أطلقت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، عبر مؤسسة التنمية المستدامة، مبادرة مؤسسة الأطلس الكبير لتشجيع الزراعة المستدامة للأشجار المثمرة الجبلية. وقالت المجموعة البنكية، في بلاغ صحافي، إن المبادرة تهدف إلى مواكبة صغار الفلاحين في المناطق الجبلية ومصاحبتهم في قيادة مشاريع الزراعة البيولوجية للأشجار المثمرة ذات القيمة المضافة العالية، كاللوز والجوز، ابتداء من عملية الغرس إلى غاية تثمين المنتوج والمشتقات، مروراً بإجراءات المصادقة والحصول على شهادة المنتوج البيولوجي. وتتوخى هذه المبادرة تمكين سكان جماعة توبقال، الواقعة في إقليمتارودانت على السفوح الجنوبية لسلسلة جبال الأطلس الكبير، من مصدر مستدام للدخل مع المساهمة في إعادة إحياء الغطاء النباتي للمنطقة والحد من تآكل التربة. وأشارت المجموعة إلى أن "هذه المنطقة الضعيفة والمعزولة تُعاني من الهشاشة على مستوى منظوماتها البيئية ومواردها الطبيعية، والتي تتجلى بشكل خاص في عدم انتظام توفر الماء بسبب تغير المناخ، والذي فاقمته الممارسات التقليدية للسقي". وحسب القرض الفلاحي، فإن هذه العوامل تحدّ من حجم البساتين وإنتاج الثمار، كما تعيق إنتاجها؛ وهو ما يعيق نمو الثمار ويحد من الإنتاج، ويجعل الفلاحين يرتدون إلى ممارسة الرعي بشكل مكثف، وبالتالي إلى إلحاق أضرار بليغة بالغطاء النباتي والتربة. المبادرة الجديدة للمجموعة، التي جرى إطلاقها عبر مشروع مشترك مع برنامج التمويلات الصغيرة جدا للصندوق العالمي للبيئة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، هدفها استصلاح وحماية المدرجات الزراعية وإنتاج أغراس الأشجار المثمرة الضرورية لتثبيت هذه المدرجات وتثمينها. وتتكفل مؤسسة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب باقتناء وزرع الأغراس البيولوجية للأشجار المثمرة لفائدة صغار الفلاحين، وتكوينهم في مجال تلقيم الأشجار، وخصائص الصيانة بطريقة "بيو"، وجني الثمار ومناولتها بطريقة "بيو" إلى غاية تسويقها. وستتولى مؤسسة القرض الفلاحي تمويل إجراءات التصديق والحصول على شهادات "بيو" لصالح هذه البساتين الصغيرة، بواسطة الشواهد الجماعية وأيضاً إنتاج المواد البيداغوجية التي تمكن من مضاعفة المبادرات الزراعية البيولوجية للأشجار المثمرة الجبلية في مناطق أخرى من المغرب. وتراهن المؤسسة على غرس نحو 20 ألف شجرة من أشجار اللوز والجوز لفائدة 400 فلاح في جماعة توبقال مع نهاية الموسم الفلاحي المقبل 2019-2020، إضافة إلى إعداد بساتين 350 مزارعا آخر من صغار الفلاحين بالمنطقة، للحصول على شهادة "بيو"، انطلاقاً من الغرس.