دفعت الوضعية التي تعيشها عدد من المدابغ بمدن المملكة الفاعلين في قطاع الصناعات الجلدية إلى مطالبة السلطات الحكومية بتسريع إخراج بعض الأحياء الصناعية إلى حيّز الوجود. وخلص اللقاء الذي عقدته الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية، بمدينة فاس، إلى مطالبة السلطات الحكومية بتسريع وتيرة الحي الصناعي عين الشكاك الذي طال انتظاره. ودعا المهنيون المنضوون تحت لواء الفيدرالية عضو الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى مواكبة المقاولات المغربية وتسريع وتيرة إخراج الأحياء الصناعية، من أجل تسهيل مواجهة المغرب للبلدان الأخرى التي باتت منافسة قوية وتساهم في إفلاس المقاولات الوطنية. وحسب خلاصات هذا اللقاء، فإن المقاولات المغربية أضحت تتعرض للمنافسة القوية من نظيراتها الصينية والتركية؛ وهو ما يستلزم من السلطات الحكومية دعمها وحمايتها من المنتجات القادمة من الخارج والتي تسببت في إفلاس عدد من المقاولات. وأمام حدة المنافسة، دعا المهنيون مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل إلى تجديد أسطول الآلات، الذي اعتبرته الفيدرالية لا يواكب التكنولوجية الحالية لصناعة المدابغ والأحذية. كما شدد الحاضرون في هذا اللقاء، الذي احتضنته مدينة فاس التي تعد من أبرز المدن بالمملكة المغربية استعمالا للجلود والصناعة الجلدية والتي تجذب السياح الأجانب إليها، على وجوب وضع إستراتيجية وطنية لحماية الجلود. وفي هذا الصدد، اقترح الفاعلون في قطاع الصناعات الجلدية إنشاء مجازر ميكانيكية متنقلة وبورصة للجلود. ولفت حميد بن غريضو، رئيس الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية، وبحضور خبراء في المجال من إيطاليا، إلى أن هذا القطاع يحظى بأهمية كبيرة؛ ذلك أنه يعد رافعة في مجال التشغيل، ومساهما في رفع رقم المعاملات الداخلي والخارجي. وشدد رئيس الفيدرالية على أن قطاع الجلود مكن من الرفع من عدد المنخرطين في صندوق الضمان الاجتماعي، بتوفير ألف منصب شغل، ويرتقب أن يرتفع ذلك بعد خروج بعض الأحياء الصناعية إلى حيّز الوجود. وعرف هذا اللقاء حضور خبراء من إيطاليا، والذين استعرضوا أمام المهنيين في القطاع تجارب دول عديدة؛ منها التجربة الإيطالية، الإسبانية، والتركية ثم المصرية والإثيوبية، والتي تمكنت من التقدم على المغرب في ظرف وجيز. وكان قد جرى التوقيع أمام الملك محمد السادس، في يناير من السنة الماضية، على مجموعة من الاتفاقيات خلال حفل تقديم إطلاق التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي 2014 -2020 لجهة سوس ماسة؛ من بينها اتفاقية تهم قطاع الجلد. وكان مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، وهو يتحدث أمام الملك خلال الحفل المذكور، أكد أنه سيتم "تطوير منظومات صناعية جديدة، خصوصا في القطاعات الصاعدة التي تشكل رافعات للتسريع الصناعي، مثل المناولة في قطاعات السيارات، والجلد، ومواد البناء، وصناعة البلاستيك، وترحيل الخدمات (الأفشورينغ)"