلى أن الطفل تأثر كثيرا خلال زياراته الأسبوعية التي يتيحها له القانون لرؤية والدته داخل السجن، و"لم يستوعب بالضبط ما وقع لأمه ولمَ هي خلف القضبان وليست معه في البيت"؛ إذ شكلت الواقعة "صدمة بالغة في نفسيته مازالت مستمرة إلى حد الآن". ومنذ 11 شهرا، تقضي هند العشابي عقوبتها الحبسية داخل زنزانتها في سجن العرجات نواحي العاصمة الرباط، بعيدة عن ابنتيها الصغيرتين وابنها البكر، وعن مؤسساتها الاستثمارية الكبيرة في مجال الطيران والإعلام والعقار التي تمتلكها. التهمة هي الخيانة الزوجية والتزوير، والمشتكي ليس سوى السفير الكويتي في فيينا، صادق صالح معرفي. وانطلقت حملة وطنية ودولية للتضامن مع سيدة الأعمال المغربية، المعروفة في أوساط "البزنس" العالمي والعربي، معلنة براءتها وتعرضها لمحاكمة غير عادلة، في قضية سبق لهسبريس إثارة تفاصيلها، وبدت شائكة بالنظر إلى تدخل أكثر من طرف فيها، بما في ذلك السفارة الكويتية في الرباط، وأيضا للسرعة التي تم بها اعتقال هند رفقة زوجها رجل الأعمال المغربي محسن بناني، بعدما أغلقت في وجهها الحدود وتم التحقيق معها ساعات بعد وضعها لمولودتها إثر عملية قيصرية. وبالرغم من أن دفاع هند العشابي ظل متشبثا بالبراءة، فإن مرحلة الاستئناف نطقت باستمرار حبس سيدة الأعمال المغربية مع تخفيض مدة العقوبة من ثلاث سنوات إلى عامين، في حين تم الإفراج عن زوجها بناني وأختها نزهة بعد تخفيض في مدة الحبس إلى سبعة وستة أشهر، على التوالي. وقد غادرا السجن بعدما تجاوزت فترة الاعتقال الاحتياطي في حقهما العقوبة المنطوق بها. وفي 12 يوليوز الماضي، نطقت محكمة الاستئناف بالرباط ببراءة هند من تهمة تتصل ب"استغلال" سيارة فاخرة من طراز "Aston Martin"، تقول السفارة الكويتية بالرباط إنها في ملكيتها، في حين تشير الحقائق إلى أن زوجها الكويتي السابق هو من اقتناها لها خلال إقامتها في فيينا، وهو الملف الذي حكمت ابتدائية الرباط فيه في البداية بالسجن ثمانية أشهر في حق العشابي مع غرامة مالية قدرها مليونا درهم. وحضرت العشابي جلسة النطق ببراءتها في الملف المذكور "وسط أجواء من الفرحة والدموع التي تملكت أعين هند التي شعرت بعدالة قضيتها وببراءتها الكاملة في ملف الخيانة الزوجية التي ترى أن موعد النطق بها يقترب مع اقتراب مرحلة النقض"، تقول مصادر مقربة من السيدة المغربية المالكة لمؤسسات استثمارية كبيرة في مجال الطيران والإعلام والعقار.