تمحورت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم السبت في بلدان اوروبا الغربية حول الوضع في الغوطة الشرقية في سوريا و الحملة الانتخابية في ايطاليا وقمة الاتحاد الاوروبي التي انعقدت أمس ببروكسل وتقديم المخطط الوطني للوقاية من التطرف بفرنسا والتوترات بين بروكسلولندن حول البريكسيت. ففي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بالهجوم الدموي الذي يستهدف الغوطة الشرقية في سوريا إذ كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسيا) أن قوات نظام الأسد مدعومة بالقوات الإيرانية والطيران الروسي كثفت الهجمات التي وصفت بأنها إحدى العمليات العسكرية الأكثر فتكا في الحرب المدنية بسوريا ، بالنظر للعدد المرتفع للضحايا في وقت وجيز . وأضافت أن ارتفاع عدد القتلى يعزى كذلك لكون الغوطة منطقة آهلة بالسكان حيث يقطن حوالي 400 ألف شخص ، مذكرة أن الأمر يتعلق كذلك بآخر منطقة في دمشق تسيطر عليها المعارضة. وأشارت اليومية نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه منذ يوم الأحد الماضي، قتل ما لا يقل عن 462 مدنيا ، من بينهم 99 طفلا ، وأمس الجمعة فقط سقط 32 قتيلا ، منهم ستة أطفال، تحت وابل القنابل. وفي مقال بعنوان "في الغوطة ليس هناك وقت لإحصاء أو دفن الموتى"، كتبت صحيفة (بوبليكو) أنه منذ يوم الأحد الماضي شن النظام السوري هجمات عنيفة ضد القوات المتمردة ، لكن الضحايا الرئيسيين هم المدنيين . وذكرت منظمة اطباء بلا حدود أن أزيد من 500 شخص قتلوا خلال الخمسة أيام الماضية جراء عملية قصف شنها النظام الأسد ، من ضمنهم هؤلاء الضحايا 100 طفل. في إسبانيا، اهتمت الصحف باستطلاع الرأي حول مسلسل استقلال كتالونيا الذي أنجزه مركز دراسات الرأي التابع للحكومة المحلية لإقليم كتالونيا ( خينيراليتات ) والذي نشرت نتائجه أمس الجمعة . واعتبرت صحيفة ( البايس ) أن هذا الاستطلاع أكد أن نظام الحكم الذاتي الحالي الذي تتمتع به جهة كتالونيا هو أفضل نموذج بالنسبة لأغلبية الساكنة بالإقليم ( 3 ر 36 في المائة ) مقابل الرأي الداعي إلى استقلال المنطقة ( 9 ر 32 في المائة ) أو خيار دولة فيدرالية ( 4 ر 19 في المائة ) . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن هذا الاستطلاع كشف أن 9 ر 53 في المائة من المستجوبين أعلنوا معارضتهم لاستقلال إقليم كتالونيا مقابل 8 ر 40 في المائة يؤيدون انفصال المنطقة . وقالت الصحيفة إن هذه هي أسوأ نتيجة في استطلاعات الرأي للداعمين والمؤيدين للاستقلال بانخفاض بلغت نسبته 16 نقطة مقارنة مع خريف 2012 تاريخ بداية مسلسل الانفصال بكتالونيا والذي تم وضع حد له خلال صيف 2017 عبر تفعيل الفصل 155 من الدستور . أما صحيفة ( أ بي سي ) فأكدت من جهتها في مقال عنونته ب " الاستقلال الهارب يستنفذ الكتالانيين " أن فكرة الانفصال لا تزال تفقد الدعم والمساندة كما أن خيار الإعلان أحادي الجانب عن استقلال إقليم كتالونيا لم يعد يتوفر سوى على 19 في المائة من المؤيدين من سكان هذه الجهة حسب العينة التي ارتكز عليها استطلاع الرأي الذي أنجزه مركز دراسات الرأي التابع للحكومة المحلية لإقليم كتالونيا . وبدورها قالت صحيفة ( لاراثون ) في مقال تحت عنوان ( إفلاس وهزيمة الانفصاليين " إن تراجع مؤيدي وداعمي الاستقلال بكتالونيا جاء من أجل معاقبة الوضع السياسي الحالي بالمنطقة الذي يتسم بالانسداد ناهيك عن الدور الذي لعبه تفعيل الفصل 155 من الدستور . وركزت تعاليق وتحليلات الصحف الإيطالية على تواصل المظاهرات وأعمال العنف التي تخيم على الحملة الانتخابية. وفي مقال بعنوان "مظاهرات اليوم في روماوميلانو و باليرمو، الشرطة تتأهب"، كتبت صحيفة (رلايبوبليكا) أن الساحات الإيطالية اليوم في خطر من روما إلى ميلانو وباليرمو مع استمرار المظاهرات المناهضة للفاشية بين منتمين لليسار المتطرف وأعضاء من أحزاب اليمين في مقدمتها 'فورتسا نوفا'. وأضافت أن وزارة الداخلية أصدرت اليوم السبت بيانا يدعو إلى "تهدئة" الحملة الانتخابية لخوض انتخابات 4 مارس ، مشيرة أن 3 آلاف من رجال الأمن وشرطة مكافحة الشغب تمت تعبئتهم في العديد من المدن الإيطالية لمنع وقوع أي انفلات أمني خلال المظاهرات المزمع تنظيمها بعد ظهر اليوم السبت بمشاركة حوالي 4 آلاف و500 شخص. و حسب اليومية فإن جهاز الاستخبارات يراقب عن كثب الشبكات الاجتماعية تحسبا لتحركات محتملة لأولئك الذين ينوون إطلاق العنان للعنف في المناطق الحضرية . و ذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) في مقال بعنوان "مسيرات ومظاهرات محمومة في روما" أن الشرطة الإيطالية عقدت أمس الجمعة اجتماعات لتنفيذ خطة أمنية واسعة النطاق واتخاذ التدابير الوقائية لإبطال أي تحرك مشبوه أو توتر محتمل على هامش مهرجان خطابي لرابطة الشمال. وأشارت إلى أن الشرطة العلمية ستشرع في عمليات المراقبة الدقيقة وجمع المعطيات لتحديد المسؤولين عن أي تحرك غير قانوني . و سجلت أنه على مدى أسابيع، أجرى المحققون أبحاثا على شبكة الإنترنت، حيث يزداد نشاط المحتجين المنتمين لليمين المتطرف واليسار المتطرف من خلال دردشات الحركات السياسية. و ذكرت صحيفة (لاستامبا) أن قوات الأمن التي ستنتشر بكثافة في العاصمة روما ، حيث ستظم مظاهرة لليمين المتطرف، ستسخدام أجهزة الكشف عن الأسلحة و المعادن، كما سيتم استخدام كاميرات لتصوير أي متظاهرين عنيفين على نطاق واسع من مظاهر اليمين المتطرف، واهتمت الصحف الالمانية بقمة الاتحاد الاوروبي التي انعقدت أمس ببروكسل، إذ كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن قادة دول الاتحاد الاوروبي ال 27 ، عدا بريطانيا، اجتمعوا في قمة غير رسمية للاتحاد فى بروكسل ، مشيرة الى ان جدول اعمال الاجتماع يعكس جميع الخلافات الرئيسية في الاتحاد والتي تتعلق بالخصوص بالانتخابات الأوروبية في عام 2019، والاموال التي يجب دفعها في الميزانية و من الذي يتعين عليه دفعها في المستقبل. ونقلت اليومية عن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر قوله "أنا قلق جدا من وجود هذه الفجوة بين الشرق والغرب"، مضيفة ان ميركل انضمت الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلونى لحضور قمة بروكسل، "حيث يرغب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة إظهار شيء واحد: نحن متحدون - ولا نريد على وجه الخصوص أن نفقد إيطاليا التي تواجه انتخابات لا يمكن التنبؤ بنتائجها في غضون أسبوع". من جانبها، أبرزت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيحدث فجوة في ميزانية الاتحاد الأوروبي. ولكن الدول الأعضاء لا تريد أن تدفع اموالا أكثر في ميزانية الاتحاد. وأوضحت اليومية ان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبى افتتحوا نقاشا فى اجتماع بروكسل، والذي يمكن ان يبث الصراع والخلاف فى اوروبا. ويتعلق الأمر بميزانية الاتحاد الأوروبي القادمة للفترة ما بعد عام 2020، عندما لن تصبح بريطانيا عضوا في الاتحاد. وتابعت الجريدة ان هناك فجوة مالية يجب أن يسدها الاتحاد الاوروبي الذي لديه مهاما على سبيل المثال في مجال الدفاع أو سياسة اللاجئين. وأشارت صحيفة "اوسنابروكر تسايتونغ" الى ان قمة الاتحاد الأوروبي كانت مجرد مقدمة: الخلاف حول الميزانية في الاتحاد الأوروبي هو مجرد بداية الآن. ولكن في الوقت الحاضر يمكن للمرء ان يشعر بالاترياح لأنها كانت أكثر سلاما مما كان متوقعا، حسب ما تم تداوله. وحسب اليومية ، فان المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ترغب في الحصول على مزيد من التمويل من الاتحاد الأوروبي للبلدان والمناطق التي استقبلت أعدادا كبيرة من اللاجئين. وهو ما عبرت عنه بوضوح زعيمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في قمة بروكسل. وفي سويسرا، اهتمت الصحف اليومية بالتوترات المتعلقة بالخلافات بين بروكسلولندن حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وعلاقاتهما المستقبلية. وأشارت صحيفة "تريبيون دو جنيف" الى تصريحات رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي اعتبر ان الموقف البريطاني" يقوم على الوهم الخالص ". وذكرت اليومية ان لندن تقول إنها تريد مغادرة السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، وإنهاء حرية التنقل واختصاص المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وتسعى في الوقت نفسه إلى التفاوض حول اتفاق من شأنه أن يخفض بقدر الإمكان التعريفات الجمركية والإجراءات الإدارية. من جانبها، ابرزت صحيفة "فانت كاتر اور" أن بروكسل تصر على أن المبادئ الأساسية لا تزال غير قابلة للتجزئة، ولا سيما حرية التنقل بالنسبة للسلع والخدمات والاشخاص ، مضيفة انه حان الوقت لرئيسة الوزراء تيريزا ماي لتوضيح موقف المملكة المتحدة رسميا. وتساءلت صحيفة "لوتون" عما إذا كانت تيريزا ماي لا تزال مخاطبا ذي مصداقية بالنسبة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ال27 ، مشيرة الى إلى أنه بعد تحذير وزير الخارجية الجديد من "خطر خيانة" الإرادة الشعبية التي تم التعبير عنها في استفتاء عام 2016، تبدو رئيسة الوزراء البريطانية أكثر من أي وقت مضى غير قادرة على بلورة رؤية واضحة للعلاقات مع اعضاء الاتحاد. وفي فرنسا، شكل تقديم الوزير الاول الفرنسي ادوار فيليب امس الجمعة للمخطط الوطني للوقاية من التطرف، والقصف المكثف للطيران السوري لبلدة الغوطة الشرقية ، أهم المواضيع التي تناولتها الصحف. وبخصوص الموضوع الاول، كتبت صحيفة (لوموند) ان المخطط الوطني للوقاية من التطرف، الذي وعد به رئيس الجمهورية في شتنبر 2017 ، جاء متاخرا بعدة اشهر، لكنه اوسع مما كان يتصور في البداية، مشيرة الى ان الامر يتعلق بحجم كبير تريد الحكومة اعطاءه لسياسة الوقاية من هذه الظاهرة. واضافت الصحيفة ان الحكومة ترغب من خلال هذا المخطط القيام بتحديد مبكر لمؤشرات الانحراف الشخصي. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان كلمة التطرف فرضت نفسها لتحديد ارتماء جزء من الشباب في احضان ممارسات متطرفة للاسلام قد تكون عنيفة، مشيرة الى ان الامر يتعلق بمشكل الجذور بالنسبة لعدد كبير من الشباب. وعلقت صحيفة (ليبراسيون) على القصف العنيف للطيران السوري لبلدة الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي ، معتبرة ان بشار الاسد قام بالقليل ضد داعش وبالكثير ضد شعبه. وأضافت الصحيفة ان نظام بشار الاسد تراجع امام العقوبات بعدما تجاوز الخطوط الحمراء باستعمال السلاح الكيماوي سنة 2013 ، مبرزة ان البلدان الديمقراطية ، اضحت اليوم عاجزة امام ابادة السكان الذين دعموا المعارضة.