قتل الجيش الإسرائيلي 39 فلسطينيا بينهم طفلان في هجمات جديدة على مدينة غزة وأجزاء أخرى من القطاع منذ فجر السبت، في وقت كشفت بيانات مستقلة أن الغالبية الساحقة من ضحايا الهجمات الإسرائيلية منذ مارس الماضي كانوا من المدنيين. وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل ومراكز إيواء وخيام نزوح في أحياء التفاح والصبرة وحي الشيخ رضوان ومحيط ملعب اليرموك، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. كما فجّر الجيش مبانٍ سكنية باستخدام عربات مفخخة مسيّرة في الأحياء الشمالية، فيما ألقى منشورات ورقية فوق مخيم الشاطئ تأمر السكان بإخلاء المدينة والتوجه جنوبا.
وبحسب منظمة "أكليد" المستقلة، فإن 15 من كل 16 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة منذ مارس الماضي كانوا مدنيين. وأفادت "الغارديان" البريطانية نقلا عن بيانات المنظمة أن إسرائيل نفذت أكثر من 3500 غارة جوية خلال الأشهر الستة الماضية، أوقعت ما يزيد على 9500 قتيل، معظمهم من المدنيين، إلى جانب اغتيال نحو 40 عنصرا وقائدا من حركة "حماس". وأشارت الصحيفة إلى أن معدل وفيات المدنيين منذ استئناف الهجمات في 18 مارس "غير مسبوق" منذ اندلاع الصراع، محذّرة من أن هذا قد يزيد الضغوط الدولية على إسرائيل مع استمرار عمليتها العسكرية. ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الضحايا منذ ذلك التاريخ 12 ألفا و622 شهيدا ونحو 54 ألف جريح. وتزامن التصعيد الأخير مع تدمير واسع للبنية التحتية في مدينة غزة. فقد دمّر الجيش الإسرائيلي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، أكثر من 3600 بناية وبرج وما يقارب 13 ألف خيمة للنازحين بين 11 أغسطس و13 سبتمبر الجاري. وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 هجماتها على غزة بدعم أمريكي، في عملية وصفتها منظمات حقوقية ودولية بأنها "إبادة جماعية"، أسفرت عن مقتل 65 ألفا و174 فلسطينيا وإصابة أكثر من 166 ألفا، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وفاة 440 شخصا جراء المجاعة بينهم 148 طفلا. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت في 8 غشت خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال القطاع تدريجيا، بدءا بمدينة غزة التي يقطنها نحو مليون نسمة، حيث ينفذ الجيش منذ أسابيع هجوما واسعا يشمل عمليات برية في محاور متعددة وتدمير أبراج ومنازل ومستشفيات.