لليوم الثاني على التوالي، تواصلت بمدينة أوترانتو بإيطاليا النقاشات حول الصحراء المغربية، والتعريف بما تشهده الأقاليم الجنوبية من أوراش مفتوحة ومشاريع تنموية؛ فقد عقدت ندوة بخيمة مغربية أطرها حسن أبو أيوب، سفير المملكة المغربية بروما، بمشاركة صحافيين من ألمع الأسماء بالبلد الأوروبي. وانبرى الدبلوماسي المغربي لتقديم إضاءات تاريخية حول الصحراء، وقام بالإجابة على تساؤلات الصحافيين الحاضرين للندوة التي اختير لها عنوان "معيقات بناء مغرب عربي موحد"، والمنظمة على هامش المهرجان الدولي لصحفيي المتوسط. روبرتو ماستريامي، رئيس تحرير بالقناة التلفزية الإيطالية "RAI"، اعتبر في كلمة له أمام حشد من الصحافيين الايطاليين أن تأسيس اتحاد المغرب العربي حلم، مشددا على أن هناك معيقات في تحقيقه. وذكر المتحدث أن مشكل الصحراء من بين المعيقات المؤثرة، معتبرا أن القضية لا تخص المغرب والجزائر فقط، بل تهم المنتظم الدولي برمته؛ لأنها تشكل تهديدا حقيقيا على الأمن العام. وأضاف: "الأمن والارهاب ومخلفات الربيع العربي وداعش التي تبحث عن موطئ قدم بالمنطقة، من الأسباب التي تجبرنا على أن ندعم المنطقة الوحيدة الآمنة جنوب البحر الأبيض المتوسط لضمان الاستقرار ولاستتباب الأمن". ودعا الصحافي الإيطالي في هذا الإطار إلى إيجاد حل جذري وحقيقي لقضية الصحراء لدرء الأخطار وتفادي تضييع مزيد من الفرص الاقتصادية على أوروبا عموما، وإيطاليا بشكل خاص. واعتبر المتدخل أن المغرب عليه أن يوضح للمنتظم الدولي خطورة الوضع الأمني بالمنطقة في ظل استمرار الواقع الحالي المتردي بليبيا وسوريا ودول أخرى. بدوره، قال "Vincenzo Rutigliano"، صحافي بجريدة "Il Sole 24"، التي تهتم بالشؤون الاقتصادية، إن الاستثمار يبحث عن مناطق آمنة، ولا يمكن أن يغامر بالتموقع في مناطق توتر. وأكد على أن التطور الاقتصادي مرتبط بشكل لصيق بالوضع الأمني، موردا أن المستثمرين يعتبرون المغرب وجهة مفضلة للإيطاليين لتوفره على جميع المقومات، وخصوصا الاستقرار. شيبة مربيه ربو، رئيس مركز الأبحاث التنمية في حقوق الإنسان، قال في مداخلته إن المناطق الجنوبية تتوفر على حدود مستقرة ومؤمّنة من طرف حرس الحدود المنتشر على طول الساحل الجنوبي للمملكة. وأشار إلى أن الحلقة الأضعف بالنسبة لحوض الأبيض البحر المتوسط هي المنطقة المغاربية التي تعاني من الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، وتعرف اختلالات عدة ترتبط أساسا بعدم توفر نظرة تنموية مندمجة بين هذه الدول. وتطرق المتحدث إلى مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد لقضية الصحراء، مستعرضا أن المشروع تم استنباطه من تجارب دولية عدة ناجحة أثبتت نجاعتها، مؤكدا أن المبادرة تحظى بموافقة جميع سكان الصحراء. وذكر مربيه أن الأقاليم الجنوبية تستفيد حاليا من النموذج التنموي الذي تتجاوز ميزانيته 77 مليون يورو، والذي من شأنه الرفع من مستوى البنيات التحتية وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية وتوفير فرص الشغل للشباب.