أمام الخصاص المهول في عدد الأطر الصحية وامتناع عدد من الأطباء من العمل في المناطق القروية النائية، وهجرة بعضهم نحو أوروبا، يتجه المغرب إلى استقطاب أطباء من بلدان أخرى؛ من بينها السينغال والصين، في إطار التعاون الذي يجمع المملكة بهذه الدول على مستوى القطاع الصحي. ومن المرتقب، حسب ما أفادت به مصادر، أن يتوج التعاون المغربي السينغالي والصيني على مستوى القطاع الصحي بالتعاقد مع أطباء من البلدين للعمل بالمراكز الاستشفائية الجامعية وبالمستشفيات العمومية الواقعة بالمناطق القروية لسد الخصاص. المنتظر العلوي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أكد، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "أطباء القطاع العام يعيشون حالة احتقان وضغط كبيرين، في ظل نقص التجهيزات والأطر الطبية، إضافة إلى عدم السماح للأطباء، وخصوصا بالمناطق النائية، باستكمال دراستهم وتحسين مستواهم العلمي لكي لا تشغر مناصبهم، كل هذه الأسباب تدفع في اتجاه هجرة"، يقول المنتظر العلوي. وطالب رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في حديثه، السلطات المعنية بقطاع الصحة بتحسين ظروف عمل الأطباء ورفع تعويضاتهم، بالإضافة إلى "الرفع من مناصب الإقامة والداخلية وتحسين ظروف استقبال المواطن المغربي، وتحسين شروط الأطر الطبية في القطاع العام"، قبل أن يشير بالقول: "بعدما كنا 12 ألف طبيب، لم نعد سوى 8500 طبيب فقط، يفون بحاجيات ما يقارب 80 في المائة من حاجيات 34 مليون مواطن مغربي". "لم نرَ أي تحرك رسمي للتعامل مع أزمة الأطباء، وهذا شيء مؤسف؛ لأنه من حقنا، كما يخول لنا الدستور، أن نطالب بتحسين ظروفنا وأن نخدم المواطن المغربي بكرامة" يقول رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام ، قبل أن يشير إلى أن "جلب أطباء من دول أخرى ليس إلا حل ترقيعي لواقع مزرٍ. ولا أعتقد أن يفضل مثلا طبيب أسيوي العمل بالمغرب في الوقت الذي فتحت فيه فرنسا ودول أوروبية أخرى أبوابها للأطباء"، يؤكد المنتظر العلوي. "تلبية المطالب أو الهجرة؛ لأنه لم يعد هناك أي حافز للبقاء هنا في الوقت الذي تفتح فيه دول أوروبية آفاقا واسعة لمهنة الطب والصيدلة"، يقول المنتظر العلوي الذي قلّل من خطوة المغرب جلب أطباء من الصين والسينغال بالقول "إن اشتغل هؤلاء الأطباء في نفس الظروف التي يشتغل فيها المغاربة سيقصدون المطارات في أول يوم عملهم" على حد تعبير رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام. وكان تقرير أعدّه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يهم واقع الصحة في المغرب لسنة 2016 أكد أن "أكثر من 45 في المائة من الأطباء المغاربة يتمركزون في محور الرباط- الدارالبيضاء، في حين 24 في المائة يعملون في الوسط القروي"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الكثافة الطبية وشبه الطبية متدنية في المغرب. *صحافي متدرب