قالت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إن العنف ضد النساء يشكل أحد أبرز صور الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية. جاء ذلك خلال إطلاق منصة "كلنا معك"، المخصصة للاستماع والدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشة، وهي مبادرة أشرف على إخراجها إلى حيز الوجود الاتحاد الوطني لنساء المغرب، تنفيذا لتوجيهات رئيسة الاتحاد الأميرة للا مريم وقالت جميلة المصلي إن المنصة الجديدة ستوفر الدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشة للنهوض بأوضاعهن، وحماية حقوقهن من الانتهاك. وأضافت أنّ المنصة ستكمل لبنات المنظومة الشمولية التي تبناها المغرب في مجال محاربة العنف ضد النساء، كما أنها تستهدف خدمات تخص إدماج الشباب من خلال التكوين. ونبهت المصلي إلى الخطورة التي يكتسيها العنف الممارس ضد النساء، مبرزة أنه لا يشكل انتهاكا للحقوق الأساسية للنساء فحسب، "بل يمثل عقبة أمام تحقيق المساواة والتنمية، التي لا يمكن تجاوزها إلا بإرساء ثقافة مجتمعية مرتكزة على مبادئ". وشددت على أن محاربة العنف ضد النساء "تشكل بالأساس التزاما إنسانيا وأخلاقيا قبل أن يكون التزاما دوليا تدعو إليه المعاهدات والاتفاقيات الدولية"، كما أكدت على "ضرورة تمكين النساء من مختلف حقوقهن وضمان الحماية لهن". من جهتها، قالت فريدة الخمليشي، الكاتبة العامة للاتحاد الوطني لنساء المغرب، إن إحداث منصة "كلنا معك" يندرج ضمن برامج الاتحاد الرامية إلى المساهمة في مجهود النهوض بحقوق المرأة المغربية الذي يبذله المغرب. واستعرضت الخمليشي الإصلاحات التي قام بها المغرب في مجال النهوض بحقوق المرأة منذ مدونة الأسرة سنة 2004، وما تلاها من نصوص تشريعية تُوجت بدستور 2011، الذي ضمن للمرأة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما يمكنها من المساهمة الفاعلة في بناء المغرب الحديث. واعتبرت المتحدثة ذاتها أن التطور الملحوظ الذي شهدته وضعية المرأة المغربية "يبعث على الاعتزاز بما تم تحقيقه من منجزات طموحة، ويخلق لدينا وعيا راسخا بضرورة دعم هذه المجهودات، كل من موقعه". وأبدت الكاتبة العامة للاتحاد الوطني لنساء المغرب تفاؤلها بشأن تحسين وضعية حقوق النساء في المغرب بشكل أفضل مستقبلا، معبرة عن ذلك بالقول إن "ما يبعث على الارتياح أن مساهمة مختلف الفاعلين، من قطاعات وزارية وأمنية وقضائية، في تفعيل المنصة ستشكل الإطار الأمثل للمساهمة الجدية والناجعة في توجيه النساء والفتيات وتقديم المساعدة اللازمة لهن".