رغم أن وباء كورونا قد يكون أبعد من أن ينتهي، إلا أن هوليوود مازالت حريصة على أن تمدنا، بطريقة ما، بأفضل الأعمال السينمائية المقتبسة عن القصص والروايات المصورة. وعلى سبيل المثال، يشعر محبو شخصية "باتمان" المعروفة بحماس شديد لدى رؤيتهم للمقطع الدعائي لفيلم "باتمان" الجديد، المقرر عرضه في عام 2021. وفي الوقت نفسه، تُعرض منذ أسابيع إعلانات للترويج لفيلمي "المرأة المعجزة 1984" و"الأرملة السوداء"، وهما من نوعية أفلام البطل الخارق، المقرر عرضهما في شهري أكتوبر ونونبر على التوالي، وذلك بعد فترة توقف إلزامية لدور العرض بسبب قرارات الإغلاق التي تم فرضها في أنحاء العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد. ومن بين أفلام الرعب المقتبسة عن الكتب المصورة، التي تم طرحها مؤخرا للعرض على الشاشة الكبيرة، وتحديدا في أواخر غشت الماضي، فيلم يبدو أن أحدا لم يلحظ عرضه، كما أنه لم يحظَ بالكثير من الترويج له، وهو فيلم "المتحولون الجدد" المقتبس عن أعمال "مارفيل كوميكس" المصورة. ولكن على من يرغب في مشاهدة ذلك الفيلم أن يتمالك نفسه، لأنه ليس من أفلام الإثارة المعتادة ذات الألوان الزاهية، وإنما فيلم رعب كامل. وتبدأ أحداث الفيلم بظهور فتاة مراهقة تدعى "داني مونستار"، تجسد دورها الممثلة الأمريكية الشابة بلو هانت (25 عاما)، حيث إنها الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة بعدما ضرب إعصار قوي المكان الذي تعيش به. وتستيقظ داني لتجد نفسها في مستشفى بعد تعرضها لحادث، وتجد يديها مقيدتين إلى السرير. تقوم الطبيبة المسؤولة هناك، وهي الدكتورة سيسيليا ريس، بإخبار داني بأنها متحولة، وأنها يجب عليها أن تتعرف على قدراتها وتتعلم السيطرة عليها من أجل حماية نفسها وحماية الآخرين. وعندئذ فقط يمكنها مغادرة المستشفى النائي، الذي يبدو-بصورة غريبة-أشبه بمختبرات الأبحاث. ولا يوجد في هذا المكان المخيف سوى أربعة أشخاص آخرين، إلى جانب داني والدكتورة ريس، وهم شباب مصابون بصدمة نفسية، هم: راني سنكلير (وتجسد دورها الممثلة البريطانية الشابة مايسي ويليامز {23 عاما}، نجمة المسلسل التلفزيوني المعروف "صراع العروش")، وإليانا راسبوتين (وتجسد دورها الممثلة أنيا تايلور جوي {24 عاما}، وسام جوتري (ويجسد دوره الممثل البريطاني تشارلي هيتون {26 عاما}، نجم مسلسل الخيال العلمي والرعب الأمريكي "أشياء غريبة")، وروبرتو دا كوستا (ويجسد دوره الممثل البرازيلي الشاب هنري زاجا {27 عاما}. ويحتجز جميعهم رغما عنهم في ذلك المكان. كما أنهم قد قاموا جميعا بقتل أشخاص، سواء برغبتهم أم بدونها. وقد تم منع الجميع من الهروب من المكان، بواسطة درع طاقة ضخم. وبعد حدوث عداء أولي بينهم، يصبح المراهقون أصدقاء، ثم تبدأ علاقة رومانسية بين داني وراني. وفي هذه الأثناء، تحدث العديد من الأمور الغريبة والمخيفة، مما يدفع داني للشك في أنهم ليسوا محتجزين في مستشفى بغرض تلقي العلاج. ويعتبر فيلم "المتحولون الجدد"، الذي يتخذ اتجاها مختلفا عن الإثارة والحركة والكوميديا المعتادة في الكتب المصورة، أول فيلم رعب حقيقي مقتبس عن أعمال شركة "مارفيل". ويمثل الفيلم جزءا من سلسلة أفلام "إكس-مان" المعروفة التي تتضمن أفلام "إكس من الأصول: وولفرين" من بطولة هيو جاكمان، و"ديدبول" من بطولة رايان رينولدز، وذلك على الرغم من أن "المتحولون الجدد" غير مرتبط بباقي سلسلة أفلام "إكس-مان". ومازال أسطورة شركة مارفيل، وهو مديرها ستان لي، الذي وافته المنية في عام 2018، يُذكر كمنتج تنفيذي لفيلم "المتحولون الجدد"، لأن الفيلم تم تصويره في عام 2017. وقد تم تأجيل الموعد الذي تقرر في البداية لعرضه، والذي كان مخططا في الأصل في أبريل من عام 2018، عدة مرات. وكان ذلك في البداية بسبب رغبة القائمين على الفيلم في إعادة تصوير بعض المشاهد، وهو الأمر الذي تم التخطيط له ولكن لم يحدث أبدا، ثم تكرر تأجيل عرض الفيلم بسبب استحواذ مجموعة "ديزني" على أصول شركة "توينتيث سنتشري فوكس"، وأخيرا بسبب تفشي وباء كورونا. وللأسف، فإن الفيلم الذي قام بإخراجه المخرج الأمريكي جوش بون-المعروف بإخراجه للفيلم الرومانسي التراجيدي الشهير "ما تخبئه لنا النجوم" في عام 2014-يعتبر فظا، شأنه شأن الأحداث التي سبقت طرحه في دور العرض. حيث إن الأمر يستغرق كثيرا جدا من الوقت حتى يحدث شيء ما أخيرا ضمن أحداثه، وحتى إن حدث، فلا تقع الكثير من الأحداث. وربما يفتقر فيلم "المتحولون الجدد" إلى الإثارة. كما أن القصة وشخصياتها يتسمان بالسطحية. ويعتبر أهم ما يميز الفيلم هو خاتمته المذهلة، التي من الممكن أن تكون مقدمة لمزيد من الأفلام. إلا أن المشروع بأكمله قد فقد زخمه بسبب عملية الإنتاج الطويلة التي مر بها، كما يتعامل النقاد الأمريكيون معه بفتور وعدم حماس حتى الآن.