الأساتذة المتعاقدون يتجهون لخوض "إنزال وطني" جديد بالعاصمة

يبدو أن التوتر القائم بين الأساتذة المتعاقدين ووزارة التربية الوطنية، يتجه نحو مزيد من التصعيد؛ فبعد التصريحات التي أكد فيها الوزير سعيد أمزازي استحالة الاستجابة لمطلب الأساتذة بإدماجهم في الوظيفة العمومية، ردّت التنسيقية الممثلة لهم بالدعوة إلى إنزال وطني بالعاصمة الرباط لمدة ثلاثة أيام.
وتستعد "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" إلى تكرار تجربة الإنزال الوطني الذي خاضه الأساتذة بالعاصمة قبل ثلاثة أسابيع، وانتهى بإصابات كثيرة في صفوف الأساتذة بعد تدخل قوات الأمن، حيث دعا مجلسها الوطني إلى إنزال وطني جديد من 22 إلى 25 أبريل الجاري.
وقالت التنسيقية ذاتها، في البيان الختامي لمجلسها الوطني الذي التأم على مدى ثلاثة أيام واختتم أمس الخميس، إن الإنزال الوطني الجديد الذي سيخوضه الأساتذة ستتخلله مسيرات واعتصامات ووقفات وقابل للتمديد؛ وهو ما يعني أن الإضراب الذي يخوضه الأساتذة منذ سبعة أسابيع قابل بدوره للتمديد، بعد أن مُدد إلى غاية 25 أبريل الجاري.
وفي الوقت الذي كانت فيه وزارة التربية الوطنية تطمح إلى امتصاص غضب الأساتذة المتعاقدين، عبر إلغاء نظام التعاقد وتعويضه بالتوظيف الجهوي العمومي، قالت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد إنها ترفض هذا النوع من التوظيف، مبدية تمسكها بإدماج جميع الأساتذة في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية.
ويبدو أن "تهديد" الحكومة بعزل منسقي التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، بداعي تحريضهم لباقي الأساتذة على الاحتجاج، لم يثن الأساتذة المتعاقدين عن مواصلة أشكالهم الاحتجاجية، إذ قالت التنسيقية إنها "ستستمر في النضال إلى حين إسقاط نظام التقاعد وإدماج الأساتذة في النظام الأساسي لأساتذة وزارة التربية الوطنية"، ملوحة ب"الدخول في أشكال نضالية غير مسبوقة في الأيام المقبلة".
وبخصوص تأثير الإضراب على السير العادي للدراسة وعلى التحصيل الدراسي للتلاميذ، قالت التنسيقية المذكورة إن "الأساتذة مستعدون لتعويض الحصص الدراسية الفائتة لجميع التلاميذ، حين يحل الملف نهائيا بكل الوسائل وإن اقتضى الأمر العمل خارج المؤسسات التعليمية وفي أيام العطل والعطلة الصيفية".
وبإعلان الأساتذة المتعاقدين خوض إنزال وطني جديد بالعاصمة، يتوقع أن يرتفع الاحتقان الذي يسود قطاع التعليم، حيث سيتزامن الإنزال الوطني للأساتذة المتعاقدين، مع الإضراب عن العمل الذي يعتزم الأساتذة موظفو وزارة التربية الوطنية حاملو الشواهد وأساتذة "الزنزانة 9" خوضه من 22 إلى 25 أبريل الجاري.