تضيع، خلال مناسبة عيد الأضحى، على خزينة الدولة ملايين الدراهم، جراء الإهمال الذي تعرفه "بطانات" الأكباش التي تذبح بهذه المناسبة الدينية. حميد بن غريضو، رئيس الجامعة المغربية للصناعات الجلدية، قال إن هذه المناسبة الدينية تعرف ضياع ما يزيد عن 75 مليون درهم في يوم واحد، بسبب الطريقة العشوائية التي يتعامل بها المغاربة مع "البطانة". وشدد بن غريضو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن عدم التعامل بطريقة مهنية وفعالة مع "بطانات" الأكباش التي يتم ذبحها يضيّع أيضا فرص شغل عديدة تصل إلى 2600 يوم من العمل، حسب المتحدث ذاته. ودعا رئيس الجامعة العضو في الاتحاد العام لمقاولات المغرب رؤساء جهات المملكة إلى اعتماد إستراتيجية لحماية الثروة الجلدية من الضياع، بالنظر إلى كون "الجلد المغربي يعتبر من أحسن الجلود في العالم نظرا للتضاريس الجيدة بالمغرب، وكذلك لنوعية العلف والجو الممتاز". ولفت بن غريضو، في التصريح ذاته، إلى أن "الجامعة المغربية للصناعات الجلدية تدعو إلى اعتماد وإنشاء مجازر ميكانيكية في كل أنحاء المغرب، إذ يجب أن يكون بعضها قارا في كل مدينة، وأخرى متنقلة في الأسواق الأسبوعية لحماية الجلد والمستهلك". وأوضح المتحدث نفسه أن مناسبة عيد الأضحى، التي تعرف ذبح أزيد من خمسة ملايين رأس من الغنم والماعز، "تستوجب اعتماد مجازر متنقلة تزور الأحياء، وتتكفل بالذبح مقابل الحصول على البطانيات، تفاديا لإتلافها وضياعها". وأردف رئيس الجامعة أن غالبية المواطنين المغاربة لا يتعاملون بطريقة جيدة مع هذا الجلد، "حيث سرعان ما يقومون برميه دون وضع الملح به؛ وهو ما يجعل هذه الكميات تضيع ولا يمكن الاستفادة منها، بينما تتحول إلى مُكوِّن ملوث". وبخصوص دور الجامعة في صناعة الجلد، أكد عضو الاتحاد العام لمقاولات المغرب أنه يتم الاشتغال حاليا على إطلاق مجموعة أحياء صناعية، حيث أنشئ حي صناعي خاص بالجلد بعين الشكاك على مساحة تناهز 40 هكتارا وسيشغل حوالي 3500 من اليد العاملة، كما يتم العمل حاليا على إنشاء حي صناعي بالدار البيضاء خاص بصناعة الأحذية والملابس الجلدية وسيوفر 4500 فرصة عمل. ويسهم قطاع الجلد بحوالي خمسة ملايير درهم، كما يشغل ما يزيد عن 20 ألف يد عاملة، ناهيك على كون أغلب المنتوجات موجهة نحو التصدير، مع العلم أنه من القطاعات التي تتوفر على السلسلة الكاملة من المواد الخام إلى التصنيع.