يحكى أنه في عصر ما وزمن ما، كانت مجموعة من "لعشابة" تجتمع في "موسم" كل 5 سنوات،وذلك لصالح قرية كبيرة يعيش بها الكثير من السكان،فيبيعون لهم أدويتهم التقليدية،والتي منها يقتات هؤلاء "لعشابة" ويستمرون في الحياة.. "لموسم" الذي يجتمع فيه هؤلاء "لعشابة" كان يدوم حوالي 13 يوما،وفيه يجمعون الناس حولهم لكي يقنعوهم بشراء هذه الأدوية التقليدية،غير أنه لكل منهم كانت لديه أعشاب هو الوحيد الذي يتخصص بها: واحد يقول أن أعشابه تجلب الكرامة وبشكل فوري،وآخر يقول أن أعشابه تؤدي بمشتريها إلى دخول الجنة،وواحد آخر يقول أن أعشابه من أصل شريف وتعود إلى ماضي التحرير من الغزاة،بينما كان يقول واحد آخر أن أعشابه استقدمت من روسيا وهي بالتالي أعشاب نادرة.. هذا التباين في نوع الأعشاب كان يرافقه تباين آخر في حجم الخيام التي يبيع فيها كل "عشاب " بضاعته: فهناك من يمتلك خيمة كبيرة بها الكثير من المرافق،وهناك من كانت خيمته تعج بالحسناوات ،وهناك من اختار أن يتحالف مع بعض أصدقاءه فكونوا خيمة كبيرة من 8 خيام اجتمعوا داخلها،وهناك من كانت لديه خيمة صغيرة لا يراها الزائر إلا بصعوبة.. المنافسة كانت تشتد بينهم يوما بعد يوم،خاصة وأن زوار "لموسم" لذلك العام لم يكونوا بذلك العدد المنتظر،فاستعمل كل منهم كل الطرق التي تؤدي به إلى الزيادة من عدد المشترين،إلى درجة أن بعض "لعشابة" كان يعرض بضاعته بالمجان،بل وأكثر من ذلك،كان هناك من يقدمها بالمجان ويرفق معها الكثير من الهدايا.. انتهى "لموسم"،فكان لا بد من اختيار "العشاب" الذي كان له الحظ الأكبر في عدد المشترين،والجائزة أنه سيكون هو حلقة الوصل بين الزبائن وبين إله القرية الذي يقدسه الجميع،فإن أراد أي زبون أن يتضرع إلى الإله لكي يحقق له أمنية ما،فيجب عليه أن يمر بالأساس عبر "العشاب" الفائز.. وهذا ما كان..تم الإعلان عن اسم "العشاب" الفائز..لتنطلق الأفراح.. غير أن المشكل كان في تلك الأدوية التي اشتراها الناس من عنده..فقد كانت أدوية مغشوشة لا تحقق أي شيء مما قال "العشاب" الفائز..فاحتج الزبناء..وقرروا أن يتظاهروا ضد ذلك "العشاب" وباقي أصدقاءه..على اعتبار أن حتى من اشترى من الآخرين..لم يجد شيئا مما تم وعده به.. سمع الإله بالأمر..فاستشاط غضبا..لأنه كان يخاف أن يعرف الناس الحقيقة..حقيقة أن تلك الأعشاب مزيفة وأنه وحده من يملك الأعشاب الحقيقية التي يتمناها الناس..فاستدعى جميع "لعشابة" على عجل..وقدم لكل واحد منهم ورقة صغيرة من الأعشاب الحقيقية كي يصدقه الناس في "لموسم" القادم..وهددهم إن هم قالوا الحقيقة..أن يمنع جميع الامتيازات التي يقدمها لهم.. بعد ذلك..دقت الطبول إيذانا بموعد كلمة الإله والتي يجب على كل سكان القرية سماعها..اجتمع الجميع..ليعدهم الإله بأن "لموسم" المقبل سيكون أكثر جدية من سابقيه.. الأغلبية صدقت الأمر..لكن بعض الناس علموا بالحقيقة..فقرروا أن لا يقتربوا من ذلك "لموسم" ثانية.. لكن قرار هؤلاء لم يحدث فرقا..فقد عاد "لموسم" بعد 5 سنوات..وعادت معه نفس التفاصيل.. http://www.azzami.com http://www.facebook.com/ismailoazzam