قال عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية، إن على المغرب أن ينتبه إلى خطر قد يهدد مصالحه لدى الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، ويتمثل في "النزوع نحو اليسار". وأوضح المتحدث في ندوة نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع "الثابت والمتحول في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية"، أن "الخطر الداهم لمكانة المغرب لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية هو أن تنزاح الإدارة الجديدة نحو اليساريين، الذين لا يكنّون ودا للمملكة". بنخطاب أردف بأن "على المغرب أن يعبّئ أصدقاءه في الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى لا تميل الكفة في صفوف الديمقراطيين نحو اليسار، الذي يلحّ على الحل القانوني في الصحراء، وليس الحل السياسي الذي يريده المغرب، وهذا يتطلب الحذر"، على حد تعبيره. وصنّف بنخطاب المغرب ضمن "المنطقة الرمادية" في علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية بباقي دول العالم، وقال إن المملكة "ليست على قد كبير من الأهمية بالنسبة لها، لأنها تقع في منطقة النفوذ الفرنسي". وأضاف المتحدث ذاته أن الصداقة القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعد بنفس العمق الإستراتيجي الذي كانت عليه إبان الحرب الباردة، إذ كانت الولاياتالمتحدة حريصة على تقوية علاقاتها مع حلفائها، بهدف حمايتهم من النزعة الشيوعية، وزاد أنه في الجانب الاقتصادي يربط المغرب علاقات اقتصادية أقوى مع أوروبا، بينما لا تمثل المبادلات التجارية بينه وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية سوى جزء بسيط من الحجم الإجمالي للتجارة الخارجية للبلدين. وبخصوص السياسة الخارجية التي ستنتهجها إدارة بادين، يرى بنخطاب أن "السياسة التي سيعتمدها ساكن البيت الأبيض الجديد ستختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب"، مرجحا أن ينحو الصراع الأمريكي الصيني نحو إقامة توازن في العلاقات بين الطرفين، في إطار مبدأ رابح-رابح. ورغم أن السياسة الخارجية للديمقراطيين تنزع نحو الهدوء، فإن الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة بايدن "لن تتخلى عن الصراع والفوضى"، حسب بنخطاب، موضحا أن هذا العنصر "ثابت لا يتغير في السياسة الخارجية الأمريكية".