تضررت مجموعة من المحاور الطرقية بإقليم ميدلت بفعل التساقطات المطرية الناتجة عن العواصف الرعدية التي اجتاحت جل مناطق الأطلسين الكبير والمتوسط منذ بداية الأسبوع، منها الطريق الرابطة بين الجماعتين الترابيتين تونفيت وسيدي يحيى أويوسف بالإقليم نفسه، ما خلف استياء في صفوف الساكنة ونشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". الفاعل الجمعوي حسن العكيوي قال متحدثا عن الموضوع إن الأمر يتعلق بالطريق الإقليمية 7318 الرابطة بين تونفيت وأغبالة، التي تمر بمحاذاة جل الدواوير المشكلة لجماعة سيدي يحيى أويوسف، وظلت على هذه الحالة الكارثية لأزيد من عشر سنوات. وتابع العكيوي في تصريح لهسبريس بأن "من بين النقاط السوداء في هذه الطريق قنطرة الزاوية التي تشكل تهديدا حقيقيا للمستعملين؛ فقد تم ترقيعها بالأخشاب والحجارة والتربة، وهي قابلة للانهيار في أي وقت"، وزاد: "الرئيس يقول إن الجماعة ليس بمقدورها بناء هذه القنطرة، نظرا إلى العجز المالي الذي ورثه عن سلفه، وبالتالي فوزارة التجهيز هي التي يتوجب عليها تمويل إعادة تشييدها". وزاد الناشط الحقوقي أن "هناك أنباء تتحدث عن رصد المجلس الجهوي ووزارة التجهيز لغلاف مالي مهم لتعبيد جزء من هذه الطريق، يتجاوز ثلاثة ملايير سنتيم، انطلاقا من تونفيت وانتهاء بدوار الزاوية". وحول مطالب الساكنة، قال العكيوي إنها "تطالب بتعبيد هذه الطريق الإستراتيجية على طول المسار الرابط بين تونفيت وأغبالة، فهي المنفذ الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي؛ كما أنها ستساهم بشكل كبير في ازدهار المنطقة في الجانب السياحي والاقتصادي، خاصة أن الأهالي بدؤوا في غرس الأشجار المثمرة ويريدون تسويق ثمارها؛ علاوة على أنها طريق تربط بين إقليمين وجهتين: إقليم ميدلت وإقليمبني ملال، وجهة درعة تافيلالت وجهة بني ملالخنيفرة". من جهته، قال إبراهيم صابير، أحد أبناء ساكنة سيدي يحي أويوسف، إن "الطريق تصبح بعد كل فيضان كارثية بامتياز؛ فبعد كل قطرة مطر تكون ساكنة المنطقة مهددة بالعزلة التامة عن العالم الخارجي، لأن معظم الشعاب والوديان تصب في اتجاه الطريق"، مردفا: "ما عايشناه في الأسبوع المنصرم لا يبشر بالخير، إذ إن أغلب القناطر غمرتها السيول والأوحال، ما استنكرته ساكنة المنطقة بعد أن حاصرت المياه بعض مستعملي الطريق لما يزيد عن أربع ساعات قبل يومين". واستطرد صابير في تصريح خص به هسبريس: "إن السبب الوحيد والأوحد في ارتفاع منسوب المياه في الآونة الأخيرة هو النهب المستمر لأشجار الأرز والصنوبر، التي تعد من بين أهم الأشجار المعمرة للغابة، والتي كان لها الدور الكبير في الحفاظ على التوازنات البيئية بالمنطقة. ولكي نتفادى هذه الأوضاع الكارثية يجب الحفاظ أولا على هذا الموروث الغابوي، وإعادة غرس الأشجار بشتى أنواعها. وكذلك نرجو التدخل الاستعجالي للمجلس الجماعي ووزارة التجهيز واللوجستيك لإعادة ترميم الطريق، وبناء القناطر، للتخفيف من معاناة الساكنة". كل هذه النداءات وجهتها الجريدة إلى علي أوعدي، بصفته رئيس الجماعة الترابية سيدي يحيى أويوسف، فأكد أن "الطريق مثار الجدل والغضب سبق أن جُهزت بسبعة مليارات ونصف، غير أن الأشغال كانت ناقصة وشابتها عيوب، وهو ما أوصل إلى هذه النتيجة اليوم؛ كما أن طبيعة المنطقة الجبلية وتضاريسها ساهمت في أن تغمر الأوحال الطريق مع كل تساقط للأمطار". وأورد رئيس الجماعة، في تصريح لهسبريس، أن "الجماعة لا قدرة لها على مواكبة كل ما تتعرض له الطريق من انجرافات للتربة"، مردفا: "تساقطات الثلوج تجب على الجماعة إزاحتها، وإن تهاطلت الأمطار تجب عليها إزالة الأوحال والأتربة والأحجار، وهي تبذل قصارى جهدها كلما انقطعت الطريق بإمكانياتها المحدودة، إلا أن المسؤولية الأولى تتحملها وزارة التجهيز. والجهة كذلك يجب أن تقوم بواجبها على أكمل وجه". وعن سؤال لهسبريس حول مصير عائدات شجرة الأرز، أجاب أوعدي: "إن هذا الموضوع ذو شجون ويحتاج ندوة صحافية للإحاطة بجميع جوانبه ونفض الغبار عنه، إذ كانت الجماعة في السابق تُدخل مليارات مصيرها مجهول وملغوم.. حينها كان على الساكنة أن تطالب بإنجاز المشاريع وتجويد أشغال البنية التحتية، أما اليوم فلم تعد الغابة كما كانت لأنها اجتُثت، وكل ما تتوفر عليه الجماعة من مداخيل تخصصه للقيام بالدراسات على أمل أن تحظى بمشروع وحيد بعد دق مختلف الأبواب في العمالة والجهة...". وزاد المتحدث ذاته: "مندوبية المياه والغابات هي المسؤولة عن المشكل الذي تعاني منه جماعات بالإقليم، لأن البرنامج المخصص للصفقات مع الجماعات لا يطبقه رجال المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، نظرا إلى وجود تحايل يحول دون استفادة الجماعة من عائدات الأرز. تعبنا من الصراخ في الاجتماعات لكن لا حياة لمن تنادي.. دوراتنا مفتوحة والجماعة مفتوحة كذلك، فمرحبا بالمجتمع المدني ومرحبا بالصحافة لنسلط الضوء على ميزانية الجماعة بكل مسؤولية".