أثار الهجوم الذي شنه البرلماني عن حزب العدالة والتنمية إدريس الأزمي الإدريسي، خلال مناقشة معاشات أعضاء مجلس النواب، على نشطاء "فيسبوك" مغاربة، متهما إياهم ب"تبخيس دور المؤسسات"، الكثير من ردود الفعل الغاضبة، التي اعتبرت ما قام به الوزير السابق نوعا من تكميم الأفواه الذي يسعى إليه الحزب الذي يقود الحكومة. الأزمي، الذي يجمع تعويضات متعددة من مناصب المسؤولية، من المال العام، خاطب النشطاء بالقول: "واش بغيتو البرلمانيين والحكومة والولاة والعمال والرؤساء والمدراء والموظفين يخدمو بيليكي وبدون أجر، وفي نهاية الشهر ميلقاو ميوكلو ولادهم"، داعيا إلى مواجهة ما وصفها ب"الشعبوية" المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتابع: "مخصناش نخافو من مؤثرين اجتماعيين..ما الذي صنعه لنا هؤلاء؟". الصحافي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي رضوان الرمضاني اعتبر في حديث مع هسبريس أن جزءا من العدالة التنمية، في القيادة والقواعد، "يعيش حالة نفسية سيئة، يُصرفها البعض على طريقة 'تشتيت الكرات' في نهاية مباراة وهو منهزم فيها، أو يبحث عن الخروج متعادلا على الأقل، لذلك يسقط في أخطاء تواصلية تؤثر على سمعته وصورته، وتثبت أنه فقد، نسبيا، البوصلة التواصلية التي كان يضبطها عبد الإله بنكيران". كما قال الرمضاني إن الحزب "تعود على أن ينتعش بالمظلومية، وهذه ثقافة ترسخت لديه في السنوات الأخيرة، لذلك يحاول تفسير كل خطاب نقدي تجاهه بأنه مؤدى عنه، ما يخلق له عداوات المفروض أن يتفاداها"، موضحا أن "ما تغير هو أن بنكيران كان يفضل 'اللعب مع الكبار'، لكن من أبناء الحزب من أسقطه في 'اللعب مع الصغار'، وهو ما يعني نوعا من 'التقلاز من تحت الجلابة' لا أقل ولا أكثر". "ردود الفعل التي تظهر بين الفينة والأخرى ليست إلا انعكاسا لمبدأ 'المظلومية'، ومبدأ 'خطابك في صالحنا إذن أنت صوت حر..خطابك ينتقدنا إذن أنت مدفوع'"، يقول الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي الذي أوضح أن "هذا الأسلوب في التعامل مع الأصوات النقدية لدى نسبة كبيرة من قادة البيجيدي والمنتسبين إليه ليس جديدا، بل كان حاضرا دائما"، وزاد: "أتقن الكثيرون منهم سياسة 'اضرب عدوك حتى يفر من الساحة'..جربوها مع الكثير من الأصوات المنتقدة أو المنافسة، وساهموا، بذلك، في نشر ثقافة الشعبوية والتشهير التي يشتكون منها الآن...وفي نهاية المطاف 'باش تقتل باش تموت'". وفي هذا الصدد أكد الرمضاني أن "البيجيدي"، خصوصا من خلال "فيالقه الإلكترونية"، "مسؤول معنويا عن تسفيه المؤسسات وتشويه الكثير من الشخصيات"، مضيفا أنه "سيكون من غير المقبول أن يشتكي من 'التضليل' وهو أول من شجعه، على الأقل بالصمت، انطلاقا من مبدأ 'لا آمر بها ولم تسؤني'". وكان الأزمي قال إن نشطاء "فيسبوك" يساهمون في "ضبابية المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عوض ترك الأحزاب والإعلام الجاد وجمعيات المجتمع المدني تقوم بعلمها"، مضيفا: "كيغمقو على الناس وينشرون الترهات وينبشون في أعراض الناس"، مردفا بأن "البلاد تسير بمؤسساتها وليس بالمؤثرين"، قبل أن يضيف: "واش سحابلهم غادي يخلعونا". واتهم المتحدث بعض المؤثرين بالحصول على تعويضات مالية مقابل كتابة "تدوينات" تشن هجمات على منتخبين وبرلمانيين، مستغرباً استماع لجنة النموذج التنموي برئاسة شكيب بنموسى إلى "مؤثرين فيسبوكيين" ورفضها في المقابل استدعاء منتخبين ورؤساء جماعات وجهات.