اعتبر المشاركون في ندوة حول "دور الرقمنة في تعزيز ثورة اقتصادية واجتماعية"، الثلاثاء، أن المغرب استطاع مسايرة التحولات التكنولوجية التي فرضتها جائحة كورونا على اقتصاديات دول العالم. وقالت سلوى بلقزيز قرقري، خلال هذه الندوة التي نظمتها غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالدار البيضاء، إن أزمة جائحة كورونا أبانت على الأهمية القصوى للتكنولوجيات الحديثة في مسايرة المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة التي فرضها تفشي الجائحة. وأضافت رئيسة "أفريك إنتيوم" قائلة: "لقد ساهمت أزمة كورونا أيضا في إبراز وجود مفارقة حقيقية يعيشها المغرب، حيث سبق أن أطلقت حكومة التناوب استراتيجية رقمية وتكنولوجية لكن مع ظهور جائحة كورونا تبين لنا أننا نسجل تأخرا كبيرا في هذا المجال، ليتم تدارك الأمر؛ إذ استطاع المغرب رفع التحدي على مستوى عدة مستويات". وأوضحت قرقري أن "هذه الأزمة دفعت المغرب نحو قطار التكنولوجيا، وبالتالي فإن هناك مجهودات كبيرة يجب القيام بها من أجل التقليص من الهوة الرقمية التي تعاني منها مناطق عديدة في المغرب، كما أصبحت هناك رغبة قوية من أجل تشجيع الأداء عبر الهاتف النقال، علما أن نسبة الولوج إلى الهاتف النقال تتجاوز 135 في المائة في المغرب، وهناك مجموعة من المؤشرات التي تؤكد أن المغرب يسير في الطريق الصحيح، خاصة بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة". وأوردت سلوى بلقزيز قرقري أنه "بإمكان المقاولات الصغرى والمتوسطة التركيز على مجالات تخصصها والاعتماد على الحلول السحابية، وتحليل البيانات لتحسين أداء سلاسل إنتاجها". من جهته، قال فرانسوا بورزيكس، رئيس مركز النظم بمؤسسة مائير الفرنسية، إن الخبراء التكنولوجيين التابعين للمركز يشتغلون مع العديد من المقاولات المغربية الراغبة في تطوير نظمها التكنولوجية المبتكرة التي يتطلبها التحول الرقمي الذي يعيشه العالم. وأضاف: "نحن نشتغل مع كبريات المجموعات الاقتصادية والمقاولات في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية والصناعات الثقيلة، وغيرها من المجالات الاقتصادية الأخرى. وفي هذا الإطار، نقوم بمواكبة هذه المقاولات في العديد من التخصصات، من خلال معالجة البيانات واستعمالها من أجل تحسين سلاسل إنتاجاتها، وحاليا تشتغل مجموعة من الشركات المغربية الكبرى على مواكبة آخر المستجدات التكنولوجية وتوظيفها في سلاسلها الإنتاجية".