تنهمك نساء دوار آيت الرامي وعين اللوز بجماعة سرغينة بإقليم بولمان هذه الأيام في زراعة وسقي بصيلات الزعفران الحر، التي تم جلبها من منطقة تالوين، في تجربة هي الأولى بالمنطقة لزراعة "الذهب الأحمر"، وهن يتطلعن لقطف الزهرة البنفسجية لأول مرة في حياتهن، تواقات إلى أن تنتشلهن هذه الزراعة البديلة من الفقر والتهميش. وتأتي هذه التجربة غير المسبوقة بجماعة سرغينة في زراعة الزعفران الحر، الذي تعد زهرته الأغلى سعرا في العالم، بعد أن تكللت الدراسات التي أجراها فريق بحثي تابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بنقل زراعة الزعفران إلى جماعة سرغينة؛ وذلك بعد سلسلة من الأبحاث والتجارب الميدانية التي خاضها الفريق، منذ سنة 2012، داخل مشتل تجريبي بالمكان. ويدخل مشروع زراعة الزعفران بجماعة سرغينة، والذي يستهدف في مرحلته الأولى 5 هكتارات، في إطار تنمية الإنتاج البيولوجي للنباتات العطرية والطبية بإقليم بولمان من طرف مخطط المغرب الأخضر في شقه المتعلق بالفلاحة التضامنية. ورصدت لهذا المشروع، الذي يتم إنجازه بشراكة مع جمعية إقويرن النسائية للتنمية القروية، اعتمادات مالية تناهز مليارا و200 مليون سنتيم. ووفقا لما أكدته خديجة الليموني، رئيسة جمعية إقويرن النسوية للتنمية القروية، فإن هذا المشروع يروم، إلى جانب إدخال الزعفران كزراعة بديلة إلى إقليم بولمان، زراعة أصناف أخرى من النباتات الطبية والعطرية، منها السالمية واللويزة والخزامى والورد والنعناع العبدي؛ وذلك على مساحة إجمالية تناهز 90 هكتارا، ستخصص منها 22 هكتارا لزراعة الزعفران. وأوضحت الليموني، في تصريح أدلت به لهسبريس، أن هذا المشروع سيساهم في خلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة النساء القرويات اللواتي يوجدن في وضعية هشة؛ "اعتبارا لكون زراعة الزعفران تتطلب بالأساس استغلاليات صغيرة ويد عاملة كثيرة"، مبرزة أن هذا المشروع استهدف مع انطلاقته 31 مستفيدة بجماعة سرغينة؛ وذلك في أفق توسيعه ليشمل 50 مستفيدة أخرى، من بينهن قرويات بأربع جماعات مجاورة، وهي كيكو وأنجيل وسكورة وألميس مرموشة. وأشارت الناشطة الجمعوية ذاتها إلى أن هذا المشروع يتوخى، أيضا، المساهمة في المحافظة على ما تزخر به المنطقة من ثروة متنوعة من الأعشاب الطبية والعطرية؛ وذلك "حتى لا يبقى استغلالها يتم بشكل عشوائي، إذ سيتم إحداث مشتل خاص بأصناف الأعشاب الطبية والعطرية التي توجد في طور الانقراض بغية إعادة تكاثرها وإحيائها بالمنطقة، ومن بينها أعشاب نادرة بالمغرب والعالم". وأضافت متحدثة هسبريس: "هو مشروع نسوي بالكامل، ونحن نراهن على الزعفران وأصناف أخرى من الأعشاب الطبية والعطرية لتشكل زراعات بديلة بجماعة سرغينة والجماعات المجاورة، وأن تكون مصدر دخل قار للمرأة القروية المحلية، إضافة إلى المساهمة في عقلنة استغلال الأعشاب بطريقة صحيحة حتى لا تنقرض، وأسسنا لهذا الغرض من داخل الجمعية تعاونية نساء سرغينة للأعشاب الطبية والعطرية والزعفران الحر". هذا وأكدت الليموني أن جمعية إقويرن النسائية للتنمية القروية تتطلع إلى أن تشكل زراعة الزعفران ومشروع الإنتاج البيولوجي للنباتات العطرية والطبية ككل، والذي يتم إنجازه بتأطير من مصالح المديرية الإقليمية للفلاحة ببولمان، قاطرة للتنمية بجماعة سرغينة، وعلى صعيد إقليم بولمان عامة.