عبر نشطاء جمعويون وسكان بالمجمعات السكنية بمنطقة دار بوعزة عن امتعاضهم من شروع "جهات معروفة" في تجفيف منابع مياه طبيعية وبحيرة "المسروبية" التي تمتد مياهها الطبيعية على مساحة تزيد عن 26 هكتارا. تراجع مياه "ضاية دار بوعزة" وقالت ليلى الزايري، الناشطة الجمعوية المهتمة بالعمل التطوعي في مجال البيئي بمنطقة دار بوعزة، إن السكان تفاجؤوا خلال الأسبوع الماضي بتراجع مستوى مياه "ضاية المسروبية" بمستويات غير مسبوقة، رغم الفصل الماطر والتساقطات المهمة التي عرفها المغرب بشكل عام ومنطقة دار بوعزة بشكل خاص. وأوضحت الزايري، التي تنشط في مجال حماية المجال الطبيعي لمنطقة دار بوعزة، أن "ضاية المسروبية" تعتبر آخر بحيرة طبيعية من هذا الحجم في الشريط الساحلي الرابط بين الدارالبيضاء والواليدية، وينبغي على الجميع حمايتها وليس طمس معالمها كما يحدث اليوم. وأضافت ليلى الزايري في تصريح لهسبريس: "هذه البحيرة تضم أزيد من 68 نوعا من الأنواع النادرة من الطيور المهاجرة، وتعتبر من الثروة اللامادية للمغرب، وهي الآن تتعرض للتجفيف، ما يهدد كافة الطيور والأسماك بالنفوق"، وزادت: "يتوجب على جميع المسؤولين التدخل لإنقاذ هذه الثروة الوطنية من الاندثار". قصة تجفيف البحيرة من جهته أكد "كريم.ن"، الذي يقطن على بعد 200 متر من بحيرة "المسروبية"، أن "الجميع أصبح يعرف الجهة التي تقف وراء عملية التجفيف الممنهجة لبحيرة المسروبية، ما يحتاج إلى تدخل المسؤولين بشكل عاجل". وكشفت المعطيات الميدانية التي استقتها هسبريس، من مصادرها الخاصة، وأكدها ممثلو السلطات المحلية، تورط رجل أعمال نافذ بالمنطقة في عملية تجفيف هذه البحيرة، التي توجد في طور التحفيظ، رغم المنع القانوني لتسجيل الأملاك المائية ضمن الممتلكات الخاصة للأفراد. وقال مصدر بالمكان، في تصريح أدلى به لهسبريس أمام ممثل السلطة المحلية لمنطقة دار بوعزة، إن الحارس الذي يعمل لحساب رجل الأعمال هو الذي أشرف على عملية إقامة سدين ترابيين ضخمين، باستخدام جرافة عملاقة، لمنع مرور مياه "عين المسروبية 2" في اتجاه "ضاية دار بوعزة"، ما سرع من وتيرة جفافها رغم تهاطل الأمطار. وتركت الجرافة العملاقة أثار أشغال إنشاء الحواجز الترابية وإنشاء قناة لتغيير وجهة مياه "عين المسروبية"، قصد منع مرورها نحو البحيرة العملاقة، وفسح المجال أمام تجفيفها قبل الشروع في أشغال التحديد. الحماية رفضت تحفيظ البحيرة وكشفت وثائق رسمية صادرة عن المحافظة العامة إقدام مجموعة من المنعشين العقاريين والوسطاء في مجال بيع الأراضي المعدة للبناء في منطقة النواصر بمدينة الدارالبيضاء على الشروع في مسطرة تحفيظ "ضاية مسروبية دار بوعزة" تحت اسم "هيلة"، بناء على عقد عدلي بشراء مطلب عقاري تأسس على عقد عدلي بالحيازة والتصرف في هذه البحيرة، التي رفضت السلطات الفرنسية في عشرينيات القرن الماضي تحفيظها لفائدة شخصية نافذة آنذاك يدعى "الرداد". وفي وقت حرصت سلطات الحماية الفرنسية على رفض تحفيظ هذه البحيرة، وألحقتها بأملاك مديرية التجهيز في 1926 ميلادية، جاءت المحافظة العقارية لمنطقة النواصر اليوم لتشرف بنفسها على فتح مطلب لتحفيظ "ضاية دار بوعزة"، وهي عبارة عن بحيرة مائية تضم عيونا طبيعية وأعشابا مائية وطيورا مهاجرة، بمساحة تزيد عن 18 هكتارا، تحت رقم 5425\63 بمحافظة النواصر.