بصم فريق طبي في مستشفى الولادة الجامعي السويسي في الرباط بصْمة من ذهب بعد إجرائه عملية جراحية جدّ نادرة لحبلى كانت تعاني من فتْق بالغشاء الأمنيوسي "Amniocele"، بجدار الرحم، والمجاور للكبد والأوردة الدموية. الفريق الطبي الذي أجرى العملية الجراحية المعقدة، أول أمس الخميس، تحت إشراف البروفيسور عبد الرزاق بيدادة، رئيس مصلحة جراحة النساء والجراحة بالمنظار بمستشفى الولادة الجامعي السويسي، تمكن من استئصال جنين في الأسبوع الثلاثين، أي قبل خمسة أسابيع من ولادته الطبيعية، ويوجد حاليا في صحة جيدة. وخضعت المرأة الحامل، قبل أنْ تُجرى لها العملية الجراحية الدقيقة، لمراقبة صارمة جدا "Surveillance armée" على مدى حوالي شهرين، وتخضع حاليا، بعد إجراء العملية الجراحية لمراقبة صارمة على مدار الساعة، حيث وُضعت رهن إشارتها وسائل الاتصال بالطاقم الطبي المشرف عليها في أي لحظة. البروفيسور عبد الرزاق بيدادة، في تصريح لهسبريس، قال إنّ العملية الجراحية هي الأولى من نوعها في المغرب، ولم يُسجّل مثيل لها سوى 27 مرة عبر العالم، مشيرا إلى أنّ العملية الجراحية التي استغرقت زهاء ثلاث ساعات كانت صعبة إلى حد ما، نظرا لكون الفتق كان مجاورا للكبد، وكان ملتصقا ببعض الأغشية. وأوضح البروفيسور بيدادة أنّ خطورة فتق الغشاء الأمنيوسي تتمثل في أنّه إذا توسّع بشكل مفاجئ يُمكن أن يؤدي إلى وفاة الحبلى في بضع دقائق، مشيرا إلى أنَّ فتق المرأة التي أشرف على إجراء العملية الجراحية لها بدأ يتوسع وخرج منه جزء من الأطراف العلوية للجنين. وأضاف المتحدث ذاته: "العملية الجراحية النادرة، التي أجريت داخل مصلحة جراحة النساء والجراحة بالمنظار بمستشفى الولادة الجامعي السويسي في الرباط، تمثل بالنسبة إلينا، كطاقم طبي وكإدارة للمستشفى، مفخرة كبرى". وإذا كان الطاقم الطبي وشبه الطبي بمستشفى الولادة الجامعي السويسي بالرباط قد بصَم على إجراء عملية جراحية نادرة، فإنّ هذا الطاقم يعاني كثيرا؛ فإذا كانت إدارة المستشفى قد وفّرت الوسائل اللوجستية الكافية، فإنّ المستشفى يعاني من نقص كبير على مستوى الموارد البشرية، على الرغم من أنه تُجرى داخله آلاف العمليات الجراحية سنويا. وحسب الأرقام التي قدمها لنا البروفيسور بيدادة، فإنّ عدد الولادات بهذه المؤسسة الصحية يتراوح ما بين 18 و19 ألف حالة ولادة طبيعية، أي بمعدّل 60 إلى 70 عملية في اليوم، فصلا عن العمليات القيصرية التي يتراوح عددها ما بين 6 إلى 7 آلاف عملية في السنة. "خلال الثمان والأربعين ساعة الماضية لم يَغمض لي جُفن، نظرا للمجهود الذي تطلبه إجراء العملية الجراحية للمرأة الحامل، والمراقبة الصارمة لها"، يقول البروفيسور بيدادا، مشيرا إلى أن قلة عدد أفراد الطاقم الطبي وشبه الطبي داخل المؤسسة يجعل الطاقم الحالي يشتغل تحت ضغط كبير. وأردف المتحدث ذاته، في التصريح الذي أدلى به لجريدة هسبريس، ملخصا الضغط الذي يشتغل فيه رفقة زملائه: "حين أذهب إلى كلية الطب حيث أدرّس، أشعر وكأنني في نُزهة".