على بعد خطوات قليلة من مقر عمالة إقليمالجديدة توجد حديقة كبيرة، بتقاطع شارعي ابن خلدون والقوات المسلحة الملكية، تعيش وضعية لا تقل سوء عن مجموعة من الفضاءات التي من المفترض أن تكون خضراء بعاصمة دكالة؛ فقد تحوّلت الحديقة التي تحمل اسم الملك الراحل الحسن الثاني إلى أطلال، بعد أن زحف الاصفرار على مساحة شاسعة من عشبها. ولم تقتصر مظاهر الخراب على العشب فقط، بل طال الدمارُ السياجَ الحديدي المحيط بالحديقة، فتهشمت أجزاء متفرقة منه، وصار للمرفق أكثر من باب، فيما بقي حوضها على شكل حفرة كبيرة اتخذها المارة مرحاضا مجانيا مفتوحا في وجه الجميع، في الوقت الذي تهشّمت فيه أغلب الكراسي والموائد التي كانت، إلى عهد قريب، مقصد الطلبة الراغبين في مراجعة الدروس والاستعداد للامتحانات الإشهادية. محمد أبو خصيب، أحد الفعاليات الجمعوية بمدينة الجديدة، أشار إلى أن "حديقة الحسن الثاني صارت في الآونة الأخيرة ملجأ للمتسكعين والمنحرفين وقطّاع الطرق، بعدما تخرّب الحوض التي يتوسطها، وتهشّمت الكراسي، ولم يعد لقاصدي الفضاء مكانا للجلوس سوى اللجوء إلى ما تبقى من العشب". وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ما تعيشه حديقة الحسن الثاني ينطبق على أغلب الحدائق بمدينة الجديدة، إن لم نقل جميعها؛ إذ لم يحض ذلك الفضاء الكبير بأي التفاتة رسمية لإعادته إلى ما كان عليه من جمال في السنوات الماضية"، مضيفا أنه "من العيب والعار أن تتحول حديقة تاريخية إلى مكان مثير للاستنكار والتذمر والاشمئزاز". وأكّد أبو خصيب أن "وضعية الحديقة تعطي صورة واضحة عما تعيشه مجموعة من المرافق العمومية بمدينة الجديدة"، مطالبا المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، من خلال هسبريس، بضرورة "التدخل الجدّي والعاجل، من أجل إعادة تأهيل حديقة الحسن الثاني، وإصلاح مرافقها، والرفع من جماليتها ورونقها". في المقابل، قال عبد الرحيم عزمي، نائب رئيس بلدية الجديدة المكلّف بالقسم التقني، إن "المجلس الجماعي وضع برنامجا متكاملا وجاهزا يهمّ جميع الحدائق بالمدينة، بقيمة مالية تبلغ 34 مليون درهم، منها 9 ملايين درهم لحديقة الحسن الثاني التي لا يخفى حالها على أحد"، مضيفا أن "المشاريع ستتم بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط، من أجل تهيئة الحدائق وإجراء صفقة لصيانتها".