اكتشف تلاميذ مغاربة، الأربعاء، معرض "كنوز الإسلام في إفريقيا من تومبوكتو إلى زنجبار"، في زيارة تربوية مؤطَّرَة لمؤسّستَين تعليميّتين بالرباط، نظّمَتها مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتّعاون الثقافي، "وعيا بأهمية النهوض بالحِس الفني والمَعرفي للتلاميذ، واطلاعهم على عظمة الفن الإسلامي وطرق انتشاره". وتجوَّل تلاميذ إعداديّتَي "أبي هريرة" و"الجولان" بمعرض "كنوز الإسلام في إفريقيا"، بفضاءاته الثّلاث: متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصِر، ورواقَي باب الرواح، والباب الكبير للوداية. مكتشفين طرق انتشار الإسلام، والطقوس والممارسات الدينية، والتّعبيرات الفنية الإسلامية بالقارة الإفريقية عموماً، وجنوب الصحراء على وجه الخصوص، ممتزجة بتعبيرات فنية معاصرة لمبدعين أفارقة. وتعرّف التلاميذ المغاربة على معروضات "كنوز الإسلام بإفريقيا من تومبوكتو إلى زنجبار"، الذي افتُتِحَ يوم الخميس الماضي، 17 أكتوبر، في جولة أطّرها أنس السدراتي، مدير متحف التاريخ والحضارات بالعاصمة أحد المشرفين على إعداد المعرض. حياة الطاهري، مديرة ثانوية الجولان الإعدادية، قالت إن هذه الزيارة التّربوية تدخل في إطار التّنسيق بين وزارة التربية الوطنية، وأكاديمية المملكة المغربية، ومتحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر. وأضافت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هدف الزيارة تربوِيٌّ محض، هو إطلاع التلاميذ على علاقة المغرب بإفريقيا من خلال هذا المعرض الذي يُثبِت أن جذور البلد تمتدّ إلى إفريقيا، وأن حضارتنا انتشرت عبر طرق متعدّدة". وقالت يسرا، تلميذة بإعدادية الجولان، إنّها جاءت اليوم في إطار هذه الزيارة لتتعرّف على الحضارة الإسلامية وكيف تناقلتها الحضارات والشّعوب، مضيفة في حديث لهسبريس أنّ ما شدّ انتباهها هو "كيف امتزجت الحضارات فيما بينها، وكيف اكتسب الأفارقة الحضارة الإسلامية، واكتسب المسلمون الحضارة الإفريقية، والانسجام الذي كان بينهما". ويسلّط هذا المعرض الضّوء، وفق ملفّه الصحفي، على "موضوع لم يسبق تناوُله من قبل، يتعلّق بانتشار الثقافة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء، والتعريف بالإنتاج الفني لمجتمعاتها". وينطلق معرض "كنوز الإسلام في إفريقيا من تومبوكتو إلى زنجبار" باستكشاف الطّرُق الأولى لانتشار الإسلام جنوب الصّحراء منذ القرن الثامن الميلادي، بواسطة القوافل التجارية في الناحية الشرقية ثم الغربية، إلى جانب الدّور الذي لعِبَه الحجّ، وبعض الحواضر التي كان لها إشعاع فكري بارز، مشيرا إلى فرض بعض القوى السياسية الإسلام. ويتناول المعرض، حَسَبَ المصدر نفسه، الطقوس الدّينية المتنوّعة للأفارقة المسلمين، والدور البارز للزوايا الصوفية انطلاقا من القرنَين الثامن والتاسع عشر، منبّها إلى استمرار المعتقدات القديمة، وتطوُّرِها إلى جانب الإيمان بالإسلام، من خلال التّعويذات والتّمائم على سبيل المثال لا الحصر. ويختتم معرض "كنوز الإسلام في إفريقيا" بتقديم الإنتاج الفني الإسلامي الإفريقي لجنوب الصحراء، من خلال التّعريف بالمهارات، والخبرات الفنية، والأسلوب الخاصّ الذي يمَيِّزُ الفنانين الأفارقة في هذا المجال، عارضا مخطوطات تفنّد الاعتقاد بأنّ التاريخ الإفريقي شفوي لا غير. تجدر الإشارة إلى أكاديمية المملكة المغربية تنظِّمُ هذا المعرض، الذي يُكَثِّف ثلاثة عشر قرنا من تاريخ إفريقيا، بعرض ما يناهز مائتين وخمسين عملا تراثيا ومعاصرا، بشراكة مع معهد العالم العربي، الذي سبق أن نظّمه بمقرّه في العاصمة الفرنسية باريس، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، والمؤسسة الوطنية للمتاحف، بعدما نظّمت الأكاديمية طيلة السنة الجارية سلسلة من المحاضرات تهدف إلى التّحسيس "بالقضايا التاريخية والحالية المتعلِّقَة بتمثُّلِ الإسلام في إفريقيا".