في تفاعله مع حملة الترحيل التي شنتها، الجمعة، السلطات المغربية في حق مهاجرين أفارقة، دعا التكتل الحقوقي لطنجة الكبرى الدول الحارسة للحدود، ومن بينها المغرب، إلى فتح الحدود في وجه اللاجئين والمهاجرين وفق مقتضيات القانون الدولي وحل النزاعات المسلحة أو السياسية للحد من تدفق اللاجئين إلى المغرب وإلى مدينة طنجة. وشجب التنظيم الحقوقي ذاته "خطاب الكراهية الموجه إلى إخواننا الأفارقة المقيمين بطنجة ومظاهر التعامل اللاإنساني التي رافقت حملة الترحيل للمهاجرين خلال الأسابيع الفارطة، والتي بلغت ذروتها أمس، إذ تم اقتحام المنازل واقتياد المهاجرين في ظروف غير لائقة، ما جعلهم يرفعون شعارات في مسيرتهم تدعو إلى الحرية والمساواة ونبذ العنصرية و"الحكرة" والتضييق". وطالبَ التكتل السلطات العمومية المغربية بالتنفيذ الفعال للإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، وضمان حصول الأشخاص المهاجرين المقيمين بمدينة طنجة على إقامة تحفظ كرامتهم. وسجّل التكتل الحقوقي تصاعد الأرقام المسجلة للمهاجرين الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية من 14.078 مهاجرا سنة 2016 إلى 28.349 سنة 2017، لتصل سنة 2018 وإلى غاية شهر يونيو 19.997. وخلال شهر يوليوز وغشت سجل التكتل هجرة 750 مهاجرا، 100 منهم خلال يوم العيد، وهي إحصائيات جعلت الدول الحارسة للحدود تعمد إلى سياسات غير إنسانية، من إغلاق الحدود والترحيل القسري للمقيمين بمدينة طنجة. وذكَّرت المنظمة الحقوقية ذاتها المؤسسات والسلطات المغربية المعنية بأن "الهجرة ظاهرة إنسانية طبيعية، إذ تنقل الإنسان دوما باحثا عن العيش الكريم أو هروبا من النزاعات المسلحة أو بسبب انتهاكات حقوق الإنسان"، مبرزة أن "الهجرة حق طبيعي يجب عدم تقييده، وقيمة مضافة لبناء الدول والمجتمعات يجب الاستفادة منها عبر اتفاقيات دولية وسياسات وطنية ضامنة للحق في اللجوء والإقامة". تبعاً لذلك دعا التكتل كل المؤسسات العمومية والمنتخبة إلى تضافر الجهود وتحمل المسؤوليات إزاء حركات نزوح اللاجئين والمهاجرين، والتي يعرفها المغرب عموما ومدينة طنجة على وجه الخصوص، وتقديم كل في إطار اختصاصه ومسؤولياته الدعم والمساندة اللاجئين والمهاجرين مع احترام كرامتهم وإنسانيتهم. وكانت عمليات الترحيل القسري للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين الذين استوطنوا مدن الشمال المطلة على البحر الأبيض المتوسط، خاصة طنجة والناظور؛ إلى جنوب البلاد، قد استأنفت أمس، إذ أظهرت مقاطع "فيديو" نُشرت على "فيسبوك" إقدام المُرحلين على الاحتجاج ضد قرار ترحيلهم من مدينة طنجة. وترحل السلطات هؤلاء المهاجرين إلى مدن في جنوب المغرب، مثل تزنيت وتارودانت؛ وذلك من أجل إبعادهم من العبور إلى سبتة ومليلية.